ان الذين يتعاطون مع الماركسية بصورة انتقائية ، يأخذون منها ما يروه مناسبا لهم لتحسين وتلميع صورتهم امام القوى السياسية المحيطة بهم ، طلبا للرضا .. اولئك هم اشد ضررا وتخريبا للماركسية ، فهم لا يظلموها فحسب بل ينسفوها من الداخل عن دراية في الامر او عن غير دراية …

تعاليم الماركسية لازالت حية ومتطابقة الاستنتاجات مع تطور الحياة في ظل العولمة وتحول العالم كله الى مجرد سوق مفتوحة بلا ابواب ولا حواجز امام زحف الغول الرأسمالي واستغلاله الجشع لخيرات الشعوب ….

والماركسية نسيج من التعاليم الواقعية المتجانسة المنسجمة في وحدة المنبع والاساس الأيديولوجي والمنطلقات الفكرية والتي بمجملها تشكل المنهج الاساسي الذي يسترشد به الماركسيون والاحزاب الشيوعية الثورية ، فهي مرشد ودليل عمل متعدد الجوانب والابعاد في تحرك الشيوعيين في مختلف الاتجاهات والمستويات منطلقين من ما تمليه مصالح العمال والفلاحين وسائر الكادحين ….ومن يدعي بان الماركسية قد شاخت و ما عادت صالحة وقد تجاوزها الزمن وهزمت بانهيار الاشتراكية في بلدان اوربا الشرقية ، اقول جازما ان هذا الادعاء محض افتراء و يعكس جهلا تاما وعدم معرفة بوحدة وتكامل تعاليم الماركسية ، ان لم يك في الامر موقفا ما يعكس الانحياز السافر ضد الماركسية …

وأقف عند جوهر القضية التي اريد ان اتناولها بعمق وهي وحدة وترابط تعاليم الماركسية .. فمن يريدنا ان نتفق ونتضامن بصدق واياه في مطالبه المشروعة بشان مبدأ حق تقرير المصير وحتى الانفصال ، ويريد منا ان نتجاهل مبدأ وحدة النضال الطبقي ضد الرأسمالية ومشاريعها في بلداننا التي تعاني الكوارث جراء سياسيات البلدان الرأسمالية الغربية وفي مقدمتها الامبريالية الامريكية …

اي ان من يريد ان يبني دولته الوطنية المستقلة ( وهذا حق مطلق لأشقائنا في كردستان ) عليه ان يعي حقيقة راسخة اكدتها التجارب التاريخية ، بأن الولايات المتحدة لا يمكن لها ان تمد يد العون بهذا الاتجاه ، وان عملت شيئا ما بهذا الاتجاه فبالتأكيد يسير وفق ما تقتضيه اجندتها ومصالحها ولا شيء خلاف ذلك ، وواهم من يظن أن الولايات المتحدة ملاك ورسول خير، فلا ترتهنوا لها ولا ترهنوا مستقبل كردستان تحت وطأة مساعداتهم غير النزيهة …

نحن واياكم مطالبون بتصعيد نضالنا ضد سياسات الهيمنة والتدخل السافر في تحديد اتجاهات حركة الشعوب التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية بعدوانية قل مثيلها في التاريخ

الشيوعيون مطالبون اكثر من ذي قبل بالعمل على تجسيد وحدة النضال الوطني والطبقي.