المنبرالحر

حل الازمة السياسية في سورية على ضوء نتائج لقاء بوتين واوباما / فلاح علي

لقاء الرئيس الروسي بوتين ورئيس الولايات المتحدة الامريكية اوباما في يوم 17-6-2013 في ايرلندا الشمالية على اثر اجتماع القمة ال 39 لمجموعة ال 8 لم يكن لقاءَ عابراَ او بروتوكولياَ او اعتيادياَ كعقد اتفاق تعاوني او تبادل تجاري واقتصادي او تعزيز العلاقة بين الدولتين فقط فحسب ، كما يحصل بين رؤساء الدول الاخرى ، اللقاء والتحضير له واهميته ونتائجه وما تؤكده التطورات والاحداث الدولية وما يجري في منطقة الشرق الاوسط ، والنتائج التي خرج بها فيما يخص الازمة السورية ، يؤكد ان روسيا عادت بقوة كقطب دولي وان نظام القطب الواحد في العلاقات الدولية انتهى وبلا عودة ثانية . لهذا كان اللقاء بين رئيسي دولتيين قطبيتين في العالم ، والراي العام الدولي كان ينتظر ما يخرج به هذا اللقاء من توافق لحل الازمة السياسية في سورية سلمياَ . كما ان هذا اللقاء سيكون تقليداَ سياسياَ ودبلوماسياَ دورياَ او سنوياَ في العلاقة بين القطبيين الدوليين ، على غرار ما كان يحصل سابقاَ بين رئيسي القطبيين الدوليين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الامريكية ( مع التأكيد ان عودة روسيا كقطب دولي لا يعني عودة سياسة الاتحاد السوفياتي الداخلية والخارجية) . ان اللقاء جرى التحضير له على مستوى عالي بين مسؤولي الدولتين وقبل عدة اشهر من تاريخ عقده .
التهيئة والتحضير المسبق للقاء واعداد جدول عمله :
قبل اللقاء تم تبدل الرسائل بين الرئيسين حملها مسؤولين من الدولتين على مستوى عالي ، وزيارات وفود للتهيئة للقاء وتحديد فترته ووقته ونقاط البحث. (( في اوائل ابريل 2013 زار موسكو مساعد الرئيس الامريكي للأمن القومي توماس دونيلون وكان حاملاَ رسالة من اوباما الى بوتين ، واشار ان الرسالة تتضمن اقتراحات بشأن تطوير العلاقات الامريكية الروسية التجارية والاقتصادية ، وتتناول ملف التعاون العسكري الفني والدفاعات الصاروخية والاسلحة النووية ، ويذكر ان الولايات المتحدة الامريكية استأنفت التعاون الامني مع روسيا وبالاخص في مكافحة الارهاب الدولي على اثر تفجيري بوسطن . وفي يوم 23-5-2013 زار رئيس مجلس الامن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف الولايات المتحدة وسلم الرئيس الامريكي رسالة جوابية من بوتين . وقال سيرغي ريباكوف نائب وزير الخارجية الروسي لا اود ان اقول ان هذه الرسالة هي رد بالمعنى المباشر للكلمة على رسالة اوباما خاصة وان الحوار قائم بيننا باستمرار ، لكن لدينا اسئلة طرحها الرئيس الروسي في رسالته الى اوباما ، بتفصيل ووضوح ودقة ، وهي تمثل رؤيتنا للأهداف والمؤشرات حول العلاقات الثنائية والدولية ، وليس رداً على اي اقتراحات امريكية ، واشار ان الرسالة شاملة لقضايا العلاقات الثنائبة والدولية . واكد انه ليس سراً انها تتضمن عنصراَ يتعلق بالشؤون العسكرية – السياسية والرقابة على التسلح بما فيها قضايا الدفاع المضاد للصواريخ )) (1) . يلاحظ من التصريحيين لمسؤولي الدولتين اعلاه ، ان هناك تأكيدات ان اللقاء بين رئيسي الدولتين تضمن بحث وتشاور وتبادل الراي حول قضابا دولية واقليمية اضافة للازمة السورية ، وتناول ايضاَ قضايا التسلح العسكري ونصب الدرع الصاروخي . كما يجدر الاشارة هنا انه سبق هذه الرسائل اتصال تلفوني بين رئيس الدولتين وتم تكليف وزيري الخارجيتين لتكثيف اللقاءات بينهما لعقد لقاء دولي حول الازمة السورية وحلها سلمياَ وإلزام المعارضة والنظام على الجلوس على طاولة مفاوضات سلام . دام اللقاء بين الرئيسين ساعة واحدة حسب ما نشرته عدد من وكالات الانباء ، ((واضافة للقضايا التي تم بحثها والتي اعدت نقاطها مسبقاَ بين مسؤوليين من الدولتين . فأن هناك ثلاث وثائق لم يكشف عن مضمونها كانت معدة للتوقيع من قبل الرئيسين بعد انتهاء المحادثات فيما بينهما ))(2) .
الخلاصة والاستنتاجات :
يلاحظ من خلال الاعداد المسبق والمتقن والدقيق للقاء والنتائج التي خرج بها ، حيث حسمت قضايا عديدة فيه منها الاتفاق على حل الازمة السياسية في سورية سلمياَ .منها، وهناك قضايا دولية واقليمية ومنها منطقة الشرق الاوسط والعلاقة بين الدولتين والمشاكل الموجودة بينهما في اوربا منها على سبيل المثال الدرع الصاروخي وايقاف تمدد حلف الناتو شرقاً ... الخ . هذه القضايا الهامه في هكذا مباحثات تخضع للسرية ولا تعلن في وسائل الاعلام ، وما عكسته وسائل الاعلام من اللقاء ما هو الا اشبه ببلاغ سمح الطرفيين بتسريبه لوسائل الاعلام ،والهام والحساس من القضايا العالقة بقية في طي الكتمان . اني ارى من وجهة نظري ان اللقاء وضع خطوط عامة لخارطة طريق لحل الازمة السياسية في سورية سلمياَ اضافة الى التعاون والتوافق والتنسيق والتشاور في قضايا منطقة الشرق الاوسط والاحداث الاقليمية والدولية. وعلى ضوء ما حصل من تطورات واحداث ما بعد اللقاء بين بوتين واوباما اضع عددا من الاستنتاجات التي تعبر عن وجهة نظري وهي :
1- ان استئناف الولايات المتحدة الامريكية للتعاون الامني مع روسيا في مكافحة الارهاب الدولي على أثر تفجيري بوسطن . ارى من وجهة نظري ان هذا التعاون في مجال مكافحة الارهاب انه حدث تأريخي وتطور هام جداَ ، في العلاقات الدولية والعلاقة بين الدولتين ، وهذا التعاون هو لصالح كل دول العالم وبالذات النامية والدول العربية التي كانت تنتظره منذ عام 1991 اي منذ سقوط الاتحاد السوفياتي ، وبعودة روسيا كقطب دولي فرضت على الولايات المتحدة الامريكية في هذا العام 2013 هذا التعاون في مجال مكافحة الارهاب ، ان هذا التطور في العلاقة بين الدولتين في هذا المجال سينعكس ايجاباً على كافة دول منطقة الشرق الاوسط ومنها العراق وسورية التي نما في كل هذه الدول الارهاب والتطرف بشكل لم يسبق له مثيل ، وبات يهدد السلم الاهلي والوحدة الوطنية كما يعرض الدول الوطنية للخطر والانهيار وللتدخلات الخارجية والاقليمية وتهديد وانتهاك السيادة الوطنية. والجميع يعرف ان التطرف والقوى المتطرفة اوجدتها وصنعتها ورعتها وساعدتدها بالسلاح والمال والاعلام الولايات المتحدة الامريكية خلال فترة الحرب الباردة مع الاتحاد السوفياتي الى وقت قريب وساعدت على انتشارها ونموها في مناطق عديدة من العالم وبالذات في دولنا العربية. الآن الوضع الدولي تغييرواصبحت الشعوب تدرك تماماَ السياسة المزدوجة للولايات المتحدة في هذا المجال وعلاقاتها مع القوى المتطرفة ، لهذا ارى ان هذا التعاون سيكون في صالح الشعوب ومنها شعوبنا العربية للمعطيات التالية :
- لروسيا تجربة كبيرة في مكافحة المتطرفين من الاسلام السياسي في اماكن عديدة مثل الشيشان وعدة جمهوريات روسية وافغانستان ...الخ، في الوقت الذي كانت فيه الولايات المتحدة الامريكية تدعم هؤلاء المتطرفون الذين يقتلون البشر باسم الله تدعمهم سواء كانوا في الشيشان او العراق او مصر او تونس او سورية .... الخ .
- الولايات المتحدة الامريكية وادارتها دفعتها مصالحها للتخلي عن حلفائها لصالح الاسلام السياسي مثال كما حصل في تونس ومصر حيث تخلت عن حسني مبارك مقابل دعمها لجماعة الاخوان المسلمين . في حين لن تتخلى روسيا عن حلفائها من الدول المستقلة مثال فروسيا لن تفرط بالدولة السورية وشعبها مقابل اسقاط النظام بالقوة العسكرية وتسليم سورية لجبهة النصرة ، التي هي الآن الاكثر تنظيماَ والاقوى تسليحاَ من فصائل المعارضة الاخرى المنضوية في الجيش الحر .
- كانت الولايات المتحدة الامريكية تمد اسامة بن لادن وتنظيم القاعدة بالسلاح والمال وتصف هؤلاء الارهابيين بانهم مقاتلون من اجل الحرية والديمقراطية ، والآن الولايات المتحدة الامريكية تواجه تلك الحالة التي تتكرر ثانية في سورية . والسؤال هو هل بمقدورها الآن تضليل الرأي العام العالمي ثانية بتسويقها لجبهة النصرة واعتبارهم مقاتلون ومجاهدون من اجل الحرية والديمقراطية ؟. لا اعتقد بمقدور الولايات المتحدة دعمهم اوتزويدهم بالسلاح او تسويقهم ثانية . لا سيما وان تجربتها القريبة في ليبيا ماثلة للعيان، فبعد ان دعمت المتطرفون الاسلاميون بالسلاح احتلوا سفارتها وقتلوا سفيرها في ليبيا ، وفي مصر وتونس وتركيا بعد ان دعمت التنظيمات الاسلامية فيها تضررت الشعوب من هذه التنظيمات وتضررت مصالح الولايات المتحدة الامريكية وتيقنت امريكا من فشل سياستها الخارجية في دعمها للحركات الراديكالية الاسلامية ، وكرهت شعوب المنطقة هذه السياسة الامريكية ، بما فيها الشعب العراقي حيث صنعت امريكا لنا نظام المحاصصة الطائفية والاثنية ، الذي كان ولا يزال بيئة ملائمة للازمات السياسية ولنمو الارهاب والتطرف وغياب السلم الاهلي نتيجة التوتر والشحن والشد والصراع الطائفي.
- من هذا اني ارى ان راي بوتين والدولة الروسية على حق بمعارضتهم تزويد جبهة النصره وغيرها بالسلاح لألا يذهب السلاح والرصاص الى أيدي الاسلاميون المتطرفون اعداء الشعب السوري وأعداء الحرية والديمقراطية ، فهم لا يكتفون بقتل الآخرين بل يمثلون بهم ويفتحون أجسادهم ويأكلون أكبادهم امام الكاميرات .لهذا ارى من وجهة نظري ان الاستنتاج الذي يمكن الوصول اليه على ضوء التعاون الروسي الامريكي الاخير في مجال مكافحة الارهاب ، ان روسيا ستجبر أمريكا على التخلي عن دعم الحركات الاسلامية المتطرفة سواء في سورية او مصر او تونس او العراق او الصومال او السودان اواي مكان آخر من العالم .
2- من اهم نتائج اللقاء فيما يخص حل الازمة السياسية في سورية ، هو اتفاق بوتين مع اوباما على الحل السلمي للازمة السياسية في سورية ، ورفض الحل العسكري ، ورفض بوتين اقامة منطقة حظر جوي في روسيا ، حتى امريكا غير راغبة في اقامة منطقة حظر جوي على الاجواء السورية ، لان اقامته أصعب بكثير عما كان عليه في عام 1991 الذي اقيم في منطقة كوردستان وسمية بالمنطقة الآمنة ، وايضاً اقامته في سورية اصعب مما اقيم في ليبيا ، والاهم بالنسبة للولايات المتحدة الامريكية طالما روسيا رافضة فأنه سيفشل هذا اولاَ وثانياَ ان الرفض الروسي يدفع امريكا للتفكير بمصالحها التي لا تلتقي مع الرفض الروسي . اما مسألة استخدام السلاح الكيمياوي ، فتركت معلقة ومتروكة الى لجان التحقيق الدولة المحايدة رغم ان لكل طرف معطيات تدلل على من استخدم السلاح الكيمياوي. وهناك مسألة اخرى في المحادثات التي جرت بين الرئيسين فيما يخص الازمة السورية هي الرفض الروسي لرحيل الرئيس السوري بشار الاسد من خلال الضغط الخارجي عليه ، وهذا ما صرح به مستشار الرئيس الامريكي للأمن القومي بن رودس للصحفيين ، اعتقد ان روسيا مع بقاء بشار الاسد الى حين الانتخابات التي ستجري في عام 2014 من منطلق ان الشعب هو الذي يقرر مصيره .
3- ما بعد اللقاء بين الرئيس الروسي بوتين والرئيس الامريكي اوباما وقع تطور هام في الجبهة الاقليمية الثانية الداعية الى اسقاط النظام من خلال التدخل العسكري والحرب فحصل تفكك في هذه الجبهة من خلال تنفيذ سيناريولأزاحة حمد بن جاسم أمير دولة قطر ، وتم اخراج هذا السيناريو بطريقة تحفظ له ولرئيس وزرائه جاسم بن حمد حفظ ماء الوجه بتنازله العلني امام شاشات التلفزيون عن العرش لولده تميم ، علماَ ان الولايات المتحدة والسعودية كان لديهم علم بهذا السيناريو ، وأتوقع في الاشهر القادمة ستكون هناك سياسة خارجية اكثر اعتدالاَ لدولة قطرعلى ضوء مجيئ قيادة جديدة لها . اضافة الى تظاهرات التقسيم في تركيا والتي اشتركت فيها احزاب وفئات واسعة من الشعب التركي وفي كافة المدن التركية ضد حكومة اوردكَان ورفع المتظاهرون شعار ( ارحل يا أوردكَان)، والمؤشرات تؤكد ان التظاهرات هي بروفه من قبل فئات واسعة من الشعب لجولة ثانية ضد حكم الاسلام السياسي ، هذه التطورات أضعفت الجبهة الاقليمية الثانية الداعية للحل العسكري .
4- تمكن الشعب المصري من اسقاط حكم الاخوان المسلمين في مصر ، الذين سرقوا ثمار ثورة الشعب المصري في 2011 ضد نظام حسني مبارك بدعم واسناد امريكي لهم ، الآن الولايات المتحدة الامريكية وقفت عاجزة عن انقاذ حكم الاخوان المسلمين في مصر ، علماَ ان الموقف الروسي الاخير اربك الدبلوماسية الامريكية بمساندته لثورة الشعب المصري في 30/ حزيران 2013 واعلنت روسيا عن دعمها للحكومة الانتقالية الجديدة برئاسة عدلي منصور ،ان فشل تجربة حكم الاخوان المسلمين في مصر سيكون لها نتائج سلبية على كل الحركات الاسلامية اللاديمقراطية في البلدان العربية ، كما ان فشل تجربة الاخوان المسلمين اكدت على فشل السياسة الخارجية الامريكية ، فلجأت امريكا لحفظ ماء وجهها الى ارسال مساعد وزير الخارجية الامريكية وليم بيرز لزيارة مصر وهذا يؤكد ثانية على ازدواجية السياسة الامريكية ، وفشلت محاولاته للمصالحة مع الاخوان ولمس موقف وطني موحد يؤكد ان المصالحة لن تتم قبل محاكمة رموز الاخوان المسلمين ، وارتباطاَ بازدواجية السياسة الامريكية وخوفاَ من الموقف الروسي صرح بان المساعدات المالية والعسكرية ستستمر الى مصر ، وبهذا تخلى الامريكان عن حلفائهم الاخوان المسلمين ، كما تخلوا سابقاً عن حليفهم حسني مبارك لصالح الاخوان وسيتخلوا عن حلفائهم الاسلاميون في تونس نتيجة ثورة الشعب التونسي الثانية التي تهيئ لها حركة تمرد في تونس ، وسيتخلوا عن حلفائهم الاسلاميون في المغرب حيث ستظهر حركة تمرد في 17-8-2013 كما نشرت بعض الوكالات ، وسيتخلوا عن حلفائهم في بلدان عربية اخرى ، ومن اهم التطورات التي حصلت ايضاَ هو انهزام وانهاء المجموعة الاسلامية المتطرفة في لبنان التي يقودها احمد الاسير . مع اني أؤكد هنا ان تدخل حزب الله في الصراع الدائر في سورية ، كان قرارا خاطئا ومضرا ليس فقط على صعيد الازمة السورية وانما على صعيد المنطقة لانه اعطى للصراع السياسي ابعاد طائفية .
5- حل القيادة القطرية لحزب البعث في سورية وانتخاب قيادة شابة جديدة ، انه حدث هام وارى من وجهة نظري انه جاء بمشورة من روسيا ، وذلك على ضوء السيطرة على القصير وارتباطاَ بالتقدم الذي يحققه الجيش السوري في اطراف دمشق وفي حمص ، ان المجيئ بقيادة قطرية جديدة ارى ذلك من وجهة نظري انه يسهل على النظام السوري ، التهيئ لإحداث تغيير وزاري جديد يشرك فيه معارضون من الداخل ومستقلون في الحكومة الجديدة ليظهر النظام امام الراي العام العربي والدولي انه يقوم بعملية التغيير الديمقراطي من الداخل ، بلا شك ان تمت اراها غير مكتملة لانه هناك اطراف من فئات الشعب السوري هم لاجئون في دول الجوار وبعضهم يحمل السلاح مع القوى المعارضة التي تدعوا للحل العسكري ، فلا بد من ان يقوم النظام السوري بخطوات سياسية منها اطلاق سراح السجناء السياسيين والعفو عن الهاربين والمعارضين ورفع كل العقوبات عنهم وان يقدم النظام تنازلات للمعارضة في مؤتمر جنيف 2 ليسهم في انجاح الحل السلمي للازمة السياسية في سورية وليحافظ على الوحدة الوطنية وعلى الدولة السورية ، وهذا قد يشجع المعارضة لرمي السلاح وتبني اسلوب النضال السلمي لعملية التغيير الديمقراطي من الداخل .
6- اني ارى من وجهة نظري ان النظام السوري قد تمكن من اختراق جبهة النصرة ليس كأفراد وانما كقيادات فيها لا سيما وان اعداد منهم عبروا من سورية الى العراق في عام 2003 واستمر تدفقهم عبر سورية الى العراق لعدة سنوات ، كما ان بعضهم كان في السجون السورية لهذا ان النظام يعرف كثير من قياداتهم السورية بشكل دقيق ويعرف سكنهم وعوائلهم . وارى من وجهة نظري ان اختراق جبهة النصرة تمكن النظام من معرفة خططهم وتحركاتهم وتسليحهم وتواجدهم ... الخ . كما ان الاعمال الاجرامية المدانة التي تقوم بها جبهة النصرة هي ايضاَ تخدم النظام من الجانب الاعلامي والسياسي . وليس مستبعداَ من ان النظام قد تمكن من اختراق الجيش الحر ايضاَ كمجاميع منه وليس بالضرورة ان تكون قيادات متقدمة في الجيش الحر .
7- اني ارى ان نتائج اللقاء بين الرئيسين بوتين واوباما ، وضعت اللبنة الاولى لأنهاء او اسقاط مشروع الشرق الاوسط الكبير او ما يسمى مشروع الشرق الاوسط الجديد لاسيما ان روسيا والصين ضد هذا المشروع . كما ان التعاون فيما بين الدولتين على مكافحة الارهاب والتطرف فأن اللقاء اسهم في وضع الخطوط العريضة لأسقاط مشروع حكم الخلافة الاسلامية او ما يسموه المتطرفون بحكم الله في الارض ، اضافة الى ان الشعب المصري اسقط هذا الحكم وسيسقط في بلدان اخرى ، نتائج اللقاء اكدت على خيارات الشعوب في العيش المشترك واحترام التنوع والتعدد الفكري والقومي والديني في كل شعب وصيانة الحقوق والحريات وسن دساتير ديمقراطية ، وبهذا فأن روسيا تمكنت من شَل يَد الولايات المتحدة الامريكية في دعم المتطرفيين واضعفت قدرتها على ايصالهم للحكم ثانية .
8- اني ارى على ضوء نتائج اللقاء وما حصل من تطورات في مصر بفشل حكم الاخوان المسلمين وما سيحصل لاحقاَ في تونس والمغرب ، فأن مسار الاحداث يؤكد انها في صالح الشعوب ولصالح قواها الوطنية والديمقراطية واليسارية ، والحاجة الى وحدة العمل المشترك والتنسيق والتعاون بين هذه القوى وفي كافة البلدان العربية ومنها العراق .
9- اني سوف لن اتناول في هذه المقالة تأثير ونتائج اللقاء على العلاقات الدولية ، ولكن أشير فقط الى فيما يخص نصب الدرع الصاروخي في بولونيا وجيكيا سبق وان جمدته الولايات المتحدة الامريكية في زيارة اوباما الى موسكو في 4-7-2008 ، اعتقد لسببين الاول حاجة الولايات المتحدة الامريكية للاجواء الروسية لنقل المعدات والمساعدات والتجهيزات لقواتها في افغانستان ونقل الجنود المجازين وغيرها والثاني هو انه في عام 2007 تمكنت روسيا من اكتشاف صاروخ قادر على اختراق الدرع الصاروخي في بولونيا ، وقررت روسيا نصب هذا الصاروخ في منطقة كالينكًراد المواجه لبولونيا ، كما ان روسيا قد انذرت بولونيا وجيكيا بتعرضهم لهجمات روسية في حالة نصب الدرع الصاروخي على اراضيهم ، لهذا ارى من وجهة نظري انه في هذا اللقاء قد ابلغ اوباما بوتين اما بتمديد فترة تأجيل نصب الدرع الصاروخي او الغائة تماماَ لا سيما وانهم قد وقعوا على ثلاث وثائق سرية ، وهذا ما ستكشفه الايام القادمة من تنسيق وتشاور وتعاون في ملفات ساخنة .
18-7-2013
1-انباء موسكو في 17/حزيران2013 .
2- يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي – تصريح لوكالات الانباء .انباء موسكو 19-6-2013 .