المنبرالحر

احذروا الغام ومفخخات فرسان نظام المحاصصة !! / حيدر سعيد

بعد ان ادرك فرسان نظام المحاصصة ، بان نظامهم قد صوتت الجماهير من خلال شعاراتها المطلبية التي جسدتها تظاهراتها الهادرة السلمية ، على نهايته ، بعد ما منحته فرصا ثمينة لم يستفد منها ، بل وظفها في تجويع الجماهير وزيادة معاناتها وافقارها من جراء الفساد ونهب المال العام وعدم تلبية ابسط حقوقها وخاصة حصولها على الماء الصالح للشرب وتوفير الكهرباء وايجاد فرص العمل للشباب العاطلين وهم في ازدياد مخيف ،وبذلك اقترب مسعاهم من مسعى الارهاب وحلفائه في بث السموم المخدرة في جسد الشعب العراقي وتنويمه، ليخلوا الجو لهم ليعيثوا في ارض بلاد الرافدين فسادا وخرابا يشمل الانسان العراقي صانع الحياة ووطنه .
لكن الجماهير التي اعتقد فرسان نظام المحاصصة بانهم سائرون في استغفالها !!. خرجت اليوم بتظاهرات واسعة سلمية تتركز على مطاليب مشروعة تتصاعد مع الايام لحين تطبيق الاصلاحات المنشودة والتي بداها رئيس الوزراء العبادي ، هذه التظاهرات هزت مضاجع فرسان المحاصصة، واثبتت لهم ان الشعب العراقي من الوعي لا يمكن القفز على حقوقه ويبقى مصدر السلطات ، وهو من سيقرر، والتاريخ حافل بهذه التجارب وكما قال الشاعر التونسي ابو القاسم الشابي :
اذا الشعب يوما اراد الحياة
فلا بد ان يستجيب القدر
ولا بد لليل ان ينجلي
ولا بد للقيد ان ينكسر
ومن يتهيب صعود الجبال
يعش ابد الدهر بين الحفر
ان الشعب العراقي من خلال تظاهراته السلمية الوطنية العالية الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن وموارده ، قد اوصل رسالته البليغة ، وما على اصحاب القرار المتصدين للاصلاح والتغيير ان يباشروا بالاصلاح والتغيير ويطبقوا ذلك عمليا ملبين مطاليب الجماهير ،ويقطعوا الطريق على فرسان المحاصصة ومافياتهم، الذين راحوا يعدون العدة لدس مرتزقتهم ممن تربوا في احضان نظام المحاصصة لزرع الغامهم ومفخخاتهم لتخريب التظاهرا ت وحرفها عن اهدافها الحقيقية التي خرجت من اجلها في محاسبة الفاسدين وسراق المال العام وتجويع الكادحين والبسطاء ،وسرقة لقمة العيش من افواههم .
ان الجماهير المنتفضة مدعومة من المرجعية تشكل اليوم في ساحات النضال سدا منيعا لمن يذهب بالاصلاح الى الامام وفي نفس الوقت تقف شامخة بوجوه الفاسدين والمتجاوزين على حقوقها تستمد قوتها من الارض التي عشقتها وقدمت وتقدم الشهداء من اجلها ، ان الغام الفاسدين المتنفذين قد افسدتها الجماهير وفككتها ولن تنطل بعد اليوم عليها ، منتظرة تطبيق القوانين وحزم الاصلاح والتغيير ، كما وعد رئيس الوزراء ، بعد التخويل الذي حصل عليه من الشعب مدعوما من المرجعية الرشيدة ، على ان يضرب بيد من حديد على الفاسدين المتنفذين ونظامهم دون رحمة مهما كانت مراكزهم ،مذكرة ان الاصلاح والتغيير يحتاج الى لجان مخلصة وفية نظيفة لا تأخذها في قول الحق لومة لائم ، واضعة مصلحة الشعب مصدر السلطات نصب اعينها في معاقبة الفاسدين ، قريبة من معاناة الجماهير متلمسة محنتهم ومتحسسة مشاعرهم المخلصة ضد الفساد ونظام المحاصصة وفرسانه .
ان الاصلاح والتغيير مطلب الجماهير وعلى المخلصين تنفيذها ، وان لم يجسدوا ذلك واقعيا تلمسه الجماهير المنتفضة فانها ستستمر ولم يبق لديها ما تخسره .