المنبرالحر

السياسة الامريكية والفوضى في الشرق الأوسط المضامين والاهداف / ا.د حاكم محسن محمد الربيعي

اتخذت الولايات المتحدة الامريكية دخول الجيش العراقي الى الكويت ذريعة لتحقيق هدفين أساسيين هما ضرب العراق وتدمير بنيته الاقتصادية والعسكرية وهذا ما حصل عام 1991 ومن ثم فرض حصار جائر الحق الضرر الكبير بمفاصل الحياة عامة وفي كل المجالات في العراق وانتهى ذلك باحتلال العراق وزرع الفوضى العارمة وزرع الإرهاب فيه وهذا ما قاله بوش الابن الذي قال سينقل الإرهاب الى العراق وفعلا فعل ساندته بعض دول الجوار التي سهلت دخول الإرهابيين من أفغانستان ومن دول عربية في شمالي افريقيا والمرتزقة من كل مكان في العالم، ما أدى الى تفاقم الوضع الأمني في محافظات العراق ومدنه المختلفة والهدف الاخر هو التواجد العسكري في المنطقة وبذلك حققت أمريكا هدفين أساسيين، تراجع العراق عقود الى الوراء وهذا ما أراده الكيان الصهيوني, وتواجدها العسكري في المنطقة وتدخلاتها المستمرة في الشؤون الداخلية لدول المنطقة وقد ترتب على هذه التداعيات, ظهور الحراك الشعبي في بعض الدول العربية المتمثلة في تونس، مصر، اليمن، ليبيا، سوريا، البحرين وجميع هذه الدول كان الانفاق فيها على الدفاع يفوق الانفاق على الخدمات عدا مصر, وما يجري في سوريا وليبيا واليمن,سوريا التي تستمر فيها الحرب بين الحكومة والجماعات الإرهابية منذ خمس سنوات وحل في سوريا الخراب بدعم واسناد من دول محسوبة على أمريكا عربية واجنبية, ومنها تركيا التي دعمت وتدعم الإرهابيين بالسلاح وبشراء النفط بأسعار زهيدة، و ما حصل في مؤتمر جنيف من تدخلات دول عربية تعمل بالنيابة عن أمريكا والكيان الصهيوني الذي يتفرج على ما يجري في المنطقة ويقوم بين الحين والأخر بضرب بعض المواقع السورية اخرها اغتيال سمير القنطار عميد الاسرى الفلسطينيين وليس هناك من يعترض على قيام الصهاينة بضرب سوريا بل ان بعض من يسمون انفسهم محللين يلومون سوريا لماذا لا تضرب الكيان الصهيوني ولماذا لا تحرر الجولان وجميع هؤلاء هم يعملون بتوجيهات من أمريكا ويعلمون ان تحرير الجولان ليس بالأمر الهين لان الكيان الصهيوني لديه ترسانة من الأسلحة, فهل تستطيع سوريا لوحدها تحرير الجولان وهي المشغولة بمقاومة الإرهابيين الذين كانوا ومازالوا قوة لا يستهان بها وهذه الجماعات تحصل على الدعم المستمر من دول عربية ومن تركيا، بدلا من ان تقوم هذه الدول بمساعدة سوريا بالرد على الكيان الصهيوني او تحرير الجولان او الرد على تدخلاتها بين الحين والأخر، والسؤال الذي يطرح نفسه لو كانت هذه الدول مكان سوريا, هل تستطيع ضرب الكيان الصهيوني منفردة، ام لا بد من ان يتحد العرب كقوة موحدة وهذا بعيد التحقق في الظروف الراهنة لا سيما ان هذا الكيان يتبادل العلاقات الدبلوماسية على مستوى سفارة مع دولتين جارتين احداهما اكبر الدول العربية من الناحية العسكرية, ولا ينصاع لا الى اتفاقات او تعهدات ولا يخشى احد، لا للأمم المتحدة ولا لغيرها،وقد مضى على زيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات الى فلسطين المحتلة اكثر من 38 عاما، اعتقد البعض ان تلك الزيارة بادرة لحل القضية الفلسطينية ولكن الامر لم يكن كما توقع البعض بل ان هذا الكيان يستهتر بكل القوانين والمعاهدات الدولية والقيم الإنسانية، كما يقوم الكيان الصهيوني بين الحين والأخر بضرب غزة وبدعم امريكي وبريطاني ومن دول غربية أخرى واليوم وبعد افشال مؤتمر جنيف 2 ظهرت دعوات من اطراف عربية، لم تنظم شؤونها الداخلية ولم تستطيع تحقيق عدالة اجتماعية في توزيع دخولها الوفيرة بل تعرضت الى ازمة مالية بعد انخفاض أسعار النفط، تدعو هذه الدول الى تدخل بري في سوريا ،ودول خليجية أخرى تساند هذا الرأي ولكنها تطلب ان يكون ذلك برعاية أمريكية، لكن هذه الدول نفسها أسهمت في قمع الجماهير التي تظاهرت في واحدة من الدول الخليجية ’ وتدخلت عسكريا وقضت على التظاهرة ’ لكنها تدعو وتشجع الى التظاهر في دول أخرى ونحن أيضا ندعو الى التظاهر في الدول غير الديمقراطية او فيها كما تسميه ديمقراطية ولكنها شكلية، وفي بعض هذه الدول،الديمقراطية غائبة تماما وفيها تمييز بين أبناء شعبها، ان التدخل البري المقترح في سوريا نواياه غير سليمة النية، وانه طائفي ويدخل في خدمة الكيان الصهيوني، أ ليس الاجدر بهذه الدول التي تريد التدخل في سوريا ان تحمي غزة من الكيان الصهيوني او الاعتداءات المستمرة لهذا الكيان على دول عربية بين الحين والأخر، فالسياسة الامريكية التي تسوس المنطقة تعمل وباستمرار على زرع الفوضى ليبقى العرب مشغولين في شؤونهم الداخلية وعدم استقرارها ومكنت داعش من احتلال أراضي في العراق وسوريا وبدعم عربي وتركي وهذا يسهل للولايات المتحدة التدخل بحجة القضاء على داعش واخواتها للحصول على المال مقابل هذا التدخل، هكذا تعمل أمريكا للحصول على الأموال، خلق الازمات من اجل المال ومن اجل ان يبقى الكيان الصهيوني مأمون الجانب، وبالمال العربي ويحارب العربي بالمال العربي.