المنبرالحر

لا لتجار السياسة الفاشلين نــعــم لسياسي المبادئ المخلصين/ حيدر سعيد

لقد توقع ابناء شعبنا وقواه الوطنية والديمقراطية ان تحقق العملية السياسية والديمقراطية الوليدة ، بعد سقوط الدكتاتورية تغييراً حقيقياً على مستوى البنى التحية المؤسساتية، لكن ذلك لم يحصل بل بقيت كما هي ، بثقافتها وادائها وافكارها التي كانت نتاج عقلية النظام البائد ، و في غفلة من الزمن تسللت كتل واحزاب تجارية اكثر منها سياسية ، اخذت تتسابق مع بعضها في تصريف بضاعتها الطائفية الفاسدة بين الناس البسطاء في غرب البلاد وشرقها والمتاجرة بمشاعر الجماهير،و اكتناز المزيد من الثروة والمال على حساب فرقة ابناء البلد المتآخين المتحابين المتصاهرين منذ القدم ، الذين لم يعرفوا للطائفية مكاناً في عقولهم ، متفننة في الوصول الى غاياتهم من خلال التحشيدوالتجييش الطائفي، الذي ترافق مع هذه المرحلة ، مرحلة نظام المحاصصة

الذي افرزته افكار الكتل التجارية الطائفية المتنفذة ، التي ظلت تتغذى علي هذه الازمات وتستمد استمراريتها منها ، مما زاد من احتقان الشارع العراقي ، ودفع الجماهير الى الخروج والمطالبة بالتغيير والتصحيح ، وايقاف تمادي اصحاب نهج المحاصصة وتعنتهم . الذين ارادوا ان يذهبوا بالوطن والشعب الى نهايات لاتحمد عقباها .

لكن تجار السياسة هؤلاء الماسكين بالقرار السياسي لم يعيروا الاهتمام لصوت الجماهير،لانهم منشغلون وسط حلبة الصراع ، تاركين الطريق سالكا امام منظمات الارهاب وحلفائها ، لتسقط الموصل ومناطق اخرى ، بعد خيانة مجموعة من كبار الضباط الذين حذرت القوى السياسية الوطنية والديمقراطية من وجودهم على راس القطعات العسكرية، لكن تمسك الحكومة بهم هو من حال دون تغييرهم في حينها .

لذلك فان مرحلة الازمات هذه ، لايمكن لشعبنا وقواه الوطنية والديمقراطية عبورها ، الا بتغيير تجار السياسة الطائفيين الفاشلين بسياسي المبادئ المخلصين ،الذين عرفوا بالاخلاص والوفاء والحب والنزاهة والكفاءة ونصرة الكادحين ،همهم الوحيد مصلحة الشعب واسعاده والدفاع عن كرامته وعزته ، وهم الساعين الى خدمة ابناء الشعب وتوحيد صفوف العراقيين وتجسيد العدالة دائماً، والا فان تجار السياسة هؤلاء سوف لن ولن يحلوا المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلد اذا ما قلنا انهم سيزيدوها استعاراً. فالسياسي الذي لايحمل هموم ابناء شعبه ووطنه لايمكن له ان يقدم مايسعد المواطنين ، وهناك الكثير من الامثلة، التي ابتعد فيها التجار السياسيون الذين تربعوا على السلطة عن خدمة الشعب الى خدمة مصالحهم .