المنبرالحر

اسِتشهاد العقيد –هندسة الغام خالد حجي خدر ، دَرس بَليغ ينبغي استيعابه!!/ كفاح جمعة كنجي

استشهد العقيد خالد يوم 25 تشرين الاول 2104 في زمار نتيجة انفجار احدى المفخخات بوجهِهِ اثناء تفكيكها وقبلَها في نفس اليوم ابْطلَ مفعول اكثر من 40 عبوة ومفخخة مزروعات في الطرق وبين المباني وفي المنازل رغم تلقيه اطلاقات القناصانين المتتالية .
العقيد الشهيد تخرج من دورة الضباط الاحتياط عام 1983-1984 من الكليه العسكرية – بغداد.
التحق بصفوف القوات العسكرية التي شكلت في كوردستان في بهدينان 1997 وأنيطت به مهام تفكيك الالغام المزروعة في كوردستان من ذلك الحين، فانتزع خلال تلك الفترة آلاف منها وطَهّر مساحات كبيرة من الاراضي وعادت الحياة لها وخاصة الزراعية منها. وعمل مع منظمات تابعة للامم المتحدة في هذا المجال ايضا .
العقيد خالد غَدتْ خبرتُه في هذا المجال العملّيه مايزيد عن خمسة وعشرين عاما.
بحكم قرابتي العائلية له، ومنذ عودتي لكوردستان حاولت ان احصل منه ولو ساعتين لالقاء محاضرة للمتواجدين مع البيشمركة في محورنا عن نوعية المفخخات والالغام التي يستخدمها ارهابيو دولة الخلافة الاسلامية - داعش، الا ان كل محاولاتي باءت بالفشل لانشغاله بمهامه وتنقله المستمر بين المحاور العسكرية لِقلة الاعداد التي تَحمل عين اختصاصه بين الوحدات العسكرية الكوردستانية وللاسف لم التقيه خلال هذه الفترة مطلقا .
كان بالامكان الاستفادة من خبرة العقيد الشهيد لو فتحت له مدرسة خاصة بازالة الالغام والمفخخات وادارها بنفسه وليتخرج على يديه سنويا اكثر من الف (خالد)، ويبدو الامر هذا قد غاب عن ذهن القيادات العسكرية حقا ،ام لها تبريرها لذلك؟.
لا اريد ان اُحمل احداً قضية استشهاد العقيد. لكن اُحملْ منْ هُم على راس القيادة العسكرية الكردستانية خطا ارسال ضابط مختص بهذا المجال الحيوي - والاهم كما يبدو لكل المراقبين العسكريين - في هذه الحرب، لتفكيك العبوات في زمار بنفسه وبيديه ودون حتى ملابس واقيه لهذا المجال وبالتالي خسارتنا جميعا لخبرة هذا الضابط الذي تعد درسا بليغا ينبغي تفاديه من الان فصاعدا من لدن القيادات التي اشرت اليها .
وارجو ان لا يُفهم من ماطرحته ابقاء القادة العسكريين بعيدا عن الخطوط الامامية ، العكس تماما ينبغي ان تكون القيادات والضباط آلآمرين في مقدمة الجنود والبيشمركة في كل المحاور لكن مع التخطيط الدقيق والمحافظة الستراتيجية على الكوادر المختصة وعدم فقدِها بسهوله تصل لحد الغباء العسكري.
كان شقيق الشهيد العقيد الاصغر بِصحبته لَحظة انفجار المُفخخة بوجهِه وصَدره لكنه نجا باِعجوبة. وشَهد باندفاع شقيقه الشهيد رغم وقوعه في مرمى نيران القناصة الا انه اصر على الاستمرار في مهمته في تفكيك المفخخات حتى لحظة استشهاده وفقدناه جميعا ونحن باِمسْ الحاجة لاعداد كبيرة كاختصاصه في هذه الحرب بالذات.

مجمع مهت- الشيخان تشرين الاول 2014