المنبرالحر

الاسبوع العالمي للوئام بين الاديان / محمد حسن السلامي*

اقرت الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها 65 سنة 2010 ان يكون الاسبوع الاول من شهر شباط من كل عام اسبوعا عالميا للوئام بين الاديان وكان رقم القرار 5/65 والمنطلقات لهذا القرار قد اخذ نواحي فكرية متنوعة مثل :
- نشر ثقافة السلام
- تعزيز ثقافة اللاعنف
- تعزيز التفاهم الديني والثقافي والانسجام والتعاون بين الثقافات المتنوعة
- برنامج عالمي لتعزيز الحوار بين الحضارات ( على النقيض من صدام الحضارات )
- تشجيع الحوار والتفاهم والتعاون بين الاديان والثقافات من اجل السلام
- ضرورة العمل من اجل التحالف بين الحضارات
- القضاء على جميع اشكال التعصب والتمييز القائمين على اساس الدين والمعتقد
تلك اعلاه اهم المباديء التي استند اليها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 5للدورة 65 وتلك المباديء كانت قرارات ايضا اتخذتها الجمعية العامة منذ سنة 1999
لقد شهد وعانى العالم والبشرية الكثير من الحروب التي اتخذت الطابع والتحريض على اساس الاختلاف في العقائد الدينية التي ترسخت كثقافات متنوعة لدى المتعصبين الذين ولدوا الكراهية بين اتباع الاديان المختلفة منها على اساس التعصب للاديان السماوية وعدم الاعتراف بالاديان غير السماوية ، كذلك على اساس علو اديان لاحقة على الاديان السابقة مثلا ،
إن البشر اتباع الاديان المختلفة من اجل العيش المشترك الذي تفرضه الحياة لابد من فهم حقائق تتعلق ان الاديان لها مشتركات اخلاقية مثل المحبة والتسامح والقبول بأن الخالق لهذا الانسان والعالم واحد والانسان وجد للإعمار ولا يمكن الغاء الاخر مهما ازدادت الحروب باسم المقدس الديني او المذهبي ، كذلك ان الحروب بما تسمى المقدسة هي اساس المصالح السياسية وليس مصالح المجتمعات المتعايشة .
اجد ان الاديان التي تخلق الكراهية والتعصب لذاتها والعداء للآخر بلا مستقبل لافكارها حيث ان الاقتصاد العالمي المتداخل والسياسات التنموية التي تدعو لها الشعوب لا تتعلق باتباع دين معين ، ولا توجد دولة من دين واحد لذلك ان المشتركات اقوى في خلق مباديء العيش المشترك والمصالح لتحسين المستقبل للأجيال القادمة والتي ستسود العالم ، وعلى هذا الاساس تموت فكرة صراع الحضارات ، وتنتعش فكرة الحوار والتعاون بين الحضارات التي لا يمكن اعتبار ان الفكر الديني المنبع الوحيد اوالثقافة الدينية لوحدها ، بل احدى مكونات الحضارات هو المكون الثقافي الديني بل لا يمكن الحديث عن الاختراعات القديمة على اساس ثقافة دينية ، كذلك الاختراعات والتطورات العلمية الحديثة لا تتعلق بالثقافة الدينية .
اما في العراق فإن التعصب والتصور بامتلاك الحقيقة الاسلامية لدى طائفة او مذهب من المذاهب او دين من الاديان قد هدم بناء اجيال سابقة تعايشت وقدمت للحضارة البشرية الكثير ، فإن الاراميين قد ترجموا ما انجزته الحضارة اليونانية وان الحروب في هذه البقعة الجغرافية من العالم قد شهت التعصب والكراهية للآخر لكن المسيحية مثلا بعدما انتقلت الى اوربا قد شذب تعصبها الفكر التنويري خلال القرن الثامن عشر والقرن التاسع عشر وعدم امتدادها في سياسات الحكومات ؛ مما يعني ان مشكلة الشرق لم يتنور الفكر الديني وان عدم الاعتراف بالاخر يؤخر التنمية البشرية ويزيد في هدر الموارد حيث ما زالت ثقافة التعصب والكراهية للآخر لم تتلطف بافكار انسنة الدين واعتبار الاعتراف والحفاظ على الانسان كباني ومعمر للأرض وبالتالي لا بد من نشر ثقافة الوئام بين الاديان كافة السماوية وغير السماوية من اجل الاعمار والتنمية في اسبوع الوئام بين الاديان .
*جمعية المواطنة لحقوق الانسان