المنبرالحر

لابد من مواصلة التظاهر / محمد موزان الجعيفري

إن طموحات المجتمعات في تكوين النخب القادرة على دفع عجلة التقدم فيها الى الامام يتجسد في ما تقدمه هذه المجتمعات من عناية بالأجيال القادمة التي تحمل إمكانية الخصب والعطاء الكبيرة وان طموحات مجتمعنا بحاجة إلى قفزة سريعة في مجالات التحديث ومراقب العلم والتكنولوجيا يجد مظلته ومتكأه في إن يبدأ من حيث ينبغي إن يبدأ وفي ان تعطي النواة الأولى من العمر حق قدرها وان تدرك انها التربية الأساسية لتنمية طاقات الخلق والإبداع وتكوين الاتجاهات العلمية والتكنولوجية اللازمة لدخول العصر...
والسؤال الذي يطرح نفسه كيف نصل الى مصاف الدول المتقدمة ونحن في سبات نائمون مرة تحت حكم دكتاتورية الحزب والفكر الواحد الذي قادة قائد العراق والامة العربية ورئيسها الاوحد....
ومرة تحت قيم دينية موروثة من هفوات تاريخ العرب والمسلمين في العصر الأموي والعباسي وأخرى عادات وتقاليد وأفكار من عمقنا الصحراوي الموغل في القدم وعصره الجاهلي حيث العصبية القبلية والعادات الجاهلية المهينة على شعار(انصر أخاك ظالما أو مظلوما)كما يقيمها الجاهلون ممن يرتدون الزى العربي ولا شك إن الطريق إلى المعاصرة والحداثة باعتبارها ظاهرة تاريخية تتطلب الانتقال من التخلف الريفي وقيمه البالية إلى التطور العلمي الحديث ولاسيما إن العراق معروف بتنوعه الديني والمذهبي والقومي والجغرافي وهذا لن يتم بدون ثورة ثقافية مت?املة الوجوه تحطم المجتمع القديم، وتبني مجتمعا جديدا تخلصنا فيه من البيروقراطية المتأتية من رواسب وأفكار وثقافة المجتمع البائدة وتطهر الجهاز الحكومي من الفاسدين سارقي قوة الشعب ومصاصي دمائه وتغيير المناهج الدراسية والكتب والمطبوعات والإعلام المرئي والمسموع الذي أصبح في عصر العولمة ساحة حرب مفتوحة يتقاتل فيها الجميع على مصالحهم الفئوية، لان بعض الجهلة على سدة الحكم واغلبهم مالكو النفوذ السياسي وحاكمو وأمراء قبائل ووجهاء ورجال دين اصوليون قد يشهرون أسلحتهم البالية والجديدة ويعطون لأنفسهم الصلاحيات القانونية و?لشرعية لمحاربة الأفكار الحديثة والمتنورة كجزء من الصراع التاريخي بين الحداثة والأفكار الموروثة من عمق التاريخ
وتعتبر تظاهرة يوم (31/7/2015) الحدث الأكبر الذي منح رؤية جديدة لمجتمعنا العراقي ونقطة تحول نحو الفكر المدني أنها كانت ومازالت ثورة سلمية خاطر فيها المتظاهرون بحياتهم ليبرهنوا أنهم تجاوزوا فكرة الخوف من الموت والسلطة والقمع الذي استخدم طيلة عمر العراق ليجعل من أهله عبيدا للحكام الفاسدين.