المنبرالحر

بيجي نصر عراقي جديد / احمد عواد الخزاعي

بعد طول انتظار دام لأشهر وسط قلق شعبي وتكهنات من هنا وهناك ، سرقت بعض فرحة النصر الكبير الذي تحقق في تحرير مدينة تكريت،والتي كانت الكثير منها تشير إلا أن سبب هذا التأخير هو الفيتو الأمريكي ، لكن ها هم أبناء العراق الغيارى من قواتنا المسلحة البطلة والحشد الشعبي المقدس ، يعيدون الأمل مرة أخرى ويسطرون نصرا عراقيا صرفا بتحريرهم لقضاء بيجي ومصفاته السيتراتيجية، أذهل بسرعته ودقة تنظيمه الكثير من المراقبين، واثبت مرة أخرى بان العراقيين قادرين على تحقيق النصر على داعش وحلفائها بمعزل عن مساعدة الولايات المتحدة الأمريكية وتحالفها المزعوم ، الذي اثبت فشله وعدم جديته في محاربة الإرهاب، كما فعلوا في السابق ، عند فك الحصار عن مدينة امرلي ، وتحرير ناحية جرف النصر .
إن التصريحات الأخيرة لبعض المسئولين الأمريكان والتي حثوا فيها الحكومة العراقية على الإسراع في تحرير بيجي والرمادي من يد الإرهاب ، يبين بوضوح صدق هذه التكهنات وان الولايات المتحدة الأمريكية هي فعلا كانت وراء توقف العمليات القتالية هناك.
لكن ما الذي دعا أمريكا إلى تغيير موقفها بهذه السرعة وهي التي كانت قد خططت لإدامة زخم هذه الحرب لسنوات طويلة ..؟.
إن التدخل الروسي القوي والمباشر في سوريا قلب الطاولة على الجميع وأولهم أمريكا ، واثار كم هائل من التساؤلات في داخل أميركا وخارجها ، حول جدوى التحالف الدولي الذي تقوده ، ومدى جديته في محاربة الإرهاب ، إضافة إلى اتهام الرئيس اوباما والديمقراطيين من خلفه بفشل سياساتهم الخارجية ، وبالخصوص فيما يتعلق بالملف السوري ، إن ما يحدث الآن يثبت لنا بان ليس كل ما تخطط له الولايات المتحدة الأمريكية يدخل حيز التنفيذ أو يصل الى النتائج التي ترمي إليها ، أمريكا خططت لتدمير العراق ومن ثم تقسيمه ، باستخدام ابنتها الغير شرعية داعش ، لكنها مخططاتها هذه صدمت وتحطمت بجدار فتوى المرجعية حين أفتت بالجهاد الكفائي لصد الهجمة الشرسة التي تعرض لها العراق في 9 حزيران 2014 ، وبعدها جاءت امريكا لإدارة الحرب على الإرهاب ومحاولة إطالة أمده في العراق وسوريا ،لتحقيق غاياتها السابقة في تقسيم هاذين البلدين وفق مفهوم الشرق الأوسط الجديد الذي روج له رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شمعون بيريز في كتابه الصادر عام 1993 والذي اسماه ( الشرق الأوسط الجديد ) ، لكن حضور الدب الروسي عسكريا وبهذا الكم الكبير من استعراض القوة في سوريا ، والذي سجل سابقة فريدة في تاريخ المنطقة التي لم تشهد حضورا عسكريا للاتحاد السوفيتي أو خليفته روسيا بهذه الصورة المباشرة من قبل ، في جميع الحروب والأزمات التي مرت بها المنطقة في تاريخها المعاصر .
هذا الحضور الذي أحرج الديمقراطيين في اميركا وجعلهم يعيدون حساباتهم مرة أخرى ، ويرمون بعضا من مخططاتهم في سلة المهملات ، والسباق مع الزمن لإحراز انتصارات في العراق ، يحاولون من خلالها تجميل صورتهم في الراي العام الامريكي والعالمي ، سوف يسعى الإعلام الغربي وبعض الإعلام العربي المغرض الى تجير هذه الانتصارات لأميركا ولصقه بها زورا وبهتانا ، لكن الحقائق التي على الأرض تقول بان ما تحقق في قضاء بيجي كان بأيدي عراقية ، وهو إحدى ثمرات التحالف الرباعي الذي اذا ما تطور في الأيام القادمة ، فان العراق سوف يستعيد كامل أراضيه من براثن الإرهاب بزمن قياسي ، يطيح بجميع الرهانات لأمريكية التي لا تريد الخير للعراق وأهله.