المنبرالحر

ليكن الموقف البطولي للشعب المصري الأصيل حافزا لكل الشعوب المدجّنة / جواد وادي

إنه موقف بطولي حقا هذا الذي يمارسه بكل بسالة الشعب المصري الأبي، الرافض لكل أنواع مصادرة الحريات وتغييب الإرادة الجماهيرية، والالتفاف على الديمقراطية، بوابة الخلاص لكل الشعوب المقهورة من التعسف والظلم والتخلف وسلب الحقوق المشروعة في العيش الكريم وامتلاك الارادة الحرة، غير الخاضعة لأمزجة وفتاوى الساسة من المتأسلمين وغيرهم، هذه المواقف الرافضة وبإباء وشموخ وعناد مذهل الضحك على الذقون، لتحقيق هدف تصحيح المسار والوقوف بوجه المد الظلامي المخيف، باتت كل هذه المواقف مثلا يحتذى به، وفضح ومحاسبة أدعياء النفاق الديني البعيد عن المعنى الحقيقي للدين، بعد أن حاول المتسلقون لسدة القرار السياسي، وعن طريق صناديق الديمقراطية، إدارة الظهر على هذا المنجز الحضاري الذي من شأنه إذا ما التزم الجميع به للبناء الحقيقي، من شأنه، تحقيق نقلة نوعية في حياة الشعوب المقهورة، ولكن المنافقين أخضعوا الديمقراطية وما كسبوه من نتائج، خاضعة لفتاوى متخلفة من شأنها أن تنسف منجز قرون من التقدم الفكري والعلمي والاجتماعي والبنيوي لشعوب عانت كثيرا خلال حقب الظلام والتخلف والغزو والاحتلال وتمييع الشخصية الوطنية، وهذا الملف يعني جميع شعوب المنطقة، الأمر الذي قدمت هذه الشعوب الملايين من القرابين على مذبح الحرية والخلاص من ربقة الاستغلال والعبودية ومصادرة الحقوق في العيش الكريم والحرية وامتلاك ناصية القرار، بعيدا عن وصايات متخلفة وظلامية، من شأنها أن تبقي الشعوب تحت ماكنة المحو والإقصاء والحرمان.
ولنا في الشعب المصري الحر اليوم وحراكه المبارك، خير مثال وما يقوم به من شجاعة باسلة.
من البديهي أن الشعوب التي تحتكم على رصيد حضاري وثقافي وتاريخي عريق، هي شعوب حية وفاعلة وأبية، ترفض كل أنواع التدجين والإستغفال وسلب الحقوق، وتعاقب المتخلفين والطغاة والقتلة والظلاميين والفاسدين على دفة القرار السياسي، ويتصور هؤلاء المغفلون، أن الشعوب من الاستسهال قيادتها حيث يوجهون دفة القيادة بطرق عفا عليها الزمن، ناسين أو متناسين، أن الشعوب الحرة وبهذا الرصيد من الإرث الحضاري الثري، ليس من السهل تدجينها وليّ ارادتها، لأنها عصية على التطويع والخضوع لإرادة المخبولين والفاسدين والظلاميين من المتأسلمين وغيرهم، وهذا ما حدث في مصر الأصالة والارادة الحرة.
إنه درس بليغ لكل الخانعين والمتخاذلين والمغرر بهم تحت تأثيرات دينية واثنية ومذهبية، لإبقاء الجهلة من الناس البسطاء والمعدمين في أسر الفكر المتخلف، ليتفرغ المزيفون والمنافقون للنهب والسرقات وتشويه آدمية الناس.
الكلام موجه لكل الشعوب التي ظلت حبيسة الفكر الظلامي، الرافض لكل تقدم في مناحي الحياة المختلفة دون التنبه لما يفعله من وضعوا ثقتهم فيهم وبشكل أعمى وبليد، ليتفرغوا هم إلى العبث بمقدرات البلاد ومصائر العباد.
الحراك الحراك ولا غير الحراك إذا ما أرادت الشعوب المقهورة تمزيق أردية التخلف والتبعية العمياء، والمستفيد هم البلطجية والقتلة واللصوص وناهبي المال العام.
فمتى يستفيد الآخرون من الحراك المصري الشجاع لكسر قشرة البيض التي يباركها الأدعياء من المنافقين وعدم الخروج منها، لتبقى دار لقمان على حالها.
والعبرة لمن يعتبر