المنبرالحر

مطاليب المتظاهرين تمثل القواسم المشتركة لكل المخلصين لوطنهم وشعبهم / حيدر سعيد

المعركة العسكرية ضد الارهاب وحواضنه التي يقودها حفاة الشعب وعراته ، الذين يرخصون دماءهم الزكية فداءاً للوطن ودفاعاً عن حياضه ،هم وحدهم الذين من حقهم ان يُفخروا بمواقفهم الوطنية تلك ، يقابلهم على الجانب الاخر من الوطن ، المعركة السلمية للمتظاهرين من الكادحين والفقراء ومغتصبي الحقوق في ساحات الوطن ضد الفساد وغاصبي حقوقهم من الكتل المتنفذة المتحاصصة، والتي لاتقل اهمية عن المعركة العسكرية .
لذلك وانطلاقاً من القواسم المشتركة المتمثلة بالفساد وسراق المال العام وقلة الخدمات الضرورية ومنتجها نظام المحاصصة ، دفعت الجموع الغفيرة الى التظاهر مطالبة بالاصلاح والتغيير، مما دعا القيادات الوطنية والدينية المكلفة شرعياً بالوقوف صفاً مع شعبهم ومطاليبه العادلة ، ودعمها وتوعيتها وتحصينها ضد العدو المشترك ، وذلك بتوحيد شعاراتها وتصويبها الى الهدف الاساسي موطن البلاء وناقل عدوى الفساد نظام المحاصصة الذي خرجت من اجل اصلاحه على ان يتقدم الاهم ثم المهم .وبذلك توحد الجهد وتسد الفجوات التي يمكن للمندسين واعداء الاصلاح ان ينفذوا من خلالها .
ان معالم الصراع بين الحق واصحابه والشر واصحابه بات واضحاً ، وقد احدثت التظاهرات هذا الفرز وكشفت عن رؤوس الفساد والسراق وان اخفوها كالنعامات متراجعين خوفاً من غضب الجماهير، وتشخيصها الواعي للاعداء ، فسرقة المال العام جريمة لاتغتفر بحق الوطن والمواطن .
ان المعركة بين المطالبين بالاصلاح والمتمردين ضده طويلة ، تتطلب من اللجان التنسيقية للتظاهرات تنسيق جهودها وتوحيد شعاراتها مركزة على الاصلاح والتغيير والكيفية التي يتم بها ذلك ومتابعته على الواقع ، على ان تكون القواسم المشتركة هاجسها ومطلبها الوطني ، وان تعمل على تعميق اللحمة الوطنية ، فالانتصار هي سمة المتوحدين المخلصين ، وان يستمر ضبط ايقاع المتظاهرين في ساحات النضال من اجل الحرية والخبز والوطن ويكون ديدنها .
وكما قال علي بن ابي طالب :
اعمل لدنياك كانك تعيش ابدا واعمل لاخرتك كانك تموت غدا
ان العمل المشترك في مثل مايواجهه شعبنا ووطننا من لدن الارهاب ومسانديه من فاسدين وسراق ، هو مصداقية وطنية واخلاص اية قوى تختار الوقوف مع شعبها ومحنته وما يعانيه من الام ، خاصة وان الحياة تعطينا دائماً الجديد والذي يجب على من يتصدى للاصلاح والتغيير ان يحوله الى فعل على الارض وان يقتصر الزمن الذي يقف كالسيف ان لم تقطعه يقطعك .
تحية اكبار واعتزاز لكل المتصدين للارهاب في جبهات القتال والى المتظاهرين في ساحات العراق ، لان احدهم يكمل عمل الاخر رائدهم في ذلك الوطن ورفعته وحريته واستقلاله ،و الانتصارات العسكرية في جبهات القتال هي انتصار للمتظاهرين ضد الفساد ورموزه الكبيرة وهي تشد من عزيمة السائرين في طريق الاصلاح والعكس صحيح.
من هنا على القيادات الوطنية والمرجعية الرشيدة التي ابلت بلاءا حسناً في موقفها المساند لمطاليب المتظاهرين وكانت محل احترام وتقدير من ابناء الشعب وعلى التيارات الدينية المخلصة لوطنها وشعبها ان تعمل على اساس القواسم المشتركة التي تتطلبها المرحلة والتي تجمع المتضررين من كل المشارب والاديان ، وان تحميهم من الفاسدين والسراق ضد المتمردين على الاصلاح والتغيير