المنبرالحر

مرحلة لا بد أن تنتهي !/ يوسف أبو الفوز

تتواصل الحملات الدعائية لانتخابات مجلس النواب. وتثير الحزن والغضب واحيانا الضحك،خروقات وتجاوزات بعض المرشحين بحق زملاء لهم مرشحين مثلهم. قالت زوجتي : يتفننون في تجاوزاتهم وكأن البلد بدون قانون. واضافت سكينة: المفارقة أن بعضهم يتحدث كثيرا عن القانون!. فعقب جليل : وماذا تقولون عن الاموال التي تصرف في الحملات الانتخابية؟ سعل ابو جليل ، وقال: «من لحم ثوره»! ضحكنا لاننا ادركنا انه يقصد من يستغل موقعه في الدولة لاستخدام المال العام في حملته الانتخابية. ذكرتهم بما اشار اليه قادة في التحالف المدني الديمقراطي، عن كونهم لا يتلقون اي دعم مالي من اي جهة سياسية سواء داخل او خارج العراق، وان تمويلهم من تبرعات ابناء الشعب الحالمين بالتغيير والدولة المدنية الديمقراطية. قال جليل: تنشر الصحافة اخبارا عجيبة غريبة عن الاموال القادمة من خارج الحدود!
كان صديقي الصدوق، ابو سكينة هادئا ينصت لحوارنا، وبلع ريقه اكثر من مرة، فانتبه ابو جليل وقال له: يبين عندك سالفة احجيها شبيك بس تبلعم ؟ ضحك ابو سكينة واشار لي: كل السوالف عنده ، انا عندي بس المفاتيح! . وانتظرت منه ان يذكرنا بحكاية ما، فواصل حديثه مع جليل : هذه الفلوس كلها فلوس مرحلة «الثو ... لّة» والسالفة عنده ! وأشار لي، فجعل الجميع ينظرون باتجاهي.
واطلقت رغما عني ضحكة، فهذه قصة قديمة جدا، لكن ذاكرة ابو سكينة لا تهملها. حكاها لنا معلم عراقي، عمل في احدى دول الجوار، ايام النظام الديكتاتوري. ونظرا لتعلقه بحلم عراق ديمقراطي، كان لا يفوت اي ندوة سياسية لاي زعيم سياسي مهما تواضعت درجته، ومهما كان اتجاهه السياسي.
حضر يوما ندوة مفتوحة لاحد القادة، ممن يقبضون من كل مانح، مما جعل الاشاعات تتحدث عن ارصدة في بنوك غربية، ساعدت على ذلك طريقة الحياة التي يعيشها، والبيوت الفارهة والسيارات الفاخرة والمدارس الخاصة لتعليم الابناء، لحد ان سخر أحدهم قائلا: ربما ان أميرا نفطيا اهداه بئر نفط خاصا يتصرف به على مزاجه. احد المواطنين العراقيين ممن اصيب بمرض انهك رئتيه، حضر الندوة بنصيحة من اصحاب له، وامام انظار الناس طلب من القائد المعارض ان يساعده في نفقات علاجه من اموال المساعدات للمعارضة. تململ القائد الهمام واجاب: (لا ننكر استلامنا مساعدات مالية، ونحن الان نعيش مرحلة «الثورة» ضد الديكتاتورية، وحين يسقط صدام سوف نحتاجها لبناء «الدولة»، وعندها سنمر بمرحلة انتقالية هي « الثورة ــ الدولة « وسنحتاج هذه الفلوس). المواطن المفجوع سأل بشكل بدا بريئا : وشكد راح تطول مرحلة «الثو ... لة»؟