المنبرالحر

قل لي اين تقف من محنة شعبك ووطنك اقل لك بأي اتجاه تسير/ حيدر سعيد

لقد مهٌد نظام المحاصصة الطائفي القومي البغيض ، الارضية الصالحة للاعداء الداخليين والخارجيين ، بأن يحققوا مايرمون اليه من اهداف ، خلال فترة اكثر من عشر سنوات ، وبدل ان تخفف الكتل المتنفذة ما لحق بالشعب والوطن من آلام وكوارث وتدهور سببها النظام الدكتاتوري الساقط ، والتي استهدفت الانسان العراقي اساساً مغيبة ارادته ، راحت هذه الكتل المتنفذة تزيد من آلام الشعب ومآسيه ، وتضع المتاعب والويلات في طريقه ، حتى اوصلته الى خط الفقر اوتحته ، خاوي البطن مشوش الفكر ، لايعرف اين يتجه به هؤلاء المتنفذون ، الذين سطوا على اصوات الناخبين ، و اختطوا طريقاً ليس طريق الشعب الذي اراده من انتخابهم ، وهو السهر على حقوق المواطنين وتحقيق مطاليبهم في الحياة الحرة والعيش بكرامة، وبناء دولة المواطنة ، دولة العدالة الاجتماعية والمساوات.

ان التوجه الذي سلكته الكتل المتنفذة من خلال نظام المحاصصة ، شجٌعً اعداء الوطن الخارجيين ان يتدخلوا بشؤونه الداخلية ، ويملون عليه اجندتهم وسياستهم التي تتعارض حتماً مع مصلحة الوطن والمواطن .حيث نجد ان الادارة الامريكية على لسان جون بايدن تطرح مشروع ( تقسيم العراق الى اقاليم ) !!

محركةً اطرافاً في البرلمان والحكومة لتحقيقه وعلى شكل مراحل ، ولم تكتف الادارة الامريكية عند ذلك بل راحت تبحث عن بدائل اخرى ، سبق لها ان جربتها في بعض مناطق العالم ومنها افغانستان ، لتحقيق مشروعها التقسيمي بالعراق ، فألبست بعضها قناع المعارضة انطلاقاً من سوريا ، وراحت تغدق عليها السلاح والمال بمساعدة الاصدقاء!! ( السعودية ، تركيا ، قطر وبعض الدول الصغيرة الحجم والتأثير ) !! لكن سرعان ما انكشفت هذه المعارضة وبان معدنها تمثلت بالقاعدة ممثلة بداعش وجبهة النصرة ،وغيرها التي اعترفت الادارة الامريكية لاحقاً بانها منظمات ارهابية !!( عقب خراب وتدمير سوريا ).

واليوم يتكرر نفس السيناريو في العراق ، فبينما يجري شجب لاعمال داعش الارهابية اعلامياً ، يجري التكتم على الدول المساعدة لها والضغط عن طريق القوى الارهابية على العراق لاضعافه ، وجعله ينصاع لمشروع التقسيم هذا !!

وهناك الكثير من الدلائل والمقدمات ابرزها:

_التباطئ المتعمد في تسليح الجيش العراقي وقوى الامن لامر في نفس يعقوب الامريكي ، فهي من جهة تريد ايصال رسالة بأن الضغط لخروج القوات الامريكية، جاء تسديد فواتيره الان ، بما يعني التشفي ، وفي نفس الوقت نكاية بطلب الحكومة العراقية السلاح من روسيا وتلبية روسيا للطلب بشكل سريع .

_ الضغط لتحقيق توازن في داخل البرلمان والحكومة لصالح مشروعها التقسيمي ، وما مؤتمر مايسمى بالمعارضة العراقية الذي عقد على ارض الاردن والذي ماكان يعقد لولا الضوء الاخضر من الادارة الامريكية ، وقبول الاردن ، علما ان حكومة الاردن التي نفت علمها بالمؤتمر!!،و كأن الفندق خارج الاردن او بيع للبعث الصدامي واصبح بذلك ارضأً غير اردنية !! سبق وان تًدرب على اراضيها مجاميع ارهابية .

_السكوت المطبق على تهجير ابناء بلدنا في الموصل وخاصة اعزائنا المسحيين والشبك والتركمان واليزيدين وغيرهم ، دون ان ترفع صوتاً ضد عمل الاوباش من داعش وحلفائها .

_ تصعيد النفس الشوفيني العربي والكردي بالضد من الاخوة العربية الكردية العربية التي صلبتها سني النضال المشترك ضد الدكتاتورية والتي اختلطت بها الدماء الزكية لمناضلي شعبنا العراقي ، وهذا انعكس سلباً على العملية السياسية والديمقراطية .

ان محنة الشعب والوطن العراقي اليوم كبيرة ، اسبابها معروفة لدى شعبنا وقواه الوطنية والديمقراطية ، في مقدمتها نظام المحاصصة الطائفي القومي ، وما صاحبه من مآسي وويلات قٌسمت بالتساوي على الشعب العراقي دون تمييز !! ماجعل الوضع السياسي والامني والاقتصادي والاجتماعي ، ملبداً بغيوم الاحتراب والعداءالطائفي والقومي الشوفيني ، وهذا ماشحنه الاعداء ووسعوا خطره .

من هنا نقول : ان العامل الداخلي لم يكن محصناً لافكرياً ولا سياسياً ولااجتماعياً ولا اقتصادياً ، تميز بالفوضى والارتجال في كل مناحي الحياة ، قاده قرار المتنفذين الى مايعيشه شعبنا اليوم من مشاكل وازمات.

ان( لعبة الختيلة)، التي لعبها المتنفذون مع شعبنا العراقي في العشر سنوات الماضية ، تحتاج الى وقفة وطنية حريصة ومسؤولة تعزز الثقة بين المواطن واصحاب القرار ، يتحدد خلالها الموقف الوطني المخلص لتربة الوطن ، واي موقف اليوم في داخل الوطن او خارجه لايكون مع الشعب العراقي ، سيكون مع العدو ضدالشعب العراقي . خاصة بعد ان كشفت( المحنة ) الوجوه الكالحة المجرمة وفي مقدمة هؤلاء بقايا البعث ، التي سعت وتسعى مع المنظمات الارهابية( داعش )،الى انهاء العملية السياسية والعودة بالعراق الى الدكتاتورية الفاشية .

نقول اذا لم يجر التعامل مع الاحداث بوطنية صادقة واخلاص لقضايا الشعب والوطن ، فان الشعب سيكون له رأي في ذلك ، وقد تراكمت لديه المعطيات وعناصرها الساعية الى تمزيق الوطن العراقي وشعبه ، يقف في مقدمتها نظام المحاصصة الطائفي القومي البغيض .

وسيكون قول الشاعر حاضراً لدى شعبنا العراقي وقواه الوطنية الديمقراطية :

الشعب في جزع فلا تستبعدوا

يوماً تثور به الجموع وتزحف

كم من نواص للعدى سيجزها

ولحاً بايدي الناهضين ستنتف