المنبرالحر

أعداء الحراك / صلاح العمران

مَنْ هم أعداء الحراك؟ ولماذا يخافون منه؟ الحراك الشعبي الذي امتد طيلة شهرين بالقوة والعزيمة نفسها، ولم يتراجع عن مطالبه المشروعة.
ان قوى المحاصصة هي من ألد أعداء الحراك، لأنها وجدت لتعميق الفرقة بين أبناء الشعب الواحد، وجعلت المحاصصة المنقذ الوحيد لديمومتها، لذا نرى أن كل تحركاتها، وكل الأعمال التي تقوم بها ما هي الا تسويف لمطالب المتظاهرين المشروعة، وتستر على الفساد الذي تفاقم طيلة الفترة الماضية، ولذلك فهي ترى أن الحراك الجماهيري هذا يمثل تهديداً لمصالحها الذاتية.
ان حالة الترقب والخوف والفزع التي يعيشها أعداء الحراك الجماهيري اليوم تكمن من خشيتهم من أن تستجيب الحكومة لضغط الحراك الشعبي وتواصل عمليات الاصلاح والتغيير وتجذيرها في الدولة والمجتمع.
لقد أقامت الجماهير لجان تنسيقية فيما بينها, وبلا شك ان قيادة الحراك الجماهيري يتصدرها الشباب ومنظمات المجتمع المدني التي لعبت دوراً محركاً وشكلت عاملاً مساعداً لاستمرارية الحراك الجماهيري وزيادة زخمة وضغطه في الشارع, وهذه هي القوة الفاعلة في المجتمع العراقي اليوم التي تمثل مصالح الشعب والوطن والتي يمثلها الحراك الجماهيري.
لقد لمسنا نشر الوعي والثقافة الوطنية وبروز دور المواطن الذي غيبه نظام المحاصصة، وأكد على احترام أدميته وضمان حقوقه والارتقاء بمستواه المعيشي الاقتصادي والاجتماعي والمعرفي والثقافي وضمان العيش الكريم.
كذلك عناصر قوة الحراك الجماهيري تضم أيضا الأحزاب السياسية الوطنية والديمقراطية واليسارية والنقابات والاتحادات العمالية والمهنية واتحادات الطلبة والشبيبة والنساء والنوادي الرياضية والاجتماعية والمؤسسات الثقافية والاكاديمية وتجمعات شبابية جديدة فاعله في المجتمع.
هناك مطالب عادلة ودقة في اختيار الشعارات والتوقيت الدقيق لها, والاتجاه العام للحراك الجماهيري كان ولا يزال يمثل بيئة الشعب العراقي الداعية الى العدل وضمان الحقوق والحريات والرافضة للمحاصصة الطائفية.
ان تعامل أحزاب سلطة المحاصصة الطائفية والاثنية سبب الإحباط واليأس في نفوس الشعب بعد أن أنتجت الاستبداد والطغيان واستشراء الفساد وغياب الخدمات وفقدان الأمن والأمان ومصادرة الحقوق والحريات.
ان أهم صفة للحراك الجماهيري تجسدت في ديناميكيته وقوته وتأثيره الضاغط وسلميته وحرصه على ممتلكات الدولة كما أسهم في تقوية السلم الاهلي في المجتمع وعزز الوحدة الوطنية التي اضعفها نظام المحاصصة, وان السيد رئيس الوزراء حيدر العبادي امامه فرصة كبيرة جداً للمضي في طريق الإصلاح والتغيير. وذلك كونه يحظى بدعم قوتين القوة الأولى هي قوة الشعب المتمثلة بالحراك الجماهيري وهذا تفويض شعبي بيد السيد رئيس الوزراء. والقوة الثانية هي موقف المرجعية الحكيمة الداعمة لعملية الاصلاح ولمطالب الحراك الجماهيري.