المنبرالحر

صوغة الزعاطيط / عريان السيد خلف

يعتقد عبيد آل مبارك ان الدول لها حدود ولها هيبة ولها خواص وقوانين، وإلا لتوحدت عملاتها ورفرف على سفاراتها ودوائرها ومؤسساتها علم واحد ولتوحدت جيوشها واجهزتها ومناهجها ومدارسها وكلياتها.
لذلك وضعت قوانين وضوابط وتعليمات خاصة بكل واحدة من هذه الدول، اضافة الى الحدود والسدود والليالي السود.
يقول عبيد مختصر مفيد: هاي الدول إذاً عدها قوانين وضوابط على كل الناس؟ لو على ناس وناس؟ قلت: يا ابو مالك الناس امام القانون مثل اسنان المشط، لا يختلف احدهم عن الآخر، ثم ان القوانين وضعت من اجل الصالح العام. فالدولة مسؤولة عن تنظيم حياة الجماهير صحيا واخلاقيا واقتصاديا وتعليمياً وحماية مجتمعاتها عسكريا وامنياً لكي تسود هيبة الدولة وتسير الامور على خير ما يرام.
سأل مرة اخرى: اگلك، هو ياهو اليأذي اكثر المخدرات لو الاسلحة الكاتمة؟ قلت: يا عبيد اين تريد ان تصل؟
قال: لا، بس طائرات الامير حسوني السعودي المحملة بـ (الكوكائين) وغيره من انواع المخدرات.. كضّوها ابلبنان وعكفوه عكف وصادروها.. وطگوه اچتاف ايد ورجل. ومن گالهم آنه امير ضحكوا وگالوله اليوم راح انعاملك معاملة (الحمير) لان ما احترمت القوانين وجلبت سموم للبشرية.
ومن هذه الحمولة عرفنا لماذا شعوب الخليج خانعة رغم العسف والظلم والمهانة، لانكم خدرتو ادمغتهم وسلبتو ارادتهم وصار لسان حالهم يردد: نمسي ونصبح كالبهيمة همها علف وهم ملوكنا التسخير. قلت نعم يا عبيد، لبنان دولة ذات سيادة ومن حق سلطاته منع او مصادرة ما يدمر المجتمع ومهما كان صاحبه (امير او من الحمير).
ابتسم عبيد بخبث وقال: هاي افتهمناها بس شغلة الطائرتين المحملات اسلحة كاتمة للصوت ابمطار بغداد شني قصتهن؟
قلت يا عبيد، ألا تدري بان شعبنا هو اكثر الشعوب كرماً وسخاءاً وترحاباً بالضيوف حتى لو كانوا من اعدائنا! وهذه الصفات الحسنة تحلت بها اجهزتنا وسلطاتنا الرسمية وغير الرسمية.
ولذلك حينما اكتشفوا شحنات الاسلحة في مطار بغداد تهامسوا سراً واخذوا الطاقم الى قاعة الضيافة وقدموا له القهوة والشاي العراقي المهيّل. وحينما ارادوا الاقلاع وقف الجميع في وداعهم غانمين سالمين، والصيحات تتعالى: مرحبا بكم متى ما كنتم عائدين، هسه افتهمت؟!
ضحك عبيد وقال: مو بس افتهمت بس تذكرت سالفة ابو دهش ايام الستينات من راح للحج، ومن رجع چان جايب وياه مسدسين (گولد ابو الحصان). في المطار فتح حقيبته ضابط الكمارك وكانت دهشته كبيرة واخرج المسدسات من الحقيبة وقال لـ ابو دهش: عمي مو انت رجال چبير ورحت البيت الله وحجيت.. ذني المسدسات شلك بيهن؟ ضحك ابو دهش وهو يقول بثقة:
«عمي هنه طگاطيگ جايبيهن صوغه للزعاطيط».