المنبرالحر

نواب عقولهم عند رؤوساء كتلهم وجيوبهم في مجلس النواب / حيدر سعيد

افرزت الأنتخابات النزيهة (للكشر ) !! برلماناً تتحرك اجساد النواب داخله بلا ارادة ، لانهم ارتهنوا الى عقل الكتل التي ينتمون اليها ، والتي غدت تفكر نيابة عنهم ، اي اختطفت شخوصهم ، وقزٌمت شخصياتهم ، فاصبحوا يديرون ظهورهم الى الشعب لابل حتى الى من انتخبهم ، وينظرون بعين واحدة الى مصلحتهم وما يريده رؤوساء الكتل ، وبذلك صاروا يتحركون كما ادوات الشطرنج في رقعة تحددت ابعادها بمجلس النواب .
من هنا فمجلس بهذه المواصفات لا رأي لنوابه ، يشكو الأعاقة ، تجمدت الدماء في عروق نوابه وفقد القدرة على الأحساس ، الا بما يتعلق بمصلحة ( الهوامير) من المتنفذين ، اما مصلحة الكادحين وحفاة الشعب وعراته ، فهي منسية في قاموس هؤلاء البرلمانيين وكتلهم ، ولم يدركوا بعد ان عجلة الاقتصاد الوطني لايمكن لها ان تدور الا بعرق وشقاء وكد وكدح هولاء الكادحين المخلصين ، الذين كانوا دائماً من اوائل المتصدين لأعداء وطنهم وشعبهم ، فمنهم ومن ابناءهم يتم تاليف الجنود والقوى الشعبية للدفاع عن الوطن ، ليكونوا كباسقات النخيل حتى وان سقطت يبقى جذعها غائراً في اعماق التربة ، وتجربة اليوم ضد داعش اثبتت تسابقهم الى التطوع والقتال ضد الارهاب، تلبية لنداء الوطن دليل على مصداقية انتماءهم للوطن ، والتمسك بهويتهم الوطنية دون سواها ،ومن هذا المنطلق كانت دعوة المرجعية الرشيدة الوطنية التي عبئت الشارع لانها لامست وطنيتهم كعراقيين دون تمييز ، وبذلك عطلٌت اجندة دعاة الطائفية المقية ، وسدت الطريق على المتصيدين من الكتل المتحاصصة ونظامها البائس المازوم الذي يتكاثر بالانشطار لينتج الازمات ، ويخلق امام فرسان المحاصصة الفرص لنهب البلد وافقار الشعب ، وهذا ما اكدت على مخاطره القوى الوطنية والديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني التي تحرص على وطنها وشعبها وتعتبر الدفاع عن حقوق الفقراء والكادحين واجب وطني مقدس ،وعلى البرلمانيين ان يدركوا ان بنوك الوطن وشركات انتاج النفط والمصانع تنبض بالحيوية والنشاط بفعل قوة عمل و عرق الكادحين
ان تضحيات ابناء الشعب عبر تاريخ مقارعة التسلط والدكتاتورية يشهد لهم بذلك ، لكن وبغفلة من الزمن يقفز تجار السياسة ليتصدروا المشهد السياسي ، مسخرين موارد الدولة لمصالحهم الذاتية ، غير آبهين بما سيؤول اليه الوطن من تدهور أرضاءاً لمصلحة المتنفذين من الكتل ورؤسائها ،وما التظاهرات الشعبية السلمية، الا رداً على ماوصلت اليه الحالة المأساوية في البلد وعلى جميع الأصعدة السياسية والأقتصادية والأجتماعية والخدمية ، وفي نفس الوقت تصويت شعبي عارم ضد نظام المحاصصة وما سببه من ازمات وكوارث كان في مقدمتها دخول الارهاب وسيطرته على اجزاء مهمة من الوطن ، واستفحال الفساد وغزوه لكل مفاصل الدولة وغياب الخدمات الضرورية كالكهرباء والماء الصالح للشرب .....الخ بالوقت الذي لانجد صدى لهموم الشعب ومعاناته في مجلس النواب ( ممثلي الشعب ) !! ، الذي يغرد بعض اعضاءه خارج الوطن، حيث الاجندات الأقليمية والدولية !!وفي هذا السياق نجد دعوات البعض الى التهدئة مع ( الجارة تركيا ) ! وتصوير النظام التركي على انه جاء لمساعدة( الجارة العراق) وليس غزو اراضيه ( بحجة خطر داعش!! ) الذي لم يكلف نفسه بسد المعابر بوجهه طيلة هذه الفترة !!ثم بيان (كتلة متحدون) المرحبة بالحلف العسكري الاسلامي الجديد الذي عنوانه (محاربة داعش )! بزعامة السعودية المتهمة بدعم الارهاب،!! وبتنسيق مسبق مع الأدارة الأمريكية ،والداعي من العراق الأنضمام اليه ،(الذي استثني اساساً )!!الا رسالة طائفية تضامنية تضاف الى الرسائل الاخرى! ، تنفرد بها كتلة متحدون وكأنها على علم مسبق بهذا الحلف ذو الصبغة الجديدة المعلنة بالتدخل العسكري ، الغير معرفة بالقوى التي تحشد للقتال وانتماءاتها ، والذي لايعرف ببواطنه وبنوده واهدافه الا لمن كان الاقرب الى هذا التوجه التحالفي الطائفي !! والذي يريد القول للقائمين على هذا الحلف العسكري ( سيروا ونحن من وراءكم ) !!