المنبرالحر

ذولاك همه .. اشما غيّرو اوجوهم / محمد علي محيي الدين

بعد سقوط النظام البائد، وانهيار مؤسساته ومنظماته الحزبية، توقع الكثيرون أن لا تقوم للبعث قائمة بعد الآن، وسينحسر نشاطه في العراق أسوة بغيره من الأحزاب التي سادت ثم بادت، والأمثلة على ذلك كثيرة، ولعل انهيار النازية دليل واضح على نهاية الأفكار الشوفينية والشمولية. ولكن بدأت تلوح في الأفق بوادر تشير إلى أن الصداميين، صاروا يلملمون أنفسهم، ويعيدون تنظيمهم، ويشكلون شبكات إرهابية، تمارس العنف وتشيع الإرهاب، وأخرى أخذت تتغلغل تحت واجهات جديدة، وتدخل في أحزاب تفتقر إلى القاعدة الشعبية، واستطاع قسم كبير منهم، تبديل وجوههم بما يتناسب والعهد الجديد، ودخلوا في صميم العملية السياسية تحت عباءات مختلفة، انتظارا للفرصة المناسبة لنزع البرقع عن الوجوه، والظهور بوجوه كالحة سوداء، ولنا تجارب سابقة مع هؤلاء، فبعد انقلاب عبد السلام عارف في تشرين 1963وهيمنته على مقدرات الحكم، انخرط الكثيرون منهم في الاتحاد الاشتراكي، الذي كان بمثابة الحزب الرسمي للسلطة آنذاك، وتسلموا مسؤوليات في مفاصل الدولة الحساسة، بل كان البعض منهم يتسنمون مناصب عالية في وزارة الدفاع العراقية، في الوقت الذي ركن فيه قادتهم البارزون إلى السكينة ، إلى أن قيض لهم بمساعدة أسيادهم استلام السلطة من جديد، بعد الاتفاق مع المخابرات الأجنبية، ما دفع عبد الرحمن عارف إلى تسليم السلطة لهم عند ورود الأوامر من أسياده، بانتهاء سلطته وهو تبادل للأدوار لمقتضيات المرحلة والظروف، بين فرقاء لهم ذات التوجهات والتطلعات، وحدث ما حدث من فظائع لا نزال نعاني نتائجها حتى اليوم.
وبعد أن افتضح النظام ،وانكشفت صورته البشعة أمام العالم، وأصبح السكوت عنه مستحيلا، قرر الأسياد في لندن وواشنطن أزالته، واستعملوا الطرق المختلفة، وأخيرا لجأوا إلى خيار الحرب ، ولكن... قاطعني سوادي قائلا: «بويه الشاص شاص والحمل حمل، وبعد الحچي ما يفيد، وكلمن يلزم الدف يگوم يغني، وگاموا واحد يرگع للثاني، وحاربوا الشرفاء، وعافوا أهل البلاوي، وهاي نتيجته، من طاحت بيد الغشيم، لكن وروح أبوك الوادم تعرف كل شي، وما يعبر عليها شي، وذوله أشما غيروا أوجوهم، لو أهدومهم يظلون ذولاك همه، والناس تعرفهم زين.