المنبرالحر

من أجل جلسة برلمانية مثمرة / د. مؤيد عبد الستار

ستعقد يوم الثلاثاء القادم ، الاول من تموز، الجلسة الافتتاحية لمجلس النواب العراقي برئاسة اكبر الاعضاء سنا .
ومن أجل ان تكون هذه الجلسة مثمرة وتحقق بعض ما يرنو اليه ابناء الشعب من انفراج في الازمة التي تركها مجلس النواب السابق مفتوحة على مصراعيها ، اذ ترك امر الميزانية دون المصادقة عليها ، وتسبب في عرقلة الكثير من القضايا الاقتصادية والاجراءات التنفيذية من اعمار واستثمار وغيرها ، كما ترك البلاد في خضم ازمة الهجوم على نينوى واخفاق حكومتها المحلية التي كان يرأسها اثيل النجيفي شقيق رئيس مجلس النواب السابق اسامة النجيفي دون الدفاع عنها والحفاظ على ارواح المواطنين التي تعد من اولى مسؤوليات الحكومة المحلية ، اضافة الى تخاذل القوات المسلحة المنوط بها حماية المدينة وسكانها من اي اعتداء اثيم ما وضع البلاد في اتون معارك لا جدوى منها سوى تأجيج روح العداء بين المواطنين ومحاولة استهداف مجاميع سكانية معينة كي تثير ازمة ثقة بين المواطنين وتؤجج خلافات تاريخية عفا عليها الزمن ، لايتعلق بها سوى من تخلف عن ركب الحضارة وحرم مصادر العلم والثقافة .
في هذه الظروف التي يمر بها وطننا ، يأمل شعبنا من النواب ان يسارعوا الى اكمال النصاب وتحمل مسؤولية اتخاذ القرارات التي تنهض بالوطن مما أحاق به من أدران العصابات المسلحة التي لبست لبوس الدين زورا وبهتانا، واخذت تعيث في البلاد فسادا ، لتعمل على القضاء على العملية السياسية في وطن يحاول ان يتعايش فيه الجميع تحت ظلال القانون والمساواة ، وممارسة الديمقراطية واللجوء الى صناديق الاقتراع لحسم اي خلاف في السباق على السلطة ، وتقاسم الثروة بعدالة، بدلا من تبديد الثروة النفطية التي لن تكون مستمرة الى الابد على الاسلحة والمعارك الجاهلية التي يدفع شعبنا ثمنها باهظا من مستقبل ابنائه وبناته .
يتصاعد الخلاف حاليا حول مرشح الكتلة الاكبر ، ويعترض البعض من القوى السياسية على ترشيح السيد رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي الى منصب رئيس الوزراء ، ولا بأس في مثل هذا الاعتراض وغيره ، على ان يكون الحكم في الاختيار قبول رأي الاكثرية في المجلس والتصويت على المرشح المطروح على بساط البرلمان ، والقبول بنتائج التصويت داخل قبة البرلمان كي نتجنب اللجوء الى العنف والقوة وليكون ذلك سنة لمن يأتي فيما بعد ، فليس من المعقول ان نفرض اليوم امرا خارج التصويت في المجلس ، ولن نقبل به غدا ، يوم يأتي من يفرض مايريد بالدبابة او بالجزمة العسكرية .
ان مساندة القوات المسلحة ، والحكومة الحالية ، ومدها بما تحتاج من دعم مادي ومعنوي وسياسي وعسكري ، امر لا يتعلق بالحكومة وحدها ، وانما يتعلق بسلامة الوطن كونه الخيمة التي يعيش تحت سمائها الجميع عربا وكردا وتركمانا ، شيعة وسنة ومسيحيين وصابئة واشوريين وشبك وايزديين وكلدان وسريان .. الخ.
قد يذهب البعض الى ان الامر لا يعنيه وانما هو صراع بين السنة والشيعة فقط ! ارى ان هذا الرأي لايستقيم مع مستوى الصراع الذي يدور بين قوى التخلف المتمثلة بفصائل الارهاب المسلحة التي تحمل مختلف التسميات ، واخرها اسم داعش الذي بات رمزا للجرائم المنكرة والاثمة بحق ابناء شعبنا دون تمييز ، فقد شملت جرائم الزمر المسلحة المواطنين من مختلف القوميات والمذاهب والاديان الذين شردوا في مخيمات نائية ، وهجروا من بيوتهم واستبيحت حرماتهم .
ينتظر ابناء شعبنا من ممثليه الذين انتخبهم في اصعب الظروف لهذا المجلس النيابي ان يكونوا في مستوى مسؤوليتهم الوطنية ويساهموا في معالجة الازمة الحالية برؤية وطنية تضع مصلحة الوطن والشعب فوق كل شيء .