المنبرالحر

الأحتلال التركي حجر الزاوية في تحديد أصالة القوى الوطنية العراقية / د. رمزي توماس

بادئ ذي بدء ينبغي من جميع الكتل والأحزاب السياسية العراقية ومنظمات المجتمع المدني العاملين على الساحة السياسية العراقية أن تحدد وتعلن موقفها بشكل صريح وعاجل من أنتهاك سيادة وأستقلال العراق من قبل الجيش التركي الغازي ، والموقف من الأحتلال التركي يعتبر بحد ذاته حجر الزاوية لوطنية وأصالة هذة القوى العراقية ، حيث آن الآوان لتحديد موقف وطني عاجل من الغزو التركي ، وكلنا نعرف حق المعرفة بأن للأتراك ولاسيما الحزب النازي الذي يقوده طيب أردوغان الذي يمثل أسلام أمريكا والغرب ، بأعتبار تركيا عضو في حلف الناتو وتحمي المصالح " الحيوية " للجنوب الجغرافي للحلف ، نعرف بأن لهم أطماع بضم محافظة نينوى الى تركيا ، هذة الأطماع العثمانية العفنة ، ورغم قلة عدد الغزاة ( 150 ) جندياً إلا أن هدفه خلق موطئ قدم للغزاة الآخرين هذا من ناحية ، ومن ناحية ثانية أن دخول الغزاة الأتراك وتزامن دخول قوات برية أمريكية لهي لعبة خطيرة لتمركز الدواعش الأوغاد في العراق بعد أن تكبدوا خسائر كبيرة في سوريا من جراء القصف الجوي الفعال لطيران الجيش الروسي ، علماً بان عمر الأزمة السورية والمنظمات الأرهابية ( النصرة والقاعدة والدواعش وغيرهم من المنظمات الأرهابية المجرمة ) تجاوز خمس سنوات و " تضامنت " أمريكا و69 دولة لمكافحة الأرهاب في كل من سوريا والعراق منذ أكثر من عام ، وكل ذلك لم ولن يحرروا شبراً من الأرض التي أحتلتها هذة المنظمات الأرهابية في كل من سوريا والعراق لا بل زادت مساحة الرقعة التي يحتلها داعش الأرهابي أكثر ، في حين أن عمر تدخل الطيران الروسي في سوريا بطلب شرعي من الحكومة المركزية لم يتجاوز الشهرين وخلال هذة الفترة القصيرة نسبياً أستطاع الجيش السوري أن يحرر مساحات واسعة ومدن عديدة من سيطرة الأرهابيين ، أما في العراق لولا الجيش العراقي الباسل والقوى الجوية العراقية والحشد الشعبي والشرطة الوطنية والعشائر والبيشمركة الأبطال، لو لاهم لما تحررت المدن والقرى ومساحات تقدر بأكثر من ربع المساحة التي أحتلتها داعش الأرهابي ولازالت هذة القوى تقود معارك ضارية مع الأرهاب الداعشي المتقهقر تدريجياً .
في حين يشن طيران التحالف الدولي بقيادة أمريكا غارات يومية منذ أكثر من عام ضد مواقع الأرهاب الداعشي من دون أية فائدة أو تحرير مدينة ما ، بسبب عدم جدية هذة الطلعات وأحياناً تدعم قوى الأرهاب بأنزال مساعدات عسكرية وغيرها بحجة خطأ في الرصد وتشخيص مواقع العدو .
علماً بأن إعاقة عملية تصدير النفط الخام الغير الشرعي من سوريا الى تركيا تعتبر أحدى أهم المبادئ التي تهدف الى عملية تجفيف منابع الأرهاب ، لذا تحاول تركيا بفتح قنوات لنقل النفط المستخرج من سوريا مروراً بالعراق عبر الحدود الى تركيا وقد تكون هذة القوة الغازية لحماية صهاريج التي تقدر أعدادها في مدينة سلوبي الحدودية التركية ب 3000 صهريج ، ونتمنى أن تضع حكومة الأقليم يدها على هذا الطريق وضبط عملية تصدير النفط من كردستان العراق بشكل يليق بحركة التحرر الوطنية الكردية التي سارت عليه قوى شعبنا الكردي المناضلة وقيادته الحكيمة ...
وهل التدخل السافر للقوات التركية في عمق الأراضي العراقية جاء تعويضاً للموارد المالية للدواعش الأوغاد والعائلة الأردوغانية المالكة في تركيا بعد أن فقدوا أكثر من 50% من مواردهم في سوريا من جراء قصف الطيران الروسي لمنابع النفط وآلاف من الصهاريج الناقلة للنفط ...؟
نعم ...أثبتت التقارير والوثائق المعززة بالصور بأن جميع الصهاريج البالغة عددها أكثر من 8000 صهريج تنقل النفط الخام المهرب والمسروق من سوريا الى تركيا بشكل غير شرعي ، ويعود ريع هذا النفط ( الحرام ) المقدر بثلاثة مليون دولار أمريكي يومياً الى كل من تنظيم ما يسمى بداعش الأرهابي وعائلة طيب أردوغان ، حيث تشتري تركيا سعر البرميل الواحد من النفط ب 10 دولارات من الدواعش ، قسم منه يستخدم للأستهلاك المحلي والقسم الأكبر تصدره تركيا عبر موانئها الى الخارج مقابل سعر البرميل الواحد حوالي 50 دولاراً ، هذة التجارة الرابحة على حساب شعبنا الشقيق في سوريا من جهة ، وهو بمثابة مورد مالي كبير لدعم الأرهاب الداعشي وباقي المنظمات الأرهابية الأخرى كأحدى مستلزمات مواصلة وديمومة آلة القتل الجماعي ...
ومن الجدير بالذكر أن المنطقة التي تمركزت فيها القوات التركية الغازية هي ضمن تواجد بنات وأبناء شعبنا العراقي من الإيزيدين والمسيحيين والشبك وغيرهم ، وربما جاء ذلك من أجل إستكمال المخطط الذي بنيت علي أساسه المنظمات الأرهابية ، وبهذة الحالة ستكون الضحايا الأوائل لهذا المخطط الأجرامي من أهل المنطقة وضواحيها ، وهنا لابد أن نربط هذا المخطط بموضوع القديم - الجديد بإخلاء المنطقة من هذة القوميات والطوائف الصغيرة ، تهيئة وإعداداً للضيوف القدماء - الجدد ليحلوا محل السكان الأصليين الذين يقطنون المنطقة منذ آلاف السنين...