المنبرالحر

المرأة العراقية.. حياة شاقة وتهميش دائم / محمد موزان الجعيفري

منذ ان فتحنا اعيننا على الدنيا ونحن نرى امهاتنا واخواتنا وبناتنا وهن يعانين متاعب الحياة ويتحملن مسؤولية كبيرة تفوق احيانا مسؤولية الرجل خاصة في المجتمع الريفي فتصبح الاعباء اكبر واكثر ما بين اوضاع الاطفال وتربيتهم وواجبات البيت اضافة الى امور اخرى تتعلق بالعمل في الحقل وتربية المواشي واعمال اخرى مثل (الطحن والجرش وجمع الحطب) في ظروف كانت المكننة لم تصل الى العراق بشكل كاف للقيام بهذه الوظائف اضافة الى ظروف لا تتوفر فيها الخدمات الصحية والماء الصافي وتنتشر فيها الامية بنسب اكبر من الذكور وتنتشر حالات الوباء وامراض الاطفال كالشلل والحصبة والبلهارزيا والالتهاب الرئوي وغيرها من الامراض الاخرى التي تصيب المجتمع من دون استثناء كالاوبئة وانعدام رعاية الامومة والطفولة وصعوبة الولادة وكثرة الوفيات وعسر الولادة .
ان المراة العراقية واجهت حياة شاقة خاصة في زمن الحروب فلا تجد زوجها في البيت ولا تجد الولد وعليها القيام بكل شيء فهي الام والزوج والابن والاخ فاعطت الكثير من وقتها وجهدها لتسيير عجلة الحياة في البيت او المجتمع من خلال مشاركاتها في العمل والانتاج وغالبا ما تـُـفجـع بعزيز لها من زوج او ابن في حياة صعبة ، حياة تغيب فيها الحكمة والعدالة فمثلما تعاني اضطهاداً اجتماعيا فأنها تعاني الاضطهاد السياسي والتهميش وعلاقات يتحكم فيها الرجل وانعدام منح الفرص كما انها تخسر الكثير جراء السياسات القمعية للعهود السابقة فتراها تقدم ابناءها قربانا لطريق الحرية والكرامة وتقوم عند فقد زوجها او سجنه بدور المعيل للاطفال وشؤون البيت ويكون دورها الام والاب والمعلم للاطفال كما ان البعض منهن يسجن ويعتقل لاسباب سياسية لا مبرر لها على خلفية احد افراد الاسرة او اشتراكها في تبني لراي مخالف لراي الحاكم
وعلى الرغم من معاناة المراة العراقية وبالرغم من التغيير الذي حصل ، فما زالت تعاني التهميش وضعف الرعاية الطبية اضافة الى العلاقات العشائرية المتخلفة التي تنظر الى المرأة بشكل دوني وحالة الفقر وما ينعكس عليها من امور تتعلق بالسكن والتعليم والصحة وضعف الخدمات وعدم توفر الامن وغياب الكثير من الازواج عن مشهد الحياة اليومية بسبب الاعتقال او المشاركة في جبهات القتال او الهجرة والتهجير وغياب فرص العمل لها ولزوجها ولاولادها وبناتها بالرغم من ان بعضهن يحمل الشهادات الجامعية.
اضافة الى ماتقدم، فان المراة تعاني ايضا سوء المعاملة من قبل الرجل وعدم توفر الفرص المتكافئة في اختيار الزوج وصعوبة الظروف الزوجية وكثرة المشاكل بسبب ظروف الحالة الاقتصادية وارتفاع مستوى البطالة وعدم توفر السكن الملائم ما ادى الى فشل الكثير من الزيجات والنتيجة نسبة عالية لايستهان بها من حالات الطلاق التي يكون مردودها اكثر سلبا على المراة، لذا يجب الاهتمام بوضع المراة العراقية واعطاؤها حقوقها المشروعة وانتشالها من هذا الواقع المرير ومنحها الاستحقاق الذي تستحقه بوصفها اكثر من نصف المجتمع واما مضحية وزوجة مثابرة واختا مكافحة ومناضلة وان نضعها في المكان الذي يليق بها ليكون لها دور فاعل وحيوي في تقدم المجتمع.