المنبرالحر

وحدة العراق مسؤوليتك يا شعب العراق / حاكم محسن محمد الربيعي

يتحدث تقرير امريكي نشرته مجلة التايم الامريكية وبثماني صفحات عن نية الكو نجرس التشريع لتقسيم العراق الى ثلاث دول ، صحيح ان هذا المشروع قدم الى لجنة الخدمات العسكرية في الكونجرس الامريكي وسيخضع الى نقاش وحوار وان الرئاسة الأمريكية غير ملزمة بتطبيقه.
الا ان هذا المشروع ليس وليد احتلال العراق انما كان الاحتلال عام 2003 واحدا من الخطط التكتيكية باتجاه تقسيم العراق وهو بالأساس مشروع صهيوني ، حيث ورد في كتاب بعنوان اوهام السلام تضمن في احد فصوله وهو الفصل الثالث وكان بعنوان " تفتيت العراق ومستقبل مفاوضات التسوية "
وتضمن هذا الفصل بعضا مما ورد في الوثيقة التي نشرت في شباط عام 1982 وهي السنة الثالثة للحرب بين العراق وايران وكان قد نشرها في واحدة من اهم المجلات الصهيونية في العالم الصحفي عويديد نيون الذي عمل في مكتب رئيس وزراء الكيان الصهيوني ، والغريب ان هذه الوثيقة لم تحظ باي اهتمام من الحكومات العربية، يقول عويديد نيون:
1-ان بقاء اسرائيل وامنها وسيادتها الاقليمية يرتبط بتحطيم ارادة وقدرات الاطراف العربية المحيطة بها والمؤثرة في ادارة الصراع معها .
2-ان قراءة التركيبات الاجتماعية والسياسية والعرقية والدينية والثقافية للأقطار العربية تجعل من السهل على اسرائيل تفجير التناقضات الداخلية لهذه الاقطار واحداً تلو الاخر بما يضمن لإسرائيل هيمنتها في المنطقة ونفوذها في العالم العربي باعتبارها واحة الديمقراطية والسلام.
3-ان العالم العربي الاسلامي ليس هو المشكلة الاستراتيجية الكبرى التي سنواجهها في الثمانينات ، فهذا العالم بأقلياته العرقية وانقساماته وازماته الداخلية المدمرة للذات بشكل يثير الدهشة لا يشكل لذلك خطرا حقيقيا على دولة اسرائيل على المدى البعيد. ويضيف ان جميع انواع المواجهات بين العرب وبعضهم البعض سوف تساعدنا في المدى القصير. ويستمر عويديد وهو خبير في الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلية في استعراض التناقضات العربية متوقفا عند العراق فيقول: العراق الغني بالنفط والممزق داخليا مرشح مضمون لأهداف اسرائيل وتقسيمه اكثر اهمية لنا من تقسيم سوريا. فالعراق اقوى من سوريا والقوى العراقية في المدى القصير هي التي تشكل التهديد الاكبر لا سرائيل ويستطرد في كلامه فيقول: ان المواجهات بين العرب تختصر الطريق الى الهدف الاكثر اهمية وهو تقسيم العراق الى طوائف على اسس دينية وعرقية امر ممكن، وهكذا تقوم ثلاث دول او اكثر في المدن الرئيسة الثلاث البصرة ، بغداد ، الموصل وتنفصل المناطق الشيعية في الجنوب عن المناطق السنية والكردية في الشمال وتشير الدراسات التي تناولت هذه المقالة بالدراسة والتحليل الى ان ارتما ء البعض في احضان الادارتين الامريكية والبريطانية وتعميق العلاقات معها والزيارات المتكررة تصب في هذا الاتجاه ، وما الممارسات التي قامت بها الولايات المتحدة الامريكية في حربها مع العراق عام 1991 وفرض حصار لثلاث عشرة سنة ثم احتلال العراق و اخراجه من الساحة الدولية سياسيا واقتصاديا وعسكريا الا جزء من هذا المخطط، ولا تكتفي الادارة الامريكية بالذي حصل للعراق، بل بدأت بخطوات باتجاه التقسيم، والا ما معني تسليح البيشمركة على حدة، وتسليح السنة على حدة وهل ينسجم ذلك مع وجود دولة لها تمثيل دبلوماسي في مختلف دول العالم وعضو في الامم المتحدة ومنظمات اقليمية ودولية يتم تسليح جماعات هي المسؤولة عنهم دون اذن منها او دون التنسيق معها؟ ماذا يسمى ذلك في العرف الدولي والقانون الدولي؟ هل يدخل في اطار احترام استقلالية الدول ام ان امريكا لا تعرف سوى القوة لخدمة مصالحها ومصالح الكيان الصهيوني المدلل والذي يشبه من يجلس في سفح جبل ويتفرج على اخوة يتقاتلون ، الى متى يبقى العرب في حالة اختلاف وانقسام؟ والى متى يبقى العراقيون على تباعد؟ ألا تكفي كل هذه السنوات التي ذهب فيها ضحية للصراع الداخلي ضحايا ابرياء بأعداد كبيرة بسبب التفجيرات والمفخخات والاغتيالات ورغم مرور اثني عشر عاما على الاحتلال لا يرى بارقة امل في البناء والاعمار رغم حجم الاموال التي انفقت والتي يقدرها بعض المسؤولين انها بحدود 1000 مليار دولار وهذا رقم كبير يعمر بلدانا، الاهم هو وحدة العراق ونتمنى ان يكون بعض المسؤولين في الدولة بمستوى ا لمسؤولية والأمانة والاخلاص باتجاه وحدة البلد وافشال هذا المخطط الصهيو امريكي ، الذي يبدو ان بعض الاطراف في الداخل تغازل امريكا باتجاه تنفيذه وفوق كل ذلك يبقي صوت الشعب العراقي هو الاول وهو الاخير في رفض هذا المخطط من خلال الوقوف بشدة وبأشكال مختلفة ، سواء بالتظاهر ضده أو من خلال منظمات المجتمع المدني والنقابات والمنظمات الجماهيرية وأمام الشعب كل الوسائل الممكنة التي تفشل هذا المخطط وتؤدي الى ترصين الوحدة الوطنية وقبول الاخر واستيعابه وعدم الاستماع الى الاصوات النشاز سواء الداعين الى الأقاليم وفي هذا الوقت بالذات لانها خطوة بالاتجاه نفسه ام ممن يدعو الى التقسيم من مختلف الاطياف ومن مختلف الجهات الخارجية، المسؤولية اولا هي مسؤولية الشعب العراقي الذي عليه ان يكون حريصا على وحدة العراق ، وبالمقابل على الدول العربية الحريصة على وحدة بلدنا ان تساعد العراق في محنته وعلى ترصين وحدته، وان لا تفرق بين اطيافه على اساس طائفي يكفي انهم عراقيون. وفي اطار الرد على هذا المشروع ، نحيي الحكومة العراقية والبرلمان العراقي في إجراءاتهما للرد على هذا المشروع ، ونتمنى السعي باتجاه لم الشمل واشاعة ثقافة استيعاب الاخر من اجل تعزيز الوحدة الوطنية باتجاه وحدة العراق وتفويت الفرصة على الراغبين في التقسيم من الداخل والخارج.