المنبرالحر

خيارات العراق التكنولوجية في نهضته الصناعية والزراعية / فريد جلَو

الموضوع يتناول جوانب مترابطة عدة حصيلتها تصب في النهضة الصناعية والزراعية بعد الكبوة التي حصلت في الاقتصاد العراقي نتيجة تغييب هذين القطاعين، هذا اذا افترضنا ان ما ينقله الأعلام من توجهات نحو تطوير هذين القطاعين لها مصداقية ، ولم أخض هنا في مجال الانحياز إلى القطاع العام
او الخاص بل هي أفكار عمومية سواء للقطاع العام او الخاص او الاستثمارات الأجنبية .
صلب الموضوع يتحدد في ما انواع التكنولوجيا التي نحتاجها الآن ؟
هنا يجب ان نتوجه الى تقسيم وتصنيف قطاعات الزراعة والصناعة التي سنخوض الاستثمارات فيها ، فلكل قطاع لديه خصوصية ويجب ان تكون رؤية المكاسب المستحصلة في النتيجة واضحة ، ففي هذه اللحظة لدينا الآتي :
1 - حجم بطالة مقنعة
2- حجم هائل من البطالة من الذين لا يجدون عملا اصلا او لديهم عمل متقطع قليل العائدية
3 - رؤوس اموال شحيحة على مختلف مصادرها : الدولة ، رأس المال المحلي ، الاستثمارات الأجنبية
4 - اقتصاد ريعي بالكامل
5 - فقدان جزء كبير من عائدات النفط الريعية لاستيراد البضائع والسلع من الخارج ( الصناعية والزراعية )
6 - الفترة الزمنية الطويلة والتي على أقل تقدير 13 عاما من توقف الصناعات المحلية على محدوديتها، اضافة الى تراجع الزراعة لأسباب كثيرة قد تكون طرقت سابقا
7 - وجود ايد عاملة متوفرة غير مدربة حتى من خريجين الجامعات والمعاهد. وفي سياق النقطة السابقة فقد حصل انقطاع بين القوى المنتجة في المرحلة السابقة وبين الجيل الجديد الذي دخل سوق العمل ، اذ ان هذا الجيل عندما يزج الآن في سوق العمل المنتجة لا يوجد له ظهير ينقل الخبرات المتراكمة سابقا .
لكل هذه الأسباب كان عنوان المقال. فالتكنولوجيا التي ستنقل الآن الى العراق يجب ان تخضع إلى اشتراطات حسب القطاعات المنتجة، اذ ان بناء منشأة صناعية يتطلب رأس مال كبيرا كشرط لتوفير تكنولوجيا عالية في مجال معين قد يكون غير ضروري، بمعنى ان الدخول في هذا القطاع ضروري ولكن ليس برأس مال مكثف فرأس المال المكثف غير متوفر، ولكنه يعني ايضا تقليص الاعتماد على الأيدي العاملة وهنا سنخسر فرصاً كبيرة في تشغيل اكبر عدد من الأيدي العاملة للقضاء على النوعين من البطالة ، كما سنحتاج في هذه الحالة الى تدريب عدد كبير من الكوادر المتوفرة محليا لاستيعاب هذه التكنولوجيا ( المكثفة رأس المال ) وهي فرصة غير متاحة الآن بينما نجد ان هناك قطاعات معينة منتجة يجب فيها وبالضرورة استخدام رأس المال المكثف لانها من ناحية تحتاج الى ايد عاملة قليلة نسبيا للتدريب والتأهيل ومن ناحية اخرى لا يمكن مجاراة العالم الخارجي الا بهذا النوع من التكنولوجيا .
والآن أنتقل إلى ضرب أمثلة عدة :
الاول : هو الخيار بين شراء طائرات نقل جوي بتكنولوجيا التسعينات ام بأحدث انواع التكنولوجيا ، طبعا يجب ان يكون الخيار للنوع الثاني استنادا إلى المبررات السابقة .
الثاني : خيارا شراء معمل لإنتاج انابيب البلاستيك بتكنولوجيا عالية الكثافة ام متوسطة ، حتما الخيار الثاني
الثالث : ممكن ان تكون هناك خيارات اخرى على صعيد الصناعة والزراعة في خيار النوع الأدنى تكنولوجياً وبرؤوس اموال بسيطة وبعمالة مكثفة .
هذه آراء خاضعة إلى النقاش في ظل ظرفنا الاقتصادي الحالي.