المنبرالحر

بين الغبية والذكية / عريان السيد خلف

حدثني صاحبي عن مشاركته الاخيرة في التظاهرات التي شهدتها ساحة التحرير في الجمعة الماضية، كان يتحدث بعزيمة وثقة عالية عن جدوى هذه التظاهرات ويقول: هل تصدق ان هذه التظاهرات ذكرتني بايام الشباب؟ يوم كنّا نهتف بحماس ونرفع قبضاتنا في الهواء تحدياً واصراراً على تأكيد مطالبنا في التظاهرات، التي كانت تعم مدن العراق في العهود السابقة. ورغم ما كنا نتعرض له من ضرب واعتقال وفصل من الوظيفة، كان الاصرار والإيثار والاقدام وسيلتنا لتحقيق الغاية والهدف الاكبر في التغيير.
لم ينته صاحبي من حديثه حتى دخل علينا عبيد آل مبارك» متسائلاً كعادته، بعد ان استقر على كرسيه ملقياً التحية:
- اگلك، هيّه القوانين وحده، لو بين ساف وساف؟
قلت له: ماذا تقصد؟ وعن أي قانون تتحدث؟
- اسأل عن قانون التقاعد!!
- قانون التقاعد واحد، في المدة المقررة والحقوق والرواتب.
- يعني الرواتب ما يصير بيها قارش.. وارش؟ وتنصرف في وقتها لكل شريحة المتقاعدين؟
قلت: هذا المفروض ياعبيد.
قال: چاليش اهل البطاقة الذكية يستلمون رواتبهم يوم واحد بالشهر لو يوم ثنين لو تلاثة بالشهر، وأهل اليدوي بعد عشرين يوم؟ چاهيّه مو نفس القوائم وتنزل للمصارف سوه.. لو بيها أنَ؟
قلت: ماذا تقصد بالـ (أنَ)؟
قال: والله ما ضمهه عليك.. ايگولون يشتغلون برواتب المتقاعدين.. وصعد الدولار.. ونزل الدولار، وعلى هالرنه طحينج ناعم.. وآنه من كثر ما أم مالك ماكله گلبي، كل يوم وگالتلي: ها.. قبضت، اگلها لا.. تروح اتدردم وتشتم بيه وبالحكومه لمن جزعتني وخلتني اكتب قصيدة..
ثم مد عبيد يده الى جيبه واخرج ورقة وأخذ يقرأ ما كتب عليها:
يا إخوَتي تاهت عليّه
بين الذكية والغبيه
من كثر ما لعبوا بنا
ما عدت اعرفُ ما القضية
بصماتنا تأبى الظهور
على بطاقتنا الذكية
قالوا سنلغيها وتستلمون
رواتبكم سويه
واذا باصحاب البطاقة يأخذون
ونحن ننتظر العطية
ماذا؟ أليست في القوائم
تأتي رواتبنا سويه؟
ام لعبة فيها !! ويلعبها كبار المصرفية؟
يا لعبة الدولار..
«طركاعه الطاحت عليه»