المنبرالحر

السياسة المصرية في المزاد الخليجي / احمد عبد مراد

مصر العروبة التي ظلت ترفع راية الكفاح والنضال العروبي المتواصل ضد الاستعمار والصهيونية والدفاع عن مقدرات مصر ومكتسبات الشعب المصري ، مصر الوحدة العربية والتضامن والتأخي والتسامح والتصالح ووحدة الشعب العربي، مصر الدولة والاخ الاكبر والراعي والرائد لمصالح الشعوب العربية ، مصر التي ما انفكت دفاع عن (الثورات) العربية سواء في العراق او السودان او سوريا والجزائر وتونس ..مصر جمال عبدالناصر الذي ارسل جيشه دفاعا عن الثورة اليمنية التحررية التي قادها السلال، ومع ان التاريخ يعيد نفسه حيث نرى مصر مرة اخرى تزج نفسها ضد سلالة الامامة للحيلولة دون عودتها الى الحكم بدفع واسناد ايراني طامع في الهيمنة على المنطقة ، لكن مصر السيسي لم تأخذ بعين الاعتبار تغير الظروف لا زمانا ولا مكانا مع ان اليمن لم يتغير مكانها ،ومع ان الجميع او بالأحرى الغالبية تقف ضد الطريقة الانقلابية التي استولى بها الحوثيون وهي قوة تصنف طائفية ومعهم حلفائهم سيئي السيرة وهم جماعة علي عبدالله صالح على مقاليد الحكم في اليمن .. الى ان الطرف المقابل ليس افضل حالا من خصومهم سواء بطائفيتهم او رجعيتهم او ولاءاتهم وارتباطاتهم المشبوهة ، فاذا تمت المقارنة بين القوتين المتصارعتين على مقاليد الحكم في اليمن .. فان واقع الحال لا يرجح لا هذا ولا ذاك، بينما الخاسر الاكبر في هذا الصراع هو الشعب اليمني لا غير ، ومن جانب اخر فان الصراعات الاقليمية والدولية على الارض اليمنية لم تتخطى مصالح وهيمنة ونفوذ تلك الدول التي تدخلت بهذا الشكل او ذاك وتسببت في اشتعال هذه الحرب والتي لا يهمها اطلاقا الاّ مصالحها وليست مصالح الشعب اليمني والدولة اليمنية باي حساب واعتبار .. فمتى كانت السعودية التي تقود الخليج الخانع للإرادة الامريكية والبريطانية تحرص على مصالح شعوب الخليج العربي؟ ومتى كانت امريكا والسعودية ودويلة قطر على وجه التحديد نصيرا لقضايا الامة العربية ؟ ولماذا لم تجيّش السعودية ودويلة قطر ومصر السيسي ومعهم باكستان بدخولها النشاز على الخط عندما دكت الاراضي الفلسطينية دكا من قبل الكيان الصهيوني وجعلت عاليها سافلها امام انظار (مصر العروبة وسفالة آل سعود وحكومات الخليج المهترئة التي تتقاذفها المواقف التبعية ذات اليمين والشمال والتي ما هي الاّ العوبة ودميّة في ايدي الامريكان وحلفائهم في المنطقة، ونحن نتساءل الم تكن هناك حلول اخرى يمكن الذهاب اليها عدى الحرب الظالمة وتجييش الجيوش لإبادة الشعب اليمني وتحطيم بناه التحتية وارجاع هذا الشعب الفقير الى الدرك ناهيك عن القصف العشوائي الذي اودى بمئات الضحايا والتشرد والجوع والحرمان.. الم يكن الاحرى بالدولة العربية الكبرى التي عرفت سواء ادعاء او صدقا وهي مصر ام الدنيا بتحكيم العقل والمنطق وتتخذ الموقف الصائب والسليم دون اشعال الحرب على شعب ضعيف من حيث امكاناته المادية والاقتصادية ولكنه القوي بعزته وكرامته ونحن هنا نقصد الشعب اليمني كله عبورا فوق الطائفية وغيرها .. هل كان المزاد العلني الذي عقد بشرم الشيخ وتدفق الدولارات الخليجية التي وصلت الى اكثر من ثمانين مليون دولار هو ثمن شراء الموقف المصري ؟ وهل يمكن ان يعتمد على مصر العروبة في المواقف الاخرى وخاصة في النزاعات العربية –العربية ؟ كيف لا نتساءل وهي التي ضربت كل الاعراف واشتركت في عدوان صارخ على شعب جائع وزجت نفسها في صراع داخلي له الف حل وحل .. مصر التي تجمع الفلسطينيين والاسرائيليين لحل اعقد واصعب مشكلة في الشرق الاوسط نراها تضرب كل الحلول الممكنة والمتيسرة في نزاع داخلي وتورط نفسها وتبيع مواقفها في المزاد العلني ازاء الملايين من الدولارات الامريكية - الخليجية .. ما كان هذا هو المطلوب والمرجو من مصر العروبة!!!!!.