المنبرالحر

المؤتمر العاشر وديمقراطية المشاركة في التغيير والتجديد / عبد الجبار نوري

نشرت صحيفة طريق الشعب مؤخراً وثيقة (مسودة) بعنوان " موضوعات سياسية للمؤتمر الوطني" العاشر" للحزب الشيوعي العراقي وطرحتها للرأي العام لمناقشتها، وتقديم الملاحظات والتغيرات في شأنها لإقرارها في المؤتمر "العاشر" للحزب، وقبل الخوض في مضمون المسودة، سوف أكون (حياديا ) في تقييم دور الحزب الشيوعي الرائد في المسيرة السياسية لوطننا العراق، لكوني لست عضواً في الحزب، وقد أعتبر نفسي صديقا ومحبا لهذا الحزب العتيد والعريق والوحيد، ولأكثر من خمسين عاما من عمري السبعيني.
ويتهيأ الشيوعيون العراقيون لعقد مؤتمر حزبهم " العاشر " وسط وضع العراق المأزوم ، ويحظى هذا المؤتمر المرتقب بأهمية استثنائية نظراً لما ينتظر الشيوعيين من مهام صعبة ودقيقة وثقيلة لكن هذا الحزب العتيد ذو التأريخ الثمانيني قادر وبجدارة فائقة على تحقيق المشروع الوطني المرتقب لتمرس كوادره وقياداته في اجتياز المطبات التأريخية لامتلاك الحزب تراكمات ثرة من الخبرات النضالية الطويلة، فهو المرشح الوحيد القادر على عرض فلسفة سياسية واضحة تشير بوصلتها إلى ثقافة المواطنة التي فُقدتْ اليوم بحكم الأسلمة السياسية التي فشلت منذ 13 سنة في إيجاد بديل مدني ديمقراطي حقيقي للنظام الدكتاتوري المقبور، والأزمة البنيوية تطحن بلادنا، وتسييس الدين وتوظيفه في تفكيك الدولة والمؤسسات المدنية مما أنعكس على الداخل والخارج من تمزق شعبى وتفكك أجتماعي وفساد أداري وأتساع الحرائق المذهبية والطائفية والأثنية، وتعرض البلاد لموجات أرهابية دموية وحرب استنزاف واحتلال داعش مدنا عراقية.
ملاحظات في تقييم الوثيقة
-يعتبر المنشور حلا جذريا وثوريا وصمام أمان لمشاكل العراق السياسية والأقتصادية والأجتماعية والبنيوية والأمنية المتأزمة والمستعصية بعد 2003.
- وظّف الحزب كل تراكمات خبراته ذات الثمانين عاما، وفي بيانه هذا وضّح ثقافة المواطنة المفقودة اليوم.
- طرح الوثيقة للنقاش والمشاركة الجماهيرية أيماناً منه بدمقرطة الأداء وحرية الفكر.
- بأعتقادي أنهُ الحزب الوحيد على الساحة العراقية الذي يجيد التعامل عبر التراكم الثر لأدبياته الفلسفية وبناء مستقبل الأجيال على أسسٍ أخلاقية موضوعية وعلمانية بالمقارنة والمنافسة مع الأحزاب والتنظيمات العراقية وبالخصوص الحاكمة اليوم من أحزاب الإسلام السياسي من بعد 2003 حتى اليوم، القائمة على أحادية نافرة للمجتمع قد تكون طائفية أو قومية أو من طراز الأسلمة السياسية الغارقة في غيبيات مؤطرة برثاثة فكرية سطحية وفساد سياسي وأداري ومالي والتي ثبت نظريا وتطبيقيا فشلها الكبير .
- جسدت الوثيقة خارطة طريق نابعة من فكر قادة الحزب الرفاق فهد وسلام عادل في تبني معالجة البيروقراطية الحزبية والتسلط الحزبي.
- يتبين من بين سطور الوثيقة المعدة للمؤتمر العاشر أن الشيوعي العراقي ومنذ مسيرة الثمانين سنة يسير حثيثاً لإنجاز شعار الحزب وأمل الجماهير وحلم الطبقات الكادحة في { وطن حر وشعب سعيد }.
- أن وضوح الحزب ومكاشفته مع الجماهير ودعوتها إلى الحوار والمناقشة وتبني اقتراحاتهم الموضوعية وسماع نقدهم البناء سوف يعزز ثقة الشعب بالشيوعيين وحزبهم.
- أن المنهاج والبرنامج المعد للمؤتمر العاشر الذي أعدهُ الحزب الشيوعي العراقي تبين وبالتأكيد أنهُ استرشد بالفكرالجدلي التأريخي الماركسي، وتراث الفكر الأشتراكي العالمي ، فهي اضاءات أمل وتفاؤل في نجاح المؤتمر.
- تمسك الحزب بمنهاجه المعد للمؤتمر العاشر بثالوث أسس الترابط للبناء الشيوعي "الوعي، التنظيم، العمل (لينين).
- وضع الشيوعيون العراقيون في منهاج المؤتمر مفهوما جديدا للديمقرطية { ديمقراطية المشاركة } بالمشاركة الجماهيرية العراقية المجتمعية.
- يتبين بوضوح في أدبيات الوثيقة المعدة للمؤتمر العاشر للحزب، اعتماد مبدأ الحوار البناء، والعمل على توحيد صفوف الحركات الوطنية الديمقراطية لامتلاك الشيوعيين السفر التاريخي النضالي الطويل المعمّد بالمآثر والتضحيات الجسام، بنكران ذات منذ 1934 بهدف بناء عراق ديمقراطي فيدرالي موحد.
- ومن خلال الشرح الطويل لمنهاج الوثيقة يتبين تأكيد الحزب على العدالة الأجتماعية والابتعاد الكلي عن المفهوم النفعي البراغماتي الذي هدفهُ (النتائج وإهمال الأسباب)، وبذلك وضع الخط الفاصل بين النهج الانتهازي والنهج اليساري، والاعتماد الكلي على الجماهير وحدها صانعة التاريخ وبانية الغد الأفضل.
- لقد وضع الحزب شروحات مفصلة في المنهاج المعد للمؤتمر العاشر التحديث والتجديد والحساب الوطني للمستجدات التي تحدث خلال الأوضاع المأزومة في الساحة العراقية، يتجسد في كونه حزب التجديد حيث يشير أنجلز في البيان الشيوعي على أثر كومونة باريس إلى أن : جزءاً من هذا البيان قد شاخ، ونبوءة لينين في هذا الصدد بالذات يقول: { أرى الحياة خضراء والنظرية رمادية }
- إحياء وبث الروح في المنظمات اللاحزبية كرابطة المرأة العراقية، والشبيبة، واتحاد الطلبة، ومنظمات المجتمع المدني، والنقابات.
المجد كل المجد للحزب الشيوعي العراقي المناضل
وتحية إكبار وإجلال للمؤتمر العاشر أمل العراقيين في { وطن حر وشعب سعيد}.