المنبرالحر

الاخوان ..... من نعمة الحكم الى غياهب السجن / د. مؤيد عبد الستار

بعد سنوات وعقود تجاوزت نصف قرن من الزمان عاش تنظيم الاخوان المسلمين خلالها حياة سرية / علنية ، حافلة بالعمل تحت الارض وفوقها ، في السجون والمعتقلات وفي المساجد والجوامع ، في القرى والارياف ، وسط المدن المكتظة ، وعلى اطراف المدن الكبيرة ، قرب السلطة السياسية حينا ، وبعيدا عنها احيانا ، تمكنوا في جميع الاحوال كسب تعاطف ملايين البسطاء والفقراء من المواطنين المصريين الحالمين بالجنة الموعودة وبالجواري والغلمان ، في عملية تضليل كبيرة وواسعة مارسها قادتهم وزعماؤهم من على منابر المساجد و دهاليز الطرقات وكوى المغارات .
اقنعوا الملايين بانهم يحملون الاسلام بين جوانحهم وانهم البلسم الشافي لامراض المجتمعات المارقة التي اقتبست نور العلم وثقافة التمدن الغربي وصناعة الغرب الكافر ، فالاسلام هو الحل .
وما ان احتلوا كرسي الرئاسة وتبوأوا المناصب حتى قلبوا ظهر المجن للمواطنين الفقراء ، وعضوا بنواجذهم على مفاصل السلطة ، فاخضعوا القضاء لاهوائهم ، وفرضوا على الفن والفنانين رؤيتهم المتخلفة ، التي يدعون انها تمثل الاسلام ، بينما لا نجد في الاسلام ما يمنع الفن الجميل .
ومن الطبيعي ان لا تحسب الفنون الراقية على الممارسات الهابطة التي الصقها الجهلة بالفن واهله ، فالفن اسمى مما ينظر اليه المتزمتون ويعتقدون انه لهو فارغ وفساد فاضح ، على العكس ان من الفن لاية .
فارتباط النظرة الى الفن الهابط بفكر المتزمتين مرده الى ان عقولهم لا ترتقي الى درجة السمو التي يمتاز بها الفن الراقي ، ولذلك نجدهم يعدون فن الباليه لايختلف عن رقص الكباريهات التجارية ، وفن التمثيل يقابل لديهم الهزل الرخيص ، و الموسيقى في عرفهم قرع الدربكة السوقية .....وقس على ذلك من رؤية قاصرة للثقافة والفنون الجميلة عامة ، وهو ما جعل الفن اول ضحايا الاخوان بعد القضاء ، لاعتقادهم بانهم بامتشاق سيف الدين على الفن والقضاء يحكمون قبضتهم على المواطنين ويسوقونهم الى حتفهم دون اعتراض .
ولم يكذب الشعب المصري خبرا حين هب عن بكرة ابيه يصرخ في وجوه الاخوان ان اغربوا عن وجوهنا ..... وبين ليلة وضحاها توالت الملايين خارجة الى الشوارع تزيح اثقال الاخوان عن اكتاف الشعب المصري الذي صبر على الضيم والفقر والفاقة طويلا ، فما ان اضطر الجيش الى الوقوف مع الملايين حتى زال غبار الاخوان وانطمست جذوة نارهم الخادعة التي ارادوها قبسا من نار جهنم تحرق الناس لانهم يختلفون بوجهة نظرهم او دينهم او معتقدهم عنهم وعن ثقافتهم وبدعهم المتخلفة ... ولله في خلقه شؤون .