المنبرالحر

التربية الأسرية أساس قوي للوطنية / حسين علوان

تعد الأسرة واحدة من أهم ركائز التربية المكملة للمدرسة والمجتمع وحين نقول أن الانسان وليد بيئته فهي تؤثر به داخل محيطها شاء أم أبى وبذلك يتبلور سلوكه وتصرفاته بما تمليه عليه تلك البيئة فحين يولد الانسان في الريف سيكون متطبعا بعادات وسلوك وقيم هذه البيئة البسيطة والتي غالبا ما يسودها الجهل والامية والتخلف نظرا لعدم اهتمام الحكومات المتعاقبة بأريافها والاهتمام بأجواء المدينة وما تتطلبه من أدارة منشآتها بكل صنوفها فتجد فيها المصانع والمعامل والفنادق ودرور الحضانة والمدرسة والجامعة والكثير من مصادر المعرفة من مكتبات ودور سينما ومسارح ومنتزهات وحدائق ومنتديات ونوادي وجمعيات ثقافية كما ان غالبية المثقفين يتواجودن في المدن لتطوير مداركهم ومعارفهم
بما يتيسر من وسائل البحث والدراسات المتوفرة في المدينة في حين كل ذلك يفتقر اليه ابن الريف ( بالمناسبة انا اتحدث عن واقعنا العراقي ) فهناك ارياف في اوربا افضل بكثير من مدننا بما موجود فيها من تقدم علمي وتطور عمراني وهذا ناتج عن وعي الدولة في خططها الاستراتيجية لتنمية الارياف وجعلها لا تحتاج احيانا إلى المدينة بتوفير كل المستلزمات التي يحتاجها السكان وبما يوازي عملها في المدن هكذا تعمل الدول المتطورة والمهتمة بإنسانها .
فالاسرة هنا هي البوابة الاولى الى عالم الحياة فحين تكون الاسرة واعية وذات مستوى تعليميا معينا وايضا ذات ميول وطنية تجاه بلدها تكون التربية الاولية قد بنيت بشكل واساس جيد فتعد الاسرة طفلها وتهيئ له مستلزمات المعرفة والوعي وتغذيه بأوليات حب العائلة من الاب والام وان كان الجد او الجدة موجودين بينهم تغرس في دواخل هذا الطفل حبه واحترامه لهم بطرق تربوية وتسود العلاقة بينه وبين الجميع المتابعة والضبط وتصحيح الاخطاء وكيفية تجاوزها وبذلك تكون الاسرة بمراقبتها أطفالها قد حصنتهم من الانزلاقات التي ستواجههم وهم يتوجهون الى مدارسهم وبعدها الى التعايش مع افراد المجتمع ابتداء من الشارع الى المدرسة ثم الجامعة والوظيفة وبناء عالمهم الخاص بهم بعد ان يكون له مورد اقتصادي يستطيع به بناء عالمه الجديد الى هنا تكون المتابعة الصحيحة للأبناء ضرورية بل مهمة اساسية وعدم تركهم نظرا لما طرأ على مجتمعنا من اختلالات اخلاقية وسادت فيه عادات دخيلة تنذر احيانا بالخطر ليس على الابناء بل على الجميع نتيجة التردي الذي يشهده قطاع التعليم بحيث ان طلبة في الكليات لا يفقهون شيئا من العلم والمعرفة بل هم ( أميون ) بحق نتيجة الفساد المستشري في كل مفاصل الدولة دون استثناء.
إن مهمة الاسرة ليست بالسهلة في التربية وهذا يتطلب من الوالدين ومن معهم وضع برامج وخطط للمتابعة التربوية وتعليمهم ( أي الاطفال ) عن كل ما هو فضيل وجيد ومقبول ونهيهم عن كل مسميات الرذيلة في تصرفاتهم سواء في البيت او خارجه ولا يكتفي بذلك اطلاقا بل الاستمرار في المتابعة وزيارته المدرسة وحضور اجتماعات الاباء والامهات مع ادارات المدارس والوقوف على المستوى العلمي للطفل واحتياجاته الضرورية وتوفيرها له واشعاره ان هناك اهتماما به كي يواصل الجد في الدراسة والتفوق وبذلك نكون قد ضمنا رجلا صالحاً للمستقبل.