المنبرالحر

تعلم اللغة عند الطفل / د. موحان لعيبي

ان حل مشكلة تعلم اللغة العربية ابتداء من رياض الاطفال امر بالغ الاهمية ولا بد من استغلال القدرة الفطرية الهائلة لاكتساب اللغات عند الاطفال قبل سن السادسة واكسابهم اللغة العربية الفصحى ومنع المعلمين من التكلم داخل الصف في اللغة العربية العامية حتى يفهم معاني اللغة العربية مستقبلا ولا يحتاج الى (درخ) المادة الدراسية او الى المدرس الخصوصي، فربما العائلة لا تستطيع توفير المال لذلك، وخاصة العوائل الفقيرة. ومن هنا تأتي الزامية رياض الاطفال ومجاناً وهو ليس بالامر الصعب على الدولة ان ارادت ذلك، وحتى يكون ذلك امتداداً الى الزامية المرحلة الابتدائية والمتوسطة دون تسرب وربط محو الامية بفتح مراكز لها اكثر مما موجود وخلق المحفزات لذلك.
ان المرحلتين ما قبل سن السادسة مخصصتان لاكتساب اللغة والمعرفة لامكانيات خلايا المخ على الكسب السريع وتوظيفها في التفاعل بينما ما بعد سن السادسة يحتاج الكسب الى جهود من المعلم ومن الطفل واطالة في الوقت ومن خلال تدريب المتعلم يتم كسب المعلومات، لذا يجب استغلال القدرة الفطرية لدى الاطفال من 3- 6 سنوات لاكسابهم اللغة العربية الفصحى وبناء العملية التربوية وان فشلت المدرسة الابتدائية في تعليم الطفل اللغة العربية فانها تكون قد فشلت في تحقيق اهم جوانبها لان اللغة هي الوسيلة للتعبير عن افكار ومعتقدات التلاميذ شفويا وكتابيا، وبهذا نكون قد عالجنا اهم اسباب الرسوب في المرحلة الابتدائية، وحتى نكون على مستوى افضل من حيث اللغة يجب اعداد وتدريب معلم اللغة العربية في الابتدائية بشكل خاص وفتح المجال امام التلاميذ للتعبير عن آرائهم خلال درس اللغة العربية والدروس الاخرى. وعلى المعلم ان يستخدم الطرق الحديثة مثل الطريقة الحوارية او المناقشة وغيرها في الدرس وضبط القواعد النحوية. ان مشكلات اللغة تتعلق بالمعلم والمنهج والمجتمع والتلميذ. ويجب على الكل ان يتكلم اللغة الفصحى وفي حال فشل التلاميذ في اللغة فهذا الفشل يرتبط بالتحصيل الدراسي وخاصة في الصفوف الثلاثة الاولى من المرحلة الابتدائية.
اثر عوامل السمع والبصر على تعلم اللغة عند الطفل
ان المنطقة الاكثر صعوبة في اعاقة التعلم تتضمن ضعف الادراك السمعي والبصري. ان الذي لديه اضطراب في العملية السمعية يجد صعوبة في فهم الدروس في المدرسة او التوجيهات. وهناك اختلاف بين طفل يولد مصاب بفقدان السمع واخر حدثت لديه اصابة في السمع بعد اكتسابه اللغة، فالحالة الاولى تحتاج الى تدخل جراحي.
اسباب نقص السمع عند الاطفال
- اسباب ولادية تسبب اضطراب في السمع حتى درجة 50 في المائة.
- واسباب اخرى مثل عدم توافق دم الام والجنين وتكون بنسبة 6 في المائة.
- وهناك اسباب ما بعد الولادة ومنها:
امراض سمعية اثناء الولادة واسباب اخرى كالتهاب السحايا ولكن مرض الصمم الشديد يحتاج الى استعمال السماعة قبل 12 شهرا من عمره.
البصر والاضطرابات البصرية
التمييز البصري امر حيوي في التعرف على الاشياء المشتركة والرموز والتمييز البصري يشير ايضاً الى القدرة في التعرف على الاشياء باعتباره متميزاً عن البيئة المحيطة به.
عسر القراءة
اظهرت فرضية جديدة في سبعينات القرن الماضي ان عسر القراءة ينبع من صعوبة الربط بين الاصوات والحروف البصرية التي تؤلف الكلمات المكتوبة، وقد اشارت اهم الدراسات الى اهمية التوعية الصوتية.
- الكتابة هي الوجه الآخر للقراءة وهذا الجانب الذي يتفاعل فيه كل فهم واستيعاب المتعلم من آراء وافكار وخبرات ومهارات متنوعة لانتاج اعمال كتابية.
- مشاكل لغوية اي ترتيب الكلمات في الجملة.
- التمييز بين الاصوات المتشابهة مثل س= ص او ت = ط.
- صعوبة في السرد التلقائي للاحرف الهجائية.
- صعوبة في تذكر التعليمات والتوجيهات المركبة التي تتكون من عدة مركبات.
تأخر النطق عند الاطفال اسبابه وعلاجه
لتأمين عملية النطق وسلامتها يجب الانتباه الى مشاكل السمع والنطق لدى الاطفال. وتلعب العيوب الخلقية دوراً كبيراً في تأخر الكلام لدى الطفل. بالاضافة الى تعرض الطفل الى اكثر من لغة، كأن تكون الام لها لغة والاب له لغة اخرى.
- الخنة او التأتأة والتعبير بكلمات غير واضحة بالرغم من تقدم عمر الطفل واسباب اخرى مثل نقص في خلايا الدماغ نتيجة للعوامل الوراثية وعوامل مرضية مثل التهاب السحايا او التهاب خلايا الدماغ فيقل بذلك مستوى ذكائه عن الحدود الاعتيادية او قد تصاب الام اثناء الحمل بالحصبة الالمانية خلال الاشهر الثلاثة الاولى التي تؤدي الى نقص الاوكسجين لدى الجنين وتلف خلايا مخه. وهناك من يرى اسبابا اخرى لتأخر النطق عند الطفل منها النقص في القدرة العقلية فهناك عامل ارتباط بين الذكاء اللغوي ومرض التوحد وعلاقته باللغة عند الاطفال، ويوصف اضطراب التوحد على انه اضطراب في التواصل في اكثر ما يلاحظ عند الاطفال المصابين بالتوحد الكلاسيكي وهو وجود عجز في التواصل الشفوي وغير الشفوي. كذلك من الاسباب الامراض العقلية ومشاكلها وعلاقتها باللغة وبالكلام عند الاطفال.