المنبرالحر

لمصلحة من تجري الاختطافات والتهديدات للنشطاء المدنيين ؟!! / حيدر سعيد

اختلفت هذه التظاهرات السلمية عن سابقاتها بوعي المتظاهرين وانضباطهم العالي ووحدتهم الوطنية ، مشخصين عبر شعاراتهم المسبب الحقيقي لعمق الازمة واستفعالها ووصولها الى هذه المديات الخطيرة التي قد تذهب بالبلاد الى الهاوية السحيقة ، واضعين الإصبع على اس البلاء نظام المحاصصة الذي ادخل الارهاب الى الوطن وهيأ الاجواء للفاسدين لنهب البلد وسرقته، ولذلك فان رسالة المتظاهرين الى الحكومة ومجلس النواب كانت واضحة وصريحة وهي اصلاح النظام السياسي واحداث تغيير في بنائه الفوقي ( كتل المحاصصة المتنفذة ) و بناءه التحتي المؤسساتي الذي غزاه الفساد والفاسدون بحماية المتنفذين واسنادهم .
مما دعا رئيس الوزراء السيد العبادي ان يتلقف هذه المطاليب ، مدعوما بتفويض الجماهير والمرجعية الرشيدة ويبدا بحملته الاصلاحية ، التي اخافت الفاسدين السراق وبدأوا يعدون العدة وبمختلف الاساليب القذرة التي تراكمت لديهم من خلال تواجدهم على راس نظام المحاصصة المقيت بخلفيته الطائفية القومية التي ضربت الوحدة الوطنية وضيٌعت الهوية الوطنية وخلقت الفوضى والدمار والفساد ، فاطلقت العنان لمافايتها المتشبعة بالفساد ،بان توقف هدير الجماهير المسلحة بالعزيمة والاصرار والحرص وحب الوطن ، وتضرب ابرز مواقع التأثير في الحراك الجماهيري الا وهم النشطاء المدنيون الذين وقفوا مع ابناء شعبهم من الكادحين والفقراء ليقولوا لا للإرهاب لا للفساد والفاسدين نعم للإصلاح والتغيير ،متوهمين بان هذه الاعمال الاجرامية ستوقف زخم المتظاهرين واصرارهم على مواصلة الحراك الجماهيري لتنفيذ مطاليبهم بالإصلاح والتغيير ، وان اختطاف بعض النشطاء المدنيين وفي مقدمتهم الناشط جلال الشحماني ، تدلل على ان صرخة الحق التي اطلقها المتظاهرون ارعبت الفاسدين وهزت نظامهم السياسي القائم على المحاصصة وافقدت رشد المتنفذين ،فقاموا بعمليات الاختطاف والاعتقال وممارسة الضغط والترويع وتقديم الاغراءات وغيرها من الوسائل الرخيصة التي تذكرنا بما كان نظام الدكتاتورية الساقط يتفنن في ممارستها ضد القوى الوطنية والديمقراطية .
ان ما تقوم به بعض الميليشيات المرتبطة بالفاسدين المتنفذين المعادين للإصلاح والتغيير يخدم اعداء شعبنا وفي مقدمتهم قوى الارهاب والجريمة المنظمة ، لذلك يتطلب من المتصدين للإصلاح في الحكومة والبرلمان ان يضعوا حدا لمثل تلك التجاوزات ، وتحجيم نشاطها المعادي لصوت الحق قبل ان يستفحل نشاطهم الاجرامي في تحدي ارادة الجماهير ، ومن يراهن على ان اعمال الاختطاف والتهديد والوعيد، توقف مظاهرات ابناء الشعب المطالبة بالإصلاح والتغيير واهم، ولنا في تاريخ العراق الكثير من الامثلة وابرزها ما قام به النظام الدكتاتوري من اساليب فاشية لن تنقذه وذهب الى مزبلة التأريخ !!
ان خروج التظاهرات في اغلب محافظات الوطن ، نتيجة لمعاناة وجوع وقلة خدمات وفساد مستشري وهذا الوضع لم يجري تجاوزه مما يجعل التظاهر احدى اهم الوسائل السلمية في تحريك المياه الراكدة وكشف عورات الفاسدين وتعريتهم ، وفي نفس الوقت اسناد للمتصدين للإصلاح والتغيير والشد من عزيمتهم في مواجهة المتمردين على ارادة الاصلاح .
ان استراحة الثوار لا تعني اليأس ولا التعب من مواصلة طريق الحق طريق التصدي للإرهاب والفساد ، وكما اكدته المرجعية الرشيدة في خطبة الجمعة 25/9 حيث جاء فيها :
( ان الاصلاحات ضرورة ولا محيص منها ، واذا خفت هذه الايام فإنها ستعود في وقت اخر بأقوى واوسع من ذلك بكثير ولات حين مندم ) .