المنبرالحر

قانون اجتثاث الطائفية / طه رشيد

قوانين الاجتثاث ليست جديدة على العالم المعاصر والمتمدن ..ولم تسن مثل هذه القوانين الا حماية للمجتمع من مجاميع قد غالت بتخريبها الاجتماعي والثقافي وربما حتى الاقتصادي. وخير مثال شاخص امام اعيننا هو ما حدث بعد نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 حيث منع منعا باتا الحزب النازي بقيادة ادولف هتلر في المانيا وحليفه الحزب الفاشي بقيادة موسوليني في ايطاليا، لانهما ساهما بشكل فعال في اشعال الحرب الكونية الثانية التي ادت كما هو معروف لخسارات ما زالت آثارها ماثلة حتى اليوم رغم مرور ستين عاما على تلك الجريمة .واوروبا بالامس كما هي اليوم حازمة في تطبيق هذا المنع لدرجة ان استعمال التحية النازية برفع اليد الى الامام يحاسب عليه القانون حتى لو كانت مزاحا .
واذا تم تجريم ومنع حزب البعث وحرمانه من العمل السياسي بعد سقوط نظامه في 2003، ولانه لم يكن اقل تخريبا من الحزب النازي الالماني على مستوى العراق والمنطقة. ويكفي ان نتذكر الحروب التي اشعلها وخاضها بمسميات مختلفة ولمدة ثلاثة عقود! ناهيك عن التعسف في التعامل مع الآخر اعتقالا وسجنا وتعذيبا وتغييبا ..الا ان قانون اجتثاث البعث الذي تغير الى قانون " المساءلة والعدالة" قد افرغ من محتواه عند التطبيق!
والقانون لا يعني مطلقا حرمان من انتمى لذلك الحزب من العمل او من العيش الكريم، بل ان جل ما يعنيه هو حماية المجتمع والدولة من التخريب، وهو ما يحصل اليوم في مرافق عدة في دولتنا الجديدة، التي تعاني من آفة أخرى هي "الطائفية" التي خربت ما تبقى من الاجزاء السليمة في الدولة، والتي لا تقل تخريبا عن مثيلها البعث او الارهاب او الفساد الاداري والمالي. فكلها مجتمعة تربطها شبكة عنكبوتية من المصالح لتؤدي في النهاية نفس الغرض !
الطائفية يشكو منها الجميع: قيادات الدعوة بمختلف انشطاراتها والمجلس الاعلى الاسلامي والحزب الشيوعي والتيار الصدري والتيار الديمقراطي والفضيلة والامة وجماعة العراقية بكل مكوناتها والحزب الاسلامي وآل الحكيم الذين اسسوا مركز (حوار بين الاديان) . كذلك اسلاميون مستقلون اسسوا مركزا عراقيا للتنوع والتقارب الديني يسجل لصالح الشيخ غيث التميمي، ولم تأت خطوتهم هذه الا نبذا للطائفية المقيتة. وشخصيات اسلامية وديمقراطية ووطنية لا حصر لها، ترفض التعامل الطائفي .
اذا من هو هذا الطائفي الذي يرتدي طاقية الاخفاء ولم نره، حتى اصبح مثل التيار الكهربائي، لا تراه، ولكن ترى تأثيره؟ مع الفارق الكبير وهو ان التيار الكهربائي يضيء بينما التيار الطائفي " ينتل"!
ما احوجنا اذا لقانون يشرعه البرلمان وتطبقه الحكومة على الجميع من دون استثناء او استحياء او مجاملة او وجل، لتخليص البلاد والعباد من مرض خبيث يذهب بالعقل ويخرب دورة القلب الانساني..
ما احوجنا يا برلمان لقانون اجتثات الطائفية !