المنبرالحر

النفايات في العراق ثروة اقتصادية معطلة / عادل عبد الزهرة شبيب

يشكل تجمع النفايات وتراكمها أخطاراً على البيئة والانسان,حيث أن تحللها يؤدي الى تسرب ما تحتويه من سموم الى مصادر المياه الجوفية أو السطحية ويؤدي أيضا الى تلوث التربة والذي يؤثر بدوره على النباتات وعلى دورة الطعام وتلوث مياه الشرب ومن ثم تكون خطراً على صحة الانسان وسلامته, وتشجع النفايات على تكاثر البكتريا والجراثيم والفايروسات والقوارض ومن ثم انتشار الامراض وتفشي الاوبئة الفتاكة . كما أن النفايات تبعث غازات ملوثة للجو تسبب مخاطر كثيرة على الانسان والنبات والكائنات الحية وتوثر على التنفس الى جنب انبعاث الروائح الكريهة, وان تراكمها بأكوام كبيرة يشوه القيمة الجمالية للمناظر الطبيعية التي يحرص عليها الانسان.
النفايات هي مواد زائدة وغير مرغوبة فيها، نفايات صناعية ونفايات منزلية ونفايات زراعية ...الخ. وبالنظر إلى هذه المخاطر فقد فكر الانسان في كيفية التخلص منها وتقليل تراكمها لذلك فكر في عملية تدوير النفايات التي هي عملية اعادة تصنيع واستخدام المخلفات سواء كانت منزلية أم صناعية أم زراعية لتقليل تأثير هذه المخلفات وتراكمها على البيئة , وتتم هذه العملية عن طريق تصنيف وفصل النفايات على اساس المواد الخام الموجودة فيها كالزجاج والورق والبلاستك والخشب والمواد الغذائية والالمنيوم والمواد الصلبة وغيرها واعادة تصنيع كل مادة على حدة .
بدأت فكرة تدوير النفايات اثناء الحرب العالمية الاولى والثانية حيث كانت الدول تعاني النقص الشديد في بعض المواد الاساسية مثل المطاط مما دفعها الى تجميع تلك المواد من المخلفات لإعادة استخدامها, وبعد سنوات اصبحت عملية التدوير من أهم أساليب التخلص من المخلفات وذلك للفوائد البيئية العديدة لهذه العملية. ولكن عملية تدوير النفايات هل هي أفضل الوسائل للتخلص من المخلفات ؟ فبمرور الوقت تم اكتشاف أن تكلفة اعادة التصنيع عالية بالمقارنة بمميزاتها والعائد منها, فالمنتج المعاد تدويره عادة أقل جودة من المنتج الاساسي مما يجعل عملية التدوير غير اقتصادية وفيها اهدار للطاقة , ولذلك فقد ظهرت بعض الافكار مثل استخدام الزجاج المجروش الموجود في المخلفات بدلا من الرمل أو استخدام المخلفات في توليد طاقة نظيفة, وقد تظهر في المستقبل بعض الافكار للتخلص من أكوام المخلفات بطريقة تحافظ على البيئة ولاتهدر الطاقة .
ولضمان حماية البيئة من كل المخلفات التي لا يمكن الاستفادة منها ويجب التخلص منها بالطرق الملائمة فقد تم الاعتماد على :-
1. الحرق لإنتاج طاقة حرارية تستخدم في عدة مجالات وللتقليل من حجم المخلفات النهائية مع ضرورة معالجة الغازات الناتجة عن عملية الحرق.
2. الردم باستخدام أماكن رمي خاصة يراعى فيها عدم الاضرار بالتربة او المياه الجوفية او الهواء الجوي .
وتعتبر سويسرا من الدول المتقدمة جدا في مجال اعادة تدوير المخلفات اذ تقوم بإعادة تدوير 50 في المائة منها والباقي يطمر صحيا وقسم يحول الى طاقة . ويعد السويسريون من أكثر الشعوب انتاجا للقمامة حيث ينتج المواطن السويسري سنويا 714 كغم من القمامة وهو ما يجعل السويسريين يحتلون المرتبة الاولى على المستوى الاوربي , ولدى سويسرا 29 مصنعا لحرق النفايات وتساهم في تزويد البلاد بالطاقة حيث بلغ انتاج هذه المصانع سنة 2006 ما قدره ( 1823 ) جيجاوات في الساعة اي ما يعادل 3,1 في المائة من الانتاج الاجمالي للطاقة الكهربائية في سويسرا .أما في ايطاليا فتدفن 63 في المائة من النفايات وفي اليونان 91 في المائة وفي بريطانيا 78 في المائة ويبلغ حجم النفايات للفرد الواحد في المانيا 638 كغم عام 2003 بينما في النمسا 610 كغم والسويد 471 كغم .
أما في العراق فبعد تجميع النفايات (والتي هي عملية فيها خلل كبير حيث أن نقص هذه الخدمة يدفع بالناس الى رمي النفايات في كثير من المناطق في الشوارع وفي الاحياء السكنية والجزرات الوسطية والساحات المكشوفة وهناك تقصير كبير للأجهزة البلدية في هذا المجال), تنقل بواسطة سيارات البلدية الى مراكز التجميع المؤقت ومن ثم تنقل الى مواقع الطمر المكشوفة بواسطة سيارات حمل. وقد انشئ مؤخرا في المحمودية معمل لفرز وتدوير النفايات على مساحة تبلغ 55 دونم حيث تتم معالجة النفايات وتحويلها الى سماد ومواد اخرى, وهناك محطة لفرز النفايات واخرى لمعالجتها كما توجد فرامات لفرم الخشب والاطارات ومعالجة الحديد. وتوجد في العراق مواقع الطمر المكشوفة (غير النظامية) كالعماري والصابيات في بغداد وغيرها من المواقع في المحافظات , حيث لا تتوفر مواقع للطمر الصحي النظامي.
ان ما ينتجه الفرد العراقي من المخلفات حسب تقارير وزارة البيئة يبلغ 0,85 كغم /يوم ,أي 306 كغم في السنة , وتنتج بغداد حوالي 8 ألف طن / يوم الى 10 الف طن /يوم .
المطلوب اليوم الاستفادة من المخلفات المختلفة اقتصاديا اضافة الى هدف حماية البيئة من خلال :-
1. توفير مواقع الطمر الصحي النظامية التي تتوفر فيها المواصفات والشروط البيئية كالتبطين والتخلص من الراشح بصورة سليمة واحاطتها بالأسيجة.... الخ من الشروط والخدمات الاخرى ,على أن يراعى عدم الاضرار بالتربة أو المياه الجوفية او الهواء الجوي .
2. فرز مواد النفايات وتصنيفها حسب مكوناتها وانشاء معامل لتدويرها واعادة تصنيعها كل على حدة آخذين بنظر الاعتبار قلة كلفة اعادة الانتاج مقارنة بالمنتج الاساسي لكي تكون عملية اعادة التدوير اقتصادية. ولإنجاح عملية التدوير ينبغي مراعاة وتحقيق المتطلبات البيئية والتقنية والاقتصادية العامة اضافة الى المتطلبات الفنية الخاصة بكل منتج .
3. انتاج الطاقة الحرارية عن طريق حرق النفايات والتي يمكن استخدامها في عدة مجالات وللتقليل من حجم المخلفات النهائية مع ضرورة معالجة الغازات والمخلفات الناتجة عن عملية الحرق . وبهذا يمكن المساهمة في حل جزء من أزمة الكهرباء .
4. عملية تدوير النفايات تساعد على المحافظة على الموارد وتقلل من الاستهلاك . *
ـــــــــــــــــــــــــــ
* عن ويكيبيديا .
- بحث شامل مميز عن اعادة تدوير النفايات .
- سويس انفو- اندريا طونينا / ترجمة عبدالحفيظ العبدلي (السويسريون والنفايات...)
- اعادة التدوير كأداة لحماية البيئة / د. اسامة نور الدين.
- وزارة البيئة/ الدائرة الفنية (ادارة المخلفات البلدية في العراق).