المنبرالحر

على المدرسة ان تجعل اليوم الدراسي سعيداً ومثمراً لجميع التلاميذ / نعمت الآغا

المدرسة مؤسسة اجتماعية لتربية وتعليم التلاميذ، واكسابهم المعلومات والمعارف والمهارات والقيم الاخلاقية والاجتماعية، وتنشئهم وتنمي قدراتهم، وتطور شخصياتهم من جميع الجوانب. وتخلق الدوافع والامكانيات لديهم، ليصبحوا قادرين على تطوير انفسهم ومجتمعهم.
وهذا يتطلب اموراً كثيرة منها:
1. ان ما ذكر اعلاه، لا يحدث إلا في اجواء مدرسية، مشبعة بالحرية والقيم الديمقراطية، والأساليب التربوية الحديثة، وبآخر منجزات طرق التدريس واساليب التعليم الحديثة.
2. اشاعة الحنان الابوي، في تعامل الادارات والمعلمين مع الطلبة، يساعد على غرس احترام المعلمين والادارات المدرسية في نفوس الطلبة، ويسهل اقتداءهم بمعلميهم، ويجعلهم يتأثرون بهم ويتقبلون توجيهاتهم. كما يسهل عملية غرس المعلم الافكار والاتجاهات والقيم والاساليب الحميدة في نفوس الطلبة.
3. كما ان نشر الالفة، والتعاون والتعاطف والتواد بين الطلبة، واستثمارها في تقوية الروابط الاجتماعية بينهم، يساعد على ابتعادهم عن استخدام العنف فيما بينهم، ويعزز تقاربهم، ويقوي السلام الاجتماعي في المدرسة.
4. مما يحسن انتاجية المدرسة، ويرفع المستوى الدراسي للطلبة، هو استخدام المعلمين، الطرق الحديثة في التدريس، والاساليب التربوية في التعامل مع طلبتهم والابتعاد عن حشو ذهن التلاميذ بالمعلومات الجافة، والبعيدة عن رغباتهم وميولهم، بل يتجهون الى تنمية مهارات الحصول على المعارف لدى الطلبة، وتوليد الجديد فيها من خلال خلق التفكير لدى الدارسين وتنمية قابلية التجديد والابتكار باشراكهم الفاعل في النقاشات المثمرة، التي توصلهم الى المعارف الجديدة.
5. ومن الامور المهمة، هي الرابط بين المناهج الدراسية، ومشكلات المجتمع، وهذا يشعر الدارسين بحيوية وحب المادة المدروسة.
6. كلما ابتعد المعلمون والادارات المدرسية، عن استخدام العقاب البدني والنفسي للتلاميذ، وعاملوهم بمودة وحنان ابوي، وروح ديمقراطية، كلما اقتربت المدرسة من النجاح في اداء مهامها، وكانت الاجواء مريحة وتشع سعادة.
7. مفهوم الشراكة المجتمعية، احد المفاهيم التربوية الحديثة، الذي يرى ان تربية وتعليم النشء قضية مجتمعية، لا تخص اصحاب القرار في النظام التعليمي وحدهم، انما تتطلب مشاركة المجتمع بكامل منظماته في قضايا التعليم، وهذا فرض على المدرسة الانفتاح على المجتمع، واقامة علاقات مع الاسر والمدارس الاخرى، وتفعيل هذا التواصل في تحقيق دعم مادي ومعنوي للمدارس.
8. اكدت معظم الدراسات التربوية، ان المدارس ترفع انتاجيتها، ومستويات تلامذتها الدراسية، وتزداد نسب النجاح فيها، عندما يجري التعلم فيها في مناخ ديمقراطي آمن، وتسوده الثقة والاحترام بين الطلبة والمعلمين والادارة، وبين الطلاب انفسهم، وتحكمها الممارسات الديمقراطية، والعمل بروح الجماعة، بحيث يكون اليوم المدرسي للتلاميذ سعيداً ومثمراً حقاً..