المنبرالحر

التغيير في التغيير / قيس قاسم العجرش

أخطر ما يواجهه الضاغطون والسّاعون من أجل الإصلاح أمران،
الأول- ألا يجري الإصلاح إلا بوجود الضغط، حتى في التفاصيل يستلزم استمرار الضغط. اي إن الاصلاح لا يتحول الى (آلة تصحيح)مؤسساتية تعمل بوقودها الذاتي وهو القوانين والتشريعات وتكون دولة المؤسسات المنشودة.
والثاني، أن نستمر بمطاردةِ فسادٍ بلا مفسدين. بمعنى أن نشهد تغييرات في المناصب والغاء لكثير منها ودمجٍ لمؤسساتٍ ووزارات ترهقُ الجسم الحكومي وإحالات إلى التقاعد وربما فصل من الخدمة، دون أن نشهد محاسبة فاسد واحد. ويستمر فعل الفساد(القديم أو القريب) مبنياً للمجهول كما جرتِ العادة.
الفاسدون قوّة ليست شبحية وليست مُستترة. لهم تعريفاتهم وعناوينهم وخطباؤهم وشعراؤهم ومدّاحوهم بل وحتى ظهر لهم متظاهرون يعملون(بالقطعة) ويحضرون متى ما كان المطلوب منهم الحضور. هؤلاء لديهم مراسٌ في التغليس ولبس الأشياء بعضها ببعض ويفتقدون العفوية التي خرجت برجاء محاربة الفساد واصلاح بلدها الذي تعشقه.
إذن، والحال هذه وجب أن تتوجه الشعارات والمطالبات الى التفاصيل الحقيقية المؤثرة، والى إدانة الفاسدين الذين ثبُت فسادهم عبر أدائهم الطويل والمكشوف في موقع المسؤولية، هل سنجرّبهم للمرة الرابعة أو الخامسة ؟.
المُنجز واضح وليس هناك أفضل من الرأي العام لتقييمه. حتى لو ملأ السياسي و المسؤول الفاشل الأجواء أرقاماً وأعذاراً واتهامات.
هذه هي نقطة الضعف المباشرة التي تصيب الفساد في مقتل.
أما الإنزلاق الى مناقشة الآيدولوجيات فمن الحَمَق أن تكون ساحات التظاهر مكاناً لذلك.
التجريب في المجرّب هو خراب بحت، وثبت أن الاحزاب التي دعمت على مدى سنوات مرشحيها الفاشلين كي يبقوا في مناصبهم، كانت ستستمر ألف عام أخرى في دعمهم لولا هدير الجماهير الذي أرعبهم.
إذن، والحال هذه.. لا مناص من أن تسلك التظاهرات مسلك الضغط المكثف على مطالب بعينها. مطالب واضحة المعالم ..وتتوجه الى مسؤولين بعينهم شغلوا مناصبهم زوراً وبهتاناً وإرضاءً لهذا الحزب أو ذاك، وفوق هذا فقد فضحهم أداؤهم....هذا هو مسلك النجاح الوحيد لمطالب الناس حالياً.