المنبرالحر

بطلات كوباني حفيدات ليلى قاسم وقدم خير/ مؤيد عبد الستار

سيكتب التاريخ ملاحم شهيدات كوباني كما كتب بيره ميرد واحمدي خاني وبابا طاهر الهمداني الاناشيد والملاحم للشعب الكردي وسيتغنى المنشدون باللاوك والحيران لتعداد مآثر ابطال وبطلات كوباني .
رسمت شجاعة فتيات ونساء كوباني صورة جديدة للمرأة في الشرق الاوسط ، فالتضحيات البطولية والمعارك الشرسة في مواجهة عصابات اجرامية همجية جعلت من المرأة الكردية التي حاربت ببسالة ايمانا بالوطن وكرامة الانسان مثالا بطوليا جذب انظار العالم وكسب تعاطف الشعوب المحبة للسلام .
فتيات ونساء بعمر الزهور لم يبخلن بدمائهن في سبيل رفع راية الشعب والوطن عاليا ، وليس غريبا ان يستلهمن نضال امهاتهن وآبائهن الذين قارعوا الظلم والاضطهاد على مر العصور، فقبل اربعة عقود قدمت الثائرة ليلى قاسم ابنة خانقين المناضلة حياتها قربانا لشعبها في العراق، وساهمت بنشاط في سوح النضال فكان اعتقالها ببغداد يوما مشهودا واعدامها عام 1974 على يد اوغاد البعث الصدامي ، فابت الا ان ترتدي ملابسها الكردية يوم اعدامها في آخر لحظة نضالية لها ، فارتفعت قامتها السامقة مـتـشحة بملابسها الكردية الزاهية طودا شامخا امام الجلادين .
بنات كوباني ونسائها البطلات حفيدات الثائرة الشهيدة قدم خير التي ثارت على الشاه رضا بهلوي في لورستان الصغرى ، فقادت الثوار عام 1925 بعد اغتيال اخيها على ايدي زبائن الشاه وحاربت عصاباته التي ارادت احتلال كردستان ، تقدمت قدم خير صفوف الثوار وسارت مع ابنائها الكرد المحاربين البواسل الذين مرغوا انف الشاه وقواته في الوحل، ولكن خديعة الشاه في تقديمه القرآن الكريم وثيقة عهد للصلح معها ، ثم حنثه بالقسم العظيم ادى الى سجنها واعدامها فظل اسمها راية يرفعها احفاد وحفيدات كاوة الحداد عاليا يقارعون بها الطغاة ومصاصي دماء الشعوب المناضلة من اجل حريتها والتائقة للخلاص من الجهل والظم والتخلف .
سلام و باقات من زهور النرجس لشهيدات وشهداء كوباني والشعب الكردي والشعوب المناضلة من أجل الحرية والحياة الكريمة في بقاع الارض قاطبة .
ستبقى اسماء شهيدات وشهداء كوباني منقوشة في قلوب ابناء الشعب الكردي واحرار العالم الى الابد .