المنبرالحر

المجلس الأعلى للثقافة ..في كربلاء / جاسم عاصي

يمتلك المشهد الثقافي عموماً طموحات كبيرة على طول الأزمنة. هناك مثلا الحلم بتشكيـــل (المجلس الأعلى للثقافة). وهو حلم راودنا كمثقفين في كربلاء، نطمح الى تطوير المشهد الثقافي في المحافظة ، والأخذ بالريادة ضمن فعاليات المحافظات الأخرى.
وقد عمل على ذلك نخبة ممن يهمهم تطوير المشهد الثقافي بما يدفعه إلى مشارف الدور المركزي ضمن فعاليات المحافظة وخصوصيتها. فكان اعلان المجلس الأعلى للثقافة في كربلاء، في لقاء أثير مع المحافظ الاستاذ عقيل الطريحي وبحضور جمع من الأدباء والمثقفين والضيوف، خير مناسبة للعمل على تحقيق هذا المنجز. لكن المسألة الأساسية أمامنا تتمحور في الكيفية التي سيعمل بها المجلس، وهو يقود المنظمات ذات الصلة بالثقافة ممثلة بمسؤوليها؟ وكيفية انبثاق البرامج بالنسبة لكل منظمة مهنية لرفد المشهد الثقافي بشكله العام. على أن لا تكون هذه الب?امج والخطط منفصلة عن بعضها، بل يأخذ القائمون على تنظيمها بمبدأ اعتبارها سلسلة من خطوات مشتركة. بمعنى انه حين يكون اتحاد الأدباء رائداً لنشاطه، يتوجب أن تكون المنظمات الأخرى بأفرادها ضمن من يعمل على المشاركة فيها. كذلك لكل من هذه المنظمات استقلالية برامجها وفعالياتها ذات الاختصاص. وكل منها يعمل على تعميق اختصاصه من خلال فعالياته المبنية على أسس موضوعية.
وفي ما يخص الجانب المالي ، الذي هو عنصر مهم في عملية النهوض بنشاطات هذه المنظمات، يكون الإشراف عليه وفق منهج يأخذ بنظر الاعتبار عنصر الزمن، ونعني بذلك أشهر السنة مثلا ً، لكي يكون الدعم المالي مرهونا ومرتهنا بالفعاليات الدائمة وغير المنقطعة. بحيث تتخللها فعاليات كبرى لكل من هذه المنظمات حسب اختصاصها، كتشكيل الورش، ووضع برنامج سنوي لتكريم الأدباء الرواد والفاعلين. وهي توفر دوافع موضوعية وعملية من جهة، وتقييماً موضوعياً يُسجّل ضمن مدوّنة نشاطات المجلس.
فالمجلس هو الرأس الذي ينظّم كل ما يتعلق بشؤون الثقافة ، وعليه مسؤوليات جسام . ونحن على ثقة تامة بقدرة ممثلي المنظمات المهنية وقابليتهم على إنجاز ما لم يتم إنجازه سابقا ، لأنهم جميعاً يستندون على قاعدة واسعة تضم الجادّين في العمل في حقولهم الثقافية . وما طموحنا سوى ما تحدده الرغبة في إعادة نشاطنا الثقافي الذي حفلت به المدينة في مراحل سابقة . وحصرا ً ما يتوفر للأديب والفنان من سبل ، لعل أهمها أن تكون ثمة حاضنة تضم فعالياتهم وتنظمها وفق اختصاصاتهم .
إننا في كربلاء وكما أرى، مقبلون عل متغيّرات كبيرة، تتطلب تضافر الجهود لقطف ثمار ناضجة من بين الأيدي والعقول والقلوب التي دأبت على تعميق نتاجاتها وفعالياتها الفردية، لتصب في حقل عام اوسع مساحة وأرحب فضاء .