المنبرالحر

الأصعب هو القادم / قيس قاسم العجرش

أكبر الأخطاء الشائعة بين الناخبين من عامّة الناس أنهم قصروا أدوارهم على مساهمتهم لغاية غلق صندوق الانتخابات.
هذه خطيئة وجب ألا تتكرر بأي نسبة.
المطالبات المستمرة من قبل عامة الناس بأن يحاسب المسؤولون أنفسهم، وأن يراعوا(الذمة والضمير)!في واجباتهم، تحولت اليوم الى ساحة الناس أنفسهم. اليوم انتم أيها الناس مطالبون بأن تنزعوا هذه الصفة التي حاول الصاقها بكم من حصد نتائجها.
الحصاد جاء على شكل(راحة بال من دوخة الراس)..خلال سنوات وهو بعيد عن المحاسبة الشعبية، بعيد حتى عن إنتقادات الصحافة وكشوفاتها الإستقصائية.
إذا تمادى الحاكم وإذا أهمل المسؤول وإذا أفسد المُسيء فاسألوا عن عدد الذين وقفوا يتفرجون أو تعاملوا بلا اكتراث لأن هناك دائماً من يتربّح من الذاكرة قصيرة الأمد للناس.
خلال الاعوام الماضية ،مرّت بنا ملفات وفضائح في الاداء الحكومي كانت تستوجب استقالة عشرات المسؤولين من مناصبهم، لكن لم يستقل أحد! لأن هؤلاء المتحينين للفرص عرفوا أن ذاكرة الناس ستلتهي عنهم خلال أيام.
هنا برزت الحاجة الى تيار ممانع جديد يرفض الإنزياح عن السكّة الدستورية، ولا يخضع الحقوق الأساسية المذكورة في الدستور الى مزاد سياسي يباعُ فيه كل شيء وتـُباح فيه كل المُقايضات.
إذا سألنا عن التغيير المجرّد الذي انتشى بذكره كل من الناخبين والمرشّحين في فورة الانتخابات فإنه كان قد حصل بالأصل في الدورة السابقة.
اكثر من مائتين وخمسين نائباً دخلوا البرلمان لأول مرّة في إنتخابات 2010، لكن الأسس العرفية التي سار عليها العمل السياسي لم تكن قد تغيرت بعد.
تكريس المحاصصة التي حملت معها وزر الطائفية هو الذي أشعر الناخب والمرشّح (الذي اصبح مسؤولاً لاحقاً) أن ما بين أيديهم من سلطة ونفوذ إنما تختص به الطائفة دون الآخرين. طبعاً هذا المفهوم المبسّط سيترجم الى فسادٍ بائنٍ يتخادم فيه الأطراف فلا يكشف أحدهم عن أخطاء الآخر خوفاً من افتضاح أمره هو.
الممانعة لهذا النظام (المصيبة) قد بدأت عبر التيار المدني،لذلك فإن الأصعب هو القادم وإن من سيمثل هذا التيار الذي لا يؤمن بهذه الطريقة لحكم العراق أمامه تحدٍ كبير جداً.
عندما نقول (مدنيون) فلن يهم العدد قدر ما سيكون مهماً ان يقتفي الناس أثر الممانعة على الارض ويرقبوا أداءها القياسي القادم.
صوت المُعارضة والوقوف في(زردوم)الطائفيين الفاسدين سيكون هو الأصعب. الأرض مازالت رخوة وعلى الجمهور أن يدعم ممثليه لهذه المهمة.. لا عُذر للذين يسكتون ويتركون الرقابة المجتمعية ..الحكومات بلا رقابة عادة ما تسرح وتمرح على مزاجها هذا يحدث في كل مكان وليس في العراق فقط، إن بدأت صفوف الرفض بالتنظيم فهو الربح الأكبر من هذه الانتخابات.