المنبرالحر

الرسالة !/ يوسف أبو الفوز

الايام الماضية كانت حافلة بالاحداث العالمية. تسمرّنا امام الشاشات نتابع المظاهرات الاحتجاجية في ساحات العالم . التقارير تتوالى ساخنة من شوارع اسطنبول، البرازيل ومن شوارع مصر. روى جليل لزوجتي كيف ان رئيسة البرازيل لم تحضر المباراة النهائية في بطولة كأس القارات خوفا من صيحات الاستهجان من الجماهير الغاضبة بسبب تفشي الفساد في البلاد. سكينة راحت تكرر اعجابها بالمشاركة الفاعلة للمرأة التركية التي تصدرت مشاهد المظاهرات الاحتجاجية القوية ضد الحكومة التركية في أنحاء البلاد. كنت منغمرا في متابعة ما يجري في ساحات مصر، أم الدنيا. اعبر عن حبي واحترامي لهذا الشعب المعطاء، وإصراره على التحرر من مختلف أنظمة الطغيان والاستبداد والأقصاء. فرحت احكي عن مساهمة المثقفين المصريين مع الشعب في ساحات الاحتجاج وكيف انهم لم يكونوا في موقع المتفرج . كان صديقي الصدوق، ابو سكينة يصغي لكل هذا وفي عينيه بريق حزن . زفر، وسألني: أتذكر تلك الايام؟
ولم استطع تخمين اية ايام يقصد فهي كثيرة والاحداث التي يمكن ان يقصدها ابو سكينة لا عد لها! أهو يحكي عن اوضاع العراق التي تزداد ارباكا وتشابكا خصوصا مع تردي الاوضاع الامنية وتصاعد أعمال العنف والخطاب العنفي وبروز المليشيات المسلحة، وجرائم الإرهاب بالمفخخات وحالات الخطف والتصفية بكواتم الصوت، وأتساع نشاط الجريمة المنظمة ؟ أهو يلمح لايام التظاهرات الاحتجاجية في بغداد يوم أصر على المشاركة رغم المطر الذي هطل فجأة والذي لم يمنع زحف مئات المتظاهرين حتى ساحة التحرير وكان هو واحدا منهم ؟ أم هو يقصد حدثا في احد بلدان "الربيع العربي" الذي اسقط انظمة الاستبداد والتفرد بالسلطة والفساد في تونس ومصر وليبيا واليمن، وراحت تتفاعل تأثيراته في بلدان عربية اخرى فظهرت لوحة سياسية جديدة وحراكاً وتبدلا في موازين القوى على صعيد كل بلد، وفي منطقة الشرق الأوسط ككل؟ واذ لاحظ حيرتي اضاف مخاطبا الجميع : اتذكرون أيام ظهور الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، قائلاً للمحتجين "الرسالة وصلت"؟. بعده وبطرق مختلفة قالها عدة حكام ، بعضهم رحل وبعضهم ينتظر، فيا اعزائي معروف ان ساعي البريد وطبيعة خدمات البريد تختلف من بلد لأخر، اليوم اريد افهم عن قضية مقتل مدرب فريق نادي كربلاء الكروي، المغدور محمد عباس، يا ساعي بريد حمل رسالة استشهاده وبأي طريقة ومنو راح يستلم الرسالة ؟