المنبرالحر

الشهيد (عدنان البراك) نجم ساطع في أول مؤتمر لإتحاد الطلبة العام في العهد الجمهوري / فاضل فرج خالد اللطيفي

كماهو معلومٌ فإن الإتحاد العام لطلبة العراق قد عقد أول مؤتمر له (بعد قيام ثورة الرابع عشر من تموز 1958 وبعد إجراء إنتخابات طلابية حرة نزيهة) وذلك في يوم 16/2/1959 وقد إستمرت أعماله لعدة أيام، وإنعقدت جلسة الإفتتاح على قاعة (سينما الخيام) في الباب الشرقي وكانت برعاية وحضور الزعيم ( عبد الكريم قاسم) حيث ألقى خطاباً بهذه المناسبة، وبعدها ألقى الشاعر الكبير (محمد مهدي الجواهري) قصيدة تحية للمؤتمر مطلعها
أَزف الموعدُ فالوعدُ يعن****والغد الحلو لأهليه يحنُ
ثم ألقى وزير التربية (محي الدين عبد الحميد) كلمة بالمناسبة، وبعدها كانت كلمة رئاسة جامعة بغداد ألقاها رئيس الجامعة (الدكتور عبد الجبار عبدالله)، وبعدها إنتقل المؤتمر ليواصل أعماله في قاعة الشعب -باب المعظم- والتي ضمت الطلبة المؤتمرين من طلبة بغداد وطلبة بقية الألوية (المحافظات)، إضافة إلى وفود مدعوة من دول العالم المختلفة ومنهم وفد كبير من طلبة الجمهورية العربية المتحدة باقليميها الشمالي (سورية) والجنوبي (مصر) وكذلك كان هنالك وفد (إتحاد الطلبة العالمي) برئاسة رئيسه ( يرجي بليكان) وقد تناوب على إدارة جلسات المؤتمر عدد من الوجوه الطلابية التي لها ماض عريق في النضال الطلابي من، أمثال مهدي عبد الكريم، وعدنان البراك، وصاحب ميرزا، وآخرون، كما وقد عهدت لي تدوين محاضر جلسات المؤتمر وبعد أن قطع المؤتمر شوطً لابأس به من جدول أعماله المقرر، بدأ وفد الجمهورية العربية المتحدة يسفر عن نواياه رويداً رويدا في الكلمات التي كان يطلب فيها الكلام البعض من أعضائه بحيث كانت مراميه وفقا لتعليمات يبدو أنه زود بها من الجهات التي أرسلته في تحويل المؤتمر وحرفه عن أهدافه التي رسمت له بدقه وتحويله إلى منبر سياسي يتم في قاعته بث أقاويل وحكايات ليس لها سند قانوني لحرفه عن الخط التقدمي الذي تسير عليه حكومة الرابع عشر من تموز وقائدها الزعيم عبد الكريم، وكذلك تخرصات أخرى منها مثلا (حصول تزوير في الانتخابات الطلابية لصالح طلبة موالين لحكومة الثورة ....الخ). ومما يذكر في هذا الصدد أن الجلسة التي كال فيها الإتهامات والأقاويل الكاذبه رئيس وفد الجمهورية العربية المتحدة في خطاب طويل عريض يحوي تلك الشاكلة من الإتهامات التي لا تقوى أمام الحقائق الدامغة. أقول أن تلك الجسلة كان يديرها ويرأسها عضو هيئة الرئاسة (الشهيد عدنان البراك) وبعد أن أنهى رئيس الوفد المذكور سلسلة أكاذيبه وأقاويله المغرضة، إنبرى له المناضل عدنان البراك بإسلوب هاديءٍ وكلام بليغ بعيداً عن الإنفعال مفنداً تلك الإتهامات واحدة تلو أخرى ذاكراً الحقائق بإسلوبه العلمي وبحججه الدامغة ولقد إستمر واقفا أمام الميكرفون لأكثر من ساعتين متواصلتين دون أن يكل أويمل أو ينفعل أو يقاطعه أحد من المؤتمرين وهو يسوق الدليل تلو الدليل على كذب تلك الإدعاءات. أن ماقام به عدنان البراك في الإستمرار في الكلام المستند على الحقائق لمدة تزيد على الساعتين له ظاهرة متفردة لا يقوى عليها إلا من كان قائداً جماهيرياً ذا حنكة وتجربة كبيرة في النضال اليومي لشعبه وأن مبادرته تلك أخرست ألسن الوفد الذي صاغ تلك الأكاذيب فأسكتته حتى إنتهاء المؤتمر من أعماله. وبعد أن إنتهى البراك من كلامه البليغ المستند إلى الحقائق دوت عاصفة من التصفيق من قبل المؤتمرين إستمرت لعدة دقائق تحية لهذا القائد الطلابي الهمام.