المنبرالحر

المؤتمر العاشر.. مهامه وطموحات الشيوعيين العراقيين (2-3) / فلاح علي

الموضوعة الثانية: واقع الطبقة العاملة العراقية
أولت وثيقة البرنامج أهمية استثنائية للطبقة العاملة وحقوقها وكرست بابا خاصا لشؤون العمال والشغيلة وحددت وجهة الحزب في النضال من اجل ضمان حقوق العمال والشغيلة، ومن ضمن ما جاء فيها : اصدار قانون جديد للعمل وتشريعات خاصة بالتنظيم النقابي والمهني بما يحمي حقوق العمال ومصالحهم الاقتصادية والاجتماعية، واصدار تشريعات بتمثيل العمال في مجال ادارة المشاريع والمؤسسات الاقتصادية والحكومية والغاء القرار 150 لسنة 1987 وقانون التنظيم النقابي للعمل رقم 52 لسنة 1987 وضمان الحريات النقابية للطبقة العاملة وحق العمال في الاضراب والتظاهر والاعتصام بوجه أية تجاوزات على حقوقهم ورفع الحد الادنى للاجور بما يتناسب وتكاليف المعيشة واقامة منظومة شاملة للضمان الاجتماعي ضد البطالة والاضرار الناجمة عن العمل...... الخ.
كل من يطلع على وثيقة البرنامج في جزئها الخاص بالطبقة العاملة وحقوق الشغيلة لا يكتفي فقط بأن يقف معها ويدعمها ويسعى الى تحويل هذه الوجهة الى واقع وانما يتوصل الى استنتاج ان الحزب يمثل مصالح العمال والشغيلة والكادحين.
لكن هنالك قضايا اساسية وجوهرية بحاجة الى إيلائها أهمية :
ارى من وجهة نظري ان هذه القضايا إذا تم تسليط الضوء والدراسة والاهتمام بشأنها، فأنها تشكل مستلزمات اساسية تمكن منظمات الحزب من توطيد جسور العلاقة مع العمال والنضال معهم في المعارك المطلبية والوطنية وتهيئ أرضية لمنظمات الحزب في اجتذاب العمال والشغيلة الى النضال في صفوف الحزب ولها أهمية في موضوعة التحالفات الطبقية والاجتماعية التي يحتاجها الشعب والوطن اليوم في الظرف الراهن الحالي.
ان من أهم القضايا الاساسية والجوهرية :
1- القيام بدراسة واقع الطبقة العاملة العراقية وهذه الدراسة تمثل مسحا عاما عمليا وميدانيا تحدد فيه مراكز القوة للطبقة العاملة، أي في اي قطاع اقتصادي واية منطقة جغرافية توجد القوة المؤثرة للطبقة العاملة وما هو حجمها..... الخ.
2- ارى ان هذه الدراسة ان تتضمن في المسح الاستبياني مجموعة من الاسئلة وهذه الاسئلة هي مهمة جداً في الاستبيان تمكن كل الحزب ومنظماتة من وضع خارطة طريق تساعد على نسج علاقة عضوية راسخة مع العمال في كل قطاع وما لهذه العلاقة من اهمية في النضال السياسي والجماهيري المطلبي والوطني والتنظيمي... الخ.
من هذه الاسئلة او التساؤلات من وجهة نظري على سبيل المثال : معرفة ما هو حجم او وزن الطبقة العاملة في المجتمع، وهل الظروف الاقتصادية والاجتماعية ودور الدولة..... الخ متوفرة الآن في البلد لتسهم في زيادة حجم او وزن الطبقة العاملة في التشكيلة الاجتماعية أو العكس. في اي من القطاعات والمؤسسات الاساسية في النشاط الاقتصادي تتمركز الطبقة العاملة، وما هي خارطة توزيعها في المحافظات؟ مثلاً هل تتمركز في قطاع او مؤسسات النفط ومشتقاته من الصناعات او الكهرباء او السكك الحديد او في معامل اهلية او حكومية مثل الاسمنت او الغزل والنسيج.... الخ؟ وما هو حجمها في القطاع الخاص والقطاع المختلط وفي مجال الخدمات؟ ومعرفة مشاكلهم وحاجاتهم ومطالبهم على مستوى كل قطاع ونسبة من هم في عمل دائم بأجر ام في عقود مؤقته وهل إن أجرهم يتناسب مع مستوى المعيشة, ومستوى التعليم والتأهيل ونسبة الامية، وهل هنالك خدمات صحية واجتماعية للعمال، وهل يوجد ضمان لتقاعدهم او عند انتهاء عقودهم وهل البيئة ملائمة للعمل وشروطه الصحية........ الخ؟
وهناك سؤال مهم أو قضية مهمة في الدراسة هي معرفة دور وتأثير الحركة النقابية، من خلال معرفة العلاقة بين الطبقة العاملة والحركة النقابية أي ما هي نسبة الطبقة العاملة المنتسبة الى النقابات العمالية، وهذا يساعد على رصد الحركات الاضرابية وتفعيلها حسب كل فرع او قطاع من فروع او قطاعات الاقتصاد. وكذا معرفة نسبة العمال الشباب المنتسبين للحركة النقابية ومعرفة نسبة النساء العاملات المنتميات للحركة النقابية.
ان معرفة هذا الوزن من العمال النقابيين وتحريكه له دور في التوازنات الطبقية وفي المجتمع والصراع الطبقي. هنالك مسألة مهمة في الدراسة لواقع الطبقة العاملة وهي رصد ظاهرة الهجرة التي حصلت في المجتمع العراقي سواء الهجرة في الداخل نتيجة إرهاب داعش وهي هجرة مؤقتة، او الهجرة الى الخارج وما هي نسبتها بين صفوف العمال وبالذات الشباب منهم لامتلاكهم الكفاءات. وما هو تأثيرها السلبي على حجم الطبقة العاملة وعلى الحركة النقابية، والدراسة تتحمل الكثير من الاسئلة.
3- ان المعلومات الاحصائية لها اهمية ايضاً في تعزيز مصداقية الوثائق الحزبية وكذا ادبيات الحزب امام جماهير الشعب والقوى الوطنية والمؤسسات ومراكزالبحث الاخرى الداخلية والدولية وتعتبر مصدرا مهما يعتمد عليه.
ملاحظة : ان لا يفهم من ذلك انني أدعوا الى ربط وثيقة البرنامج المطروحة امام المؤتمر بهذه الدراسة الاستبيانية، لا وانما الدراسة الاستبيانية تعتبر احدى المستلزمات الاساسية المعلوماتية الاحصائية وكذا لأهميتها في النشاط العملي الميداني. بلا شك هنالك بعض المعلومات الاحصائية الدقيقة متوفرة لدى الحزب، ولكن واقع الطبقة العاملة بحاجة الى هذه الدراسة الموسعة، وتكون مصدرا لدى منظمات الحزب في الداخل.
الاستنتاجات من هذه الدراسة :
1- ان هذه الدراسة توفر معطيات دقيقة عن واقع الطبقة العاملة. وتساعد المنظمات الحزبية في العمل باتجاه خلق الانسجام والتواصل والتفاعل بين قطاعات الطبقة العاملة وتوحيد نضالاتها وتساهم في تعزيز وبناء وحدتها الطبقية البعيدة عن الانتماء الطائفي او القومي. اي ان الدراسة لها أثر ايجابي على النضالات المطلبية التي يساهم فيها الحزب الشيوعي وقوى اليسار والديمقراطية الذين لديهم امتدادات عمالية. وهذه الوجهة تعزز من التقارب ليس فقط من قبل قطاعات الطبقة العاملة وبناء وحدتها الطبقية وانما التقارب والتنسيق بين كل قوى اليسار والديمقراطية في العراق.
2- أرى ان هذه الدراسة تساعد في معرفة حاجات ومشاكل الطبقة العاملة في كل قطاع وبالتالي تعطي صورة واضحة لفهم واقع الطبقة العاملة في كل العراق. وهذه من وجهة نظري تشكل عناصر قوة في يد الشيوعيين تضايف الى قوتهم ونفوذهم قوى منظمة فاعلة ومؤثرة في المجتمع، في حالة اذا تمكنت منظمات الحزب من احتضان وجذب العمال الى صفوفها. وهذا يساعد ليس فقط على استنهاض الحزب وتجديدة وانما تمكنه من امتلاك الامكانيات الجماهيرية في الضغط والتأثير والفاعلية في المجتمع. وبأتجاه ضمان مصالح الطبقة العاملة وجماهير الشعب.
3- هذه الدراسة تساعد الحزب في امتلاك اجوبة ومعطيات دقيقة عن واقع الطبقة العاملة، وكذا تمكنه من معرفة دقيقة لطبيعة القطاعات الاقتصادية وظروفها. وعلى ضوء ذلك تتوفر امكانية افضل لتطوير برنامج الحزب وخططه وتوجهاته في مجال العمال والشغيلة وكذا في المجال الاقتصادي والاجتماعي.
4- ارى ان هذه الدراسة تمكن منظمات الحزب من تحديد أولويات العمل الحزبي، وبالتالي تتوفر إمكانية وضع خارطة طريق باتجاه العمال والشغيلة صاحبة الانتاج المادي في المجتمع فهذا التوجه سيكون له تأثير ايجابي على كل مواطن في المجتمع. وان هذا التوجه يسهم في إعادة التوازن إلى المجتمع ويسهل إقامة التحالفات الطبقية والاجتماعية.
5- ارى ان انجاز الدراسة عن واقع الطبقة العاملة من قبل منظمات الحزب ورفاقه، سيكون له أهمية ليس فقط من الجانب السياسي والجماهيري والتنظيمي العملي وانما تتسم أهميتها بالجانب الفكري ايضاً حيث من خلال العمل والنشاط والمعايشة تساعد العمال والشغيلة والكادحين في تحريرهم من الفكر الطائفي ومن فك أسرقطاعات واسعة من قبضة وهيمنة وتضليل أحزاب دينية متطرفة.
أخيراً في المؤتمر ستشكل ورش عمل ارى انه ممكن تشكيل ورشة خاصة بالنشاط العمالي تتكون من العاملين في المختصة العمالية والنشطاء في الحركة النقابية وبعض المعنيين والخبراء، وتقدم توصياتها الى المؤتمر بما فيها الدراسة الميدانية لواقع الطبقة العاملة وتحدد فترة زمنية لإنجازها.