كان صديقنا الدكتور استاذ القانون الدولي يشرح لنا في جلستنا بعض فقرات من المواد التي نحن بحاجة لمعرفتها هذه الايام رغم اختلاط الحابل بالنابل. سألته وانا انظر خلسة الى (عبيد آل مبارك) عن المعاهدات الدولية التي تعقد بين بلد وبلد ومدى استمرار صلاحياتها في التقادم الزمني، وهل من الممكن ان كانت فاعلة هذه المعاهدة، اضافة فقرة او اثنتين لها عند الضرورة القصوى.. انتبه الرجل وقال تقصد معاهدة الصداقة والتعاون بين العراق والاتحاد السوفيتي آنذاك، قلت: نعم. قال: لا شيء يمنع من احيائها او عقد معاهدة جديدة للتعاون والدفاع المشترك في هذا الظرف الذي نحتاج فيه الى صديق غير غادر يقف معنا في الظروف الحرجة.

ابتسم عبيد بخبث وهو يردد:

آنة الچنت اخوف.. خفت يا حيف

ولذت بالچانوا ايلوذون بيه

اشعرني هذا الرجل بالغضب والاحراج وهو يقطر سماً وخبثاً. في طيات كلماته معانٍ اكثر ما تكون مضامينها مبنية على الاستفزاز والتشفي..

قلت: يا عبيد كلنا نمر بحالة كحالتك الخائبة هذه ولكن لا بد من التماسك والصبر والعمل. لقد قلت يوماً..

منايانه غفل والدنيا غداره

وفواتحنه كثرت والدمع يتجاره

وشارتنه الگبل تحرگ بسابع صوب

هسه احنه النخاف اتلوحنه الشاره

وطن چان اليمسه ايموت گبل الموت

وعلى هاي النوامر كبروا ازغاره

وچان اليشتهينه اندگ عليه الباب

ونخلي اعلى راسه الفشگ گباره

وچان الموت يصفن من يريد ايعيل

ومن تصرخ ابوجهه ايبدل افكاره..

فنحن هكذا دائماً يا عبيد، ولكن لكل حدث حديث والاوطان تمر بمحن وكبوات نتيجة سوء القيادات او اختلاف الغايات وكثرة الرغبات واغراء الدولارات وحب الذات والفلل والشاليهات وتعدد الصفقات وحصص العمات والخالات وسرقة المليارات. فلا يقتل الاوطان إلا ابناؤها والا من اين جاء غورباتشوف، وايهم السامرائي، وفلاح السوداني، وووو، أليسوا ابناء اوطان لها شأن كبير، فأنهكوها كما يفعل ابناء العقرب.

لقد عهدتك يا عبيد متفائلاً ولا تشكك بقدرة شعبك.. ألسنا ابناء الاماجد الذين لقنوا الاستعمار مرارة الهزيمة والذل؟ ألسنا ابناء من اعتلوا المشانق بكبرياء الرجال؟ ألسنا ابناء من قال:

بيه خير ويچثر عسكر وريلات

اسواريه وبياده وفوگ طيارات

ابعزم الله وعزم حيدر ابو الحملات

يتجسم وطروح انشيله