المنبرالحر

مشاريع نص ستاو .../ عبدالسادة البصري

في تسعينيات القرن الماضي كتبت قصيدة فيها عبارة تقول «وردية أحلامنا والمؤجلات كثار..». نعم كانت جل أحلامنا مؤجلة لحين تشرق شمس الحرية ذات يوم. وحينما أشرقت ورحل الظلام ظلت أحلامنا على حالها. كنا نمني النفس بحياة أفضل وأجمل، نتخلص فيها من كل مخلفات الماضي وتراكماته الثقيلة. ومنها البحث عن مأوى وخدمات ومشاريع تنقل ناسنا ومدننا الى مصاف الشعوب والمدن الجميلة والمتطورة. سمعنا بمشاريع كثيرة وخدمات أكثر لكننا لم نر شيئاً، كل الذي رأيناه تراكم الخراب وازدياد نسبة الفساد والغش والفقر ونزيف الدم. مشاريع كثيرة سجلتها موازنات الاعوام التي تلت عام 2003 لكن لم يتحقق منها سوى النزر اليسير جدا، وكل مشروع يبدأ العمل فيه نستبشر خيراً إلا إنه يتوقف وتترك الشركة المقاولة العمل في منتصف الطريق. مجسرات عملاقة لم تكتمل وتمضي فترة إنشائها أدراج الرياح لتصبح عبئاً ثقيلا على المواطن. جسور مشاة بلا سلالم وكأنها تقول اصعدوا لي واهبطوا بمنطاد. حدائق مات الزرع فيها وتحولت الى ساحات جرداء. أما كان الأجدر متابعة ومراقبة كل الأعمال ومحاسبة المقصرين والفاسدين فيها؟!
خدمات المجاري ومياه الأمطار لم تكتمل أيضاً، وماء الإسالة ظل على حاله مالحا وتزداد ملوحته كل صيف. الكهرباء ومشاكلها، مشاريع تبليط وإكساء الشوارع الفرعية والرئيسية للمناطق والأحياء السكنية توقف العمل فيها، وظلت كلما جاء الشتاء ونزل المطر تتحول الى برك ومستنقعات !!
اذا تساءلنا أين حل المطاف بها.. لن نحصل على إجابة، لأن الشركات المقاولة تركت كل شيء على حاله ورحلت!
لماذا لم تكن هناك متابعة ورقابة يومية لمعرفة جودة العمل والى أين وصل ؟!
وهل استلمت الشركة المبلغ المرصود للمشروع في الميزانية أم إنها لم تستلمه لهذا تركت العمل دون إتمامه؟
وعلى هذين التساؤلين يقف سؤال واحد: المشاريع ضمن موازنة سنة كذا وكذا، تم صرفها طبعا وفق ما يعرفه الناس جميعا من خلال التصريحات واللقاءات وغيرها، لكن أين ذهبت الاموال والمشروع لم يكتمل ؟؟!!!
لا أحد يعرف الا الراسخون في .....، وتبقى عبارة ( رحم الله امرئ عمل عملا فأتقنه) تتردد في أذهاننا ونحن نمر كل يوم أمام المشاريع التي بقيت ( نص ستاو..) لا فائدة منها وفيها. مجرد أتربة وأنقاض ومطبات وطين ووحل عند المطر، ونظل ننظر اليها بعين يملأها التساؤل والاستغراب.. وقلب يتحسر على أحلام ستظل مؤجلة الى حين ميسرة .