المنبرالحر

فلسطين: مجازر الإحتلال والعجز الدولي..!!؟/ باقر الفضلي

المجازر العدوانية الإسرائيلية، تتلاحق دون توقف ضد الأبرياء من الشعب الفلسطيني من سكان غزة، لدرجة طالت معها ليس فقط دور السكن ودور العبادة والمستشفيات، وكل ما يمكن أن يلتجأ اليه المذعورون والهاربون من جحيم الآلة التدميرية الإسرائيلية، بل تعدتها الى إستهداف مدارس الأنوروا التابعة للأمم المتحدة، حيث الألوف من النازحين من العوائل الفلسطينية، ممن إعتقد بأن تلك الأماكن بما لها من حصانة دولية، يمكنها أن تحمي أطفالهم، ونساءهم والمسنين منهم، من جحيم الغارات الجوية والمدفعية الإسرائلية، التي ما إنفكت تمطرهم بوابل جحيمها ليل نهار ، لتأتي أخيراً جريمة مدرسة بيت حانون، التابعة للأنروا هذا اليوم في غزة، كحلقة جديدة في مسلسل الإجرام المتواصل منذ 19 يوماً ضد العوائل الفلسطينية ممن التجؤا اليها طلباً لحماية الأمم المتحدة..!!؟؟

لقد أثبتت تلك الجريمة النكراء، التي راح ضحيتها 16 قتيلا، وعددا من موظفي الأنوروا وقرابة 200 من المصابين المدنيين، وما قبلها جريمتي خزاعة والشجاعية، العجز التام للشرعية الدولية ممثلة بالأمم المتحدة، في عدم قدرتها الضغط على إسرائيل وإجبارها على التوقف من إستخدام الوسائل اللاشرعية في العنف المسلط على الشعب الفلسطيني، بما فيها الأسلحة المحرمة دولياً والتي لا يقرها القانون الدولي، ومن عجزها في فرض وجودها الفاعل في توطيد الأمن والسلم الدوليين، أوفي تقديم الحماية والأمن اللازمين للأبرياء العزل من شعوب العالم، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، الذي يتعرض لأبشع عدوان إرهابي، بذرائع وحجج لاتصمد امام واقع الحقيقة التي يعيشها الشعب المذكور، رغم جملة القرارات الدولية ، التي تعترف بحقوقه في الحياة الآمنة، وإقامة دولته الوطنية..!؟(1)

فالإحتلال والإستيطان الإسرائيليان، يقفان في مقدمة الإنتهاكات التي يتواصل العدوان الإسرائيلي، في تثبيتهما على الأرض كواقع لا مناص منه، أما موقف الشعب الفلسطيني من هذا العدوان وفي مقاومته لجبروته، فهو ما لا تجرؤ الشرعية الدولية ولا مجلس أمنها، من الإقرار بمشروعيته، إن لم يذهب الأمر على العكس من ذلك، حيث يقف البعض من ممثلي دول ذلك المجلس وهم يدافعون عن العدوان تحت حجج لا يسندها الواقع، بل والى أبعد من ذلك، حينما يذهب أمينها العام السيد بان كي مون، الى تفعيل ميزان عدالته الدولية، في مساواته بين الضحية والجلاد..!!؟؟

إن الإيغال بسفك الدم الفلسطيني ، من قبل آلة جيش الإحتلال الإسرائيلي، قد بلغ حداً لا يمكن وصفه بأي شكل من أشكال التراجيديا، بكل ما فيها من مأساة إنسانية تفوق الخيال، وباتت حال الأبرياء المدنيين العزل من سكان غزة، في مواجهتهم لآلة الموت الإسرائيلي، كحال من يفر من الموت، ليجد أمامه الموت؛ فلا مهرب والحال الى طريق أو مكان يحفظ حياة الناس، فالأطفال يموتون وهم يتراكضون للبحث عن ملاذ آمن من هول الكارثة الإسرائيلية، لتحولهم شضايا قنابل الطائرات والمدفعية الى أشلاء .. تلك الكارثة التي أفزعت حتى من وقف يدعم العدوان الإسرائيلي فأذهله ما تسبب به ذلك العدوان من مجازر مروعة، فإندفع يطالب بوقف المجزرة على الفور..!!؟(2)

لقد أذهلت مقاومة الشعب الفلسطيني للعدوان الإسرائيلي على غزة، طيلة 19 يوماً متواصلة، الرأي العام الدولي، فإنبرى الألوف من جماهير البلدان المختلفة في العالم، الى التظاهر دعماً لنضال الشعب الفلسطيني من أجل حقوقه المشروعة، والى الدعوة الى وقف العدوان الإسرائيلي على غزة وإستنكاره؛ وبذلك أثبت الشعب الفلسطيني، أنه شعب لا يمكن تركيعه، وبأن قضية الشعب الفلسطيني لعدالتها، ستظل في مقدمة القضايا العقدية الدولية، ولها الأولوية على جميع القضايا الدولية مهما عظم شأنها، ومن هنا تأتي ضرورة وأهمية وحدة القوى الفلسطينية في مواجهة العدوان، وفي تفعيل مؤسسات الدولة الفلسطينية بإعتبارها دولة عضو مراقب في الأمم المتحدة..!؟

وفي سياق حجم المجازر التي يرتكبها جيش الإحتلال بحق الشعب الفلسطيني يومياً في غزة، يصبح من المهم النظر الى قرار مجلس حقوق الأنسان في الأمم المتحدة حول جرائم العدوان الإسرائيلي المرتكبة في غزة، بعين الأهمية، حيث يصبح من المنطقي ومن العدل، التحرك بإستخدام ما يمكن أن تتوصل اليه اللجنة المؤلفة بموجب ذلك القرار، من وثائق عن حقائق موضوعية، على صعيد الواقع، ما يثبت المجازر المرتكبة من قبل جيش الإحتلال الإسرائيلي في غزة، بحق المدنيين الأبرياء، وتحكيم القضاء الجنائي الدولي في إقرار العدالة، وتجريم الجناة..!؟(3)