المنبرالحر

انتفاضة 3 تموز عام 1963 / مهدي المولى

في فجر هذا قام مجموعة من جنود نا من شباب العراق الواعي الذي نذر نفسه للشعب العراقي متحديا الظلام العفلقي وكل قوى الظلام التي تعاونت جميعا لاخماد نور العراق الذي اشرق في ثورة 14 تموز عام 1958
في فجر هذا اليوم قام كوكبة من المناضلين يصرخون صرخة حق بوجه اعداء الانسان واعداء الحياة
نعم ان صرخة هؤلاء الاحرار لم تحقق المطلوب في وقتها الا انها كانت تدفع كل مظلوم نحو الحرية واقمارا يهتدي بها كل انسان يريد الخير والنور للحياة والانسان
رغم امكانيتهم القليلة الا انهم استطاعوا ان يلقوا القبض على الكثير من قادة البعث العنصري والانقلاب الدموي الظلامي في 8 شباط ذلك الانقلاب العنصري الطائفي حيث اعلن قادة الانقلاب الاسود ابادة كاملة للشعب العراقي اعتقل الكثير وقتل الكثير واغتصبت النساء بعد تعذيب مبرمج لا مثيل له في التاريخ
ومع ذلك ان هؤلاء الاحرار ابطال انتفاضة 3 تموز انطلقوا من قيمهم السامية من مبادئهم الانسانية النبيلة واصروا على تمسكهم بذلك بالحق بالقيم الانسانية تمسكا كاملا لا يهمهم النتيجة تضرهم او تنفعهم المهم والذي يهمهم التمسك بالقيم والمبادئ لم يندفعوا بروح العدوان والانتقام لانهم لم يبحثوا عن مصالح خاصة ومنافع ذاتية رغم ما تعرض اخوانهم اقربائهم نسائهم الى القتل الى التعذيب الى الاغتصاب على يد تلك الزمة الباغية الظلامية الا انهم تساموا على ذلك كله وقالوا هدفنا لا الانتقام لا الثأر هدفنا الاصلاح هدفنا الحب والسلام هدفنا تبديد الظلام غايتنا انقاذ العراق والعراقيين من الامراض والاوبئة التي بدأ اعداء العراق بزرعها مثل الطائفية والعنصرية والجهل
لا شك ان شجاعة وتضحية هذه المجموعة المغرمة بالحياة الى درجة الموت من اجلها وهي مسرورة فرحة حقا ان مثل هؤلاء يرون الموت عروس ويتقدمون اليه كما يتقدم العريس الى عروسه في ليلة زفافه
فالشجاعة لا ان تقتل الاخرين وتدمر الحياة فهذه طبيعة الجبناء الحقراء الفارغين الذين لا يملكون قيم ولا مبدأ طبيعة اللصوص والحرامية
فكل انسان يمكنه ان يسرق الاخرين ان يقتل الاخرين لكن ليس كل انسان ان يضحي ان يموت من اجل ان يحيا الاخرين ليس كل انسان ان يتخلى عن مصلحته الخاصة ويعمل من اجل مصلحة الاخرين الا الذين يملكون الشجاعة والقيم الانسانية النبيلة والسامية
الله ما اعظم شجاعة سمية ام عمار وهي تتحدى سياط سادة قريش في لهيب الصحراء وهي تصرخ بوجوه البغاة الطالحة المظلمة انا انسانة حرة رافضة الخضوع للعبودية حقا كانت صرخة هزت وهدت طغيان قريش وبددت ظلامهم فاذا اشرق بعض نور الاسلام وبدد بعض ظلام الطغيان كان نتيجة لذلك الصمود وتلك الارادة القوية لتلك الصرخة التي كانت تصرخها سمية في مواجهة السياط التي لا تعرف التردد ولا التراجع ولا اللين ابد لا لسيف علان وسيف فلتان
فالقيم السامية والمبادئ الانسانية لا تنتصر بالسيف وانما بصلابة وشجاعة اهلها وهم يتحدون اعداء الانسان
فالمصلحون عشاق الحياة الذين يسعون لخير الانسان لتحرير الانسان سلاحهم الكلمة الكلمة الصادقة ضد كل ظالم فاجر عدو للانسان والحياة على خلاف اعداء الانسان الذي سلاحهم الرصاص لقتل كل انسان صادق محب للحياة


الله اكبر كم في الفكر من شعل      ما اكذب السيف حين الفكر يمتشق
لا في الحديد ولا في النار منتصر  كلاهما في لهيب الفكر يحترق