المنبرالحر

ردّ على اقتراح / شاكر مجيد الشاهين

ردٌ على اقتراح الرفيق عادل حبة حول المادة (8 / الخلية الحزبية)
ان كثيراً من المناقشات وإبداء الرؤى والملاحظات من قبل رفاقنا في الخارج والتي أعتقد انها تساهم في اغناء وتطوير الحزب لنظامه الداخلي وبرنامجه إلا أن بعضها بحاجة الى معرفة المساحة المتاحة للعمل الحزبي أولاً ومن ثم ادراك نوعية النسيج الاجتماعي البنيوي الذي يمثل الجسد الحزبي حيث الفروق الفردية بين أعضاء ومرشحي التنظيم من الناحية الثقافية اللغوية والفكرية والانحدارات الطبقية التي لها الأثر الفاعل في قابلية ادراك الأسس الرصينة التي يبنى عليها التعامل الفكري والتنظيم داخل منظماته مما يستدعي تنوع التفاعل من قبل قيادات التنظيم وحين يقترح الرفيق (عادل حبة) الغاء المادة 8 وإلغاء بناء الخلية في الحزب لأنها تعود الى فترة النضال السري للحزب وضرورة الصيانة والاحتراز من أجهزة الأمن... ولذا ينبغي بناء منظمات الحزب على محل العمل أو السكن أو غيرها بشكل يجمع كل أعضاء المنظمة وليس على أساس الخلايا، فالأحزاب الشيوعية والاشتراكية واليسارية العلنية لا تعمل حسب تنظيم الخلايا بل على اساس جمع الشيوعيين في تنظيم واحد يعقد اجتماعات تضم كل الأعضاء في مرفق واحد
ربما يدرك رفيقنا حبة ثقافة التنظيم في الخارج من حيث أن المستوى الإدراكي للتنظيم يكون بمستوى المطلوب من ناحية التحضير والزمن وفق علاقات اجتماعية وعملية (وظيفية) مؤهلة لجمع أعداد مختلفة في مستوياتها الثقافية والمفاهيمية، فهذا يمكن أن يكون باعثاً لعمل جماعي حزبي موحد. ولكن الرفيق ليس لديه معرفة بطبيعة المعوقات التي تصاحب عملنا في التنظيم ومنها اختلاف المستوى العلمي الكبير حيث يوجد في الخلية مَن لا يعرف القراءة والكتابة وإن حصل هذا فنسبة ضئيلة لا يمكنه قراءة أدبيات الحزب، حيث يبقى مستمعاً لما يدور في الاجتماع الحزبي للخلية، فكيف يمكن الضغط على الرفاق المتقدمين ثقافياً وضرورة طرح مفاهيم عليا علمية والانصياع الى مستويات أقل ثقافة ومعرفة؟
لذلك أرى أن اقتراح رفيقنا لا يتجاوب مع شروط تنظيماتنا التي نعمل وفقها.. خاصة بمراعاة المستويات المختلفة لدى المرشحين (الخام) والعمل على رفع امكاناتهم وحسب تدرج تنظيمي يأخذ بالاعتبار بذل أقصى الجهود من قبل القيادات العليا لانتشال المنظمات الأولية في التنظيم لتأهيلها في مواقع متقدمة بعد انضاجها من أجل الحفاظ على تنظيم متجاوب مع المهمات ضمن أداء فاعل.
كذلك أرى أن المرحلة المقبلة، على الأقل، وليس المراحل البعيدة، حيث لا يجوز تخطي مهمات المراحل، أن نعمل على بناء مؤسسات تنظيمية ثورية (تغييرية) كأجنحة صاعدة في فكرها ونشاطها، يقف الحزب في مقدمتها كوجود فاعل في مجال خلق الشروط الديمقراطية داخلة لتنظيم مؤهل للقيادة المجتمعية أو الديمقراطية في المجال المجتمعي المتحرك العام خارج التنظيم، فنحن الشيوعيون لسنا كالمدعين للتغيير قبل حدوثه وعندما تحصل بعض بوادره كما في الأحزاب الوصولية السلطوية الهشة الذين اعتمروا في هيكل الفاشلة وفقدوا حتى أدنى الثورية التي كانوا يتمتعون بها أثناء مرحلة المعارضة للنظام الدكتاتوري.
وليس أجدى توجه مطلوب اليوم حتى يؤدي حزبنا الشيوعي دوره التأريخي سواء في تنظيم نفسه أو المشاركة في تنظيم الحركة الوطنية، من أن يلتفت الى طبيعة العمل داخل مؤسساته ابتداءً من القاعدة حتى القمة من أجل شحذ الطاقة التنظيمية لكي تكون في مستوى التحديات التي تكاد تعصر نسيجه قصد صهره وافتقاده الحيوية والمثابرة والمبادرة من خلال الاطلاع على المستجدات الثقافية بالاهتمام المجدي لأدبيات الحزب من دون غض النظر لما تعطيه الساحة الفكرية العامة من أفكار لها الأثر في بناء الوعي العلمي والسياسي من أجل التفاعل بوعي وليس بتقليد أعمى يؤخر في بناء المقدرة على العطاء الفكري والعملي، وحتى لا تتجاوزنا المرحلة التاريخية بمهماتها، علينا التركيز على نوعية التنظيم الحزبي في كل مفاصله عمودياً أو أفقياً حيث يحتل هذا التوجه أهمية فائقة في ظل الظروف (المعاصرة) السلوكية الرسمية بقوانينها التعسفية أو بالضغوط الفكرية التقليدية المتخلفة على تفكير وطريقة تفكير الجماهير ومحاولة احتوائها بشتى السبل العقائدية أو المهنية / المعاشية، وكذلكما تفرضه العولمة وتواصلها الاعلامي المجهض للتحرك الإيجابي في كثير من مفاصله الاعلامية والثقافية والسياسية كموانع أمام إمكانية احراز أي تقدم في المجال السياسي خاصة وإبعاد كل الجهات ذات التوجه الصادق في عملية التنمية الاجتماعية / الاقتصادية وفي مقدمتها حزبنا الشيوعي العراقي. ألا تثير هذه القضايا قلقنا الشديد على دورنا الاجتماعي والسياسي الذي لايمكن أداءه إلاّ من خلال منظمات قادرة على التماسك مع المهمات المطروحة وقائدة بتفوق كبير للحراك الاجتماعي ضمن التوجيه الصائب لتحقيق مهمات المرحلة التاريخية التي نمر بها في صراع محتدم لا يقبل المهادنة مع التردد والضعف فكرياً وعملياً؟
إنني أرى ان مهمات تنظيماتنا هي أعقد بكثير حتى من مرحلة العمل السلبي، فما علينا إلاّ عدم الركون الى بعض الايجابيات في العمل العلني والتي جاءت سلباً على كثير من ايجابيات تنظيماتنا، الالتزام الزمني،والكسب، والتثقف، وغيرها من المهمات ذات العلاقة المباشرة بنجاح واستمرار عملنا الحزبي، في كثير من مواقعه التنظيمية.