المنبرالحر

آآآآخ من ألخ !/ يوسف أبو الفوز

كان جليل أكثرنا حماسا ونحن نتحدث عن قرارات صدرت بتعيين الاقتصادي مظهر محمد صالح، مستشارا اقتصاديا لرئيس الوزراء، واعادة محاكمة محافظ البنك المركزي السابق سنان الشبيبي، وأخبار عودته الى الوطن، وحول الكشف عن الغاء 50 الف جندي «فضائي». أعتبرنا ذلك علامات على كون ثمة أمور خاطئة عديدة حدثت يمكن اصلاحها أذا ما توفرت ارادة وطنية حقيقية لوضع الامور في نصابها، فمحاربة الفساد وسيادة القانون لا يمكن أن يكتب لهما النجاح ان لم تكن هناك قرارات جريئة وأجهزة قادرة على متابعة وتنفيذ ذلك.
بدأ حديثنا، ونحن نتابع تقاريرا عن أحوال العراق وامكانيات النهوض بها وتجاوز الازمات المزمنة التي اضرت بالعملية السياسية وخدمت اعداءها داخل وخارج الوطن. أعلنت اتفاقي مع الآراء الشجاعة التي تقول بأن العراق لا يمكن ان ينهض من دون تغييرات حقيقية في النهج السياسي، وتغيير في نمط التفكير لقيادة البلاد وادارتها، وبناء مؤسسات الدولة المدنية ومحاربة الفساد بشكل حقيقي.
سعل ابو جليل، وقال مؤكدا: الفساد ... هذا علة العلل. والدولة مثل بني آدم، يعني اذا كان عندك مريض هل يمكن ان يطيب اذا تعطيه دواء فاسد؟
فقال جليل ان « داعش « لم تأت من فراغ، ولم تتمدد وتحقق وجودها لولا عوامل متعددة، مركبة ومتداخلة، داخلية وخارجية سببت النكسة السياسية الامنية، ونتيجة لاوضاع فاسدة افرزتها عملية المحاصصة الطائفية والاثنية، التي تهدد مستقبل البلاد.
قالت سكينة: تعرفون ان المعلومات والتقاريرالتي تنشرها العديد من المراصد والأجهزة الرقابية تؤكد ان القضايا التي تتعلق بالفساد ولم تحسم بعد، تصل الى ارقام خرافية؟
ضحك صديقي الصدوق ابو سكينة، وخاطبني بوجه يحمل ملامح تآمرية وساخرة: يعني لو غضينا النظر عن الارصدة في البنوك الغربية لبعض السياسيين العراقيين، والقصور والبيوت التي امتلكها بعضهم هنا وهناك، والمشاريع والعقود التي لهم حصة فيها، وعلى قول المثقفين وألخ ...ألخ، وآآآآخ من ألخ، ولو اعتبرنا ان هذه الارقام الخرافية تصل لعدة الاف فقط، وان كل قضية منها لها علاقة بساعة سويسرية ثمينة، وبلا زحمة عليكم احسبوها لنا بالدولار، المهم ... يعني لو حُسمت راح يرجع لخزينة الدولة، مبلغ يعادل ثمن عدة الاف من الساعات !
وأبو سكينة هنا يعود بنا الى خبر عن محاكمة وتغريم وزير بولندي لأنه خلال توليه منصبه، وحسب الاصول القانونية، كان عليه تقديم بيانات الذمة المالية والكشف عن أي ممتلكات لديه تتجاوز قيمتها عشرة آلاف زلوتي (ثلاثة آلاف دولار)، فأخفى معلومات عن امتلاكه ساعة سويسرية ثمينة قدرت قيمتها بنحو ستة آلاف دولار.!