المنبرالحر

التقشف يعصف بمركز الاستشارة الطبي! / منعم جابر

قبل سنوات قدمت لنا وزارة الصحة خدمة جديدة وباسلوب حضاري مبتكر يعتمد على الاتصال الهاتفي المجاني برقم 404 «المركز الاستشاري الطبي» لتقديم الاستشارات الطبية الهاتفية المجانية المستعجلة. وقد غطت هذه الخدمة العراق كله من اقصاه الى اقصاه مضافاً اليها خدمات الاسعاف الفوري للحالات الطارئة وبوقت قياسي لا يتجاوز الدقائق العشر.
وتطور هذا المركز بخدماته وتصاعدت اعداد المتصلين به ليصل يومياً الى اكثر من 200 متصل ولحالات طارئة ومتنوعة. وكان المركز مفتوحاً امام المواطنين لاربع وعشرين ساعة متواصلة، وقد تسنى لنا ان نكتب ونقوّم هذه التجربة لاكثر من مرة.
وكان الكثير من المواطنين يشعرون بالراحة والاطمئنان لوجود هذا المركز الاستشاري تحت اليد وعلى مدار ساعات اليوم، وما كنا نتوقع او نتصور ان عاصفة التقشف وسيف نقص الاموال سيدركان حصن هذا المركز الحصين والمكان الامين ويلقيان به خارج ميدان العمل الصحي ويحرمان الآلاف من الفقراء والمحتاجين من خدماته ورعايته التي تمتعوا بها لاكثر من خمس سنوات، شعروا خلالها بالامان والاستقرار لان وزارة الصحة وفرت لهم طبيبا تحت اليد يوفر لهم النصيحة والتوجيه الصحيح هاتفياً في اي من ساعات النهار والليل دون كلل او ملل. وهذه هي قمة الخدمة الطبية الانسانية.
اما ان تهب عواصف التقشف وتحرق الاخضر واليابس بلا عطف ولا رحمة ودون دراسة او تأني، فهذا حرام وحرمان من خدمة كبيرة لمواطني بلدي الذين يعانون اليوم من كل شيء. فهم يعانون من الامطار ومياهها والسكن وازمته والمدارس وبناياتها والارهاب وعصاباته والبطالة وهمومها والهجرة وقساوتها والمهجرين ومعاناتهم، وفوق كل هذا وذاك تضيف حكومتنا الموقرة لهم هما جديدا وعلة مضافة هي الاهمال الصحي وتقليص الخدمات الصحية وتجريد المواطن من مكاسبه وهي نزر قليل.
اظنها قضية بحاجة الى وقفة من وزيرة الصحة والبيئة الدكتورة عديلة حمود التي نتوسم فيها الخير وحب الفقراء ومساعدة المحتاجين وتقديم الخدمات الصحية الاضافية الجديدة للمواطنين، لا تجريدهم من مكاسبهم بحجة التقشف ونقص الاموال.
سيدتي، عليك تقليص الايفادات وايقاف السفرات والحد من الهدر والتبذير، فحاجيات المواطن وفي مقدمتها الخدمات الصحية والطبية خط احمر يجب ان لا يتم التقرب منها والتحرش بها، لان الانسان اغلى رأسمال والصحة هي للانسان وللمجتمع وانت اولى بالدفاع عن حقوق «أولاد الخايبة».