المنبرالحر

كيف يكون لون الورطة ؟ / يوسف أبو الفوز

هذه المرة ــ عزيزي القارئ ـ لن احكي عن السياسة. لا اريد ان اسمعك تعليقات صديقي الصدوق ابو سكينة، عن تطورات الاوضاع في العراق وغياب اسمه من قائمة الدول السعيدة، ولا رأيه في شتامي الشعب العراقي، من النواب والسياسيين، هؤلاء الذين يدعون معرفة كل شيء ويعتقدون انهم مفتحين بالنفط ماداموا يشفطون من فلوسه ليل نهار. فوجد العراقيون انهم متورطون ــ وسكوب بالالوان ــ مع شتامين لهم بدون رحمة. سأحكي لكم كيف ان النوايا الحسنة اوصلت أبو سكينة الى ورطة بلا لون!
كان ابو جليل يقوم بزيارته الدورية لابي سكينة، حيث حين يجتمعان يتمشيان على مهلهما حول البيت، فالطبيب اوصى بذلك كعلاج لارتفاع السكر. يقول أبو جليل :(كنا في طرف المحلة، حين فتح احد معارف ابو سكينة باب بيته، فشاهدنا وسلم علينا، فما كان من ابي سكينة، الا وسحبني لنزورهم لان ام البيت رجعت من اربيل من المستشفى)، وابو جليل يعرف ان ام سكينة يطير عقلها من هذه المرأة حيث تنسب لابي سكينة قوله وهو يُلمّح لتضاريسها «لو هيج ربك يخلق نسوان لو لا». كلنا نعرف ان ابو سكينة رغم ان قلبه اخضر الا انه يحترم جيرانه وناسه فلم يقل احد يوما ما ان عينه مالحة، لذا لم يفهم احد سبب غيض ام سكينة وادعائها ان ابو سكينة يتلفت بمجرد سماع اسم هذه المرأة.
يواصل ابو جليل: سحبني ابو سكينة بحيوية غريبة فقلت له» بس يا ...» فقاطعني»بلا تبسبس الناس المرضى لها حق علينا؟».بسرعة صاروا داخل البيت واستقبلهم صاحبه بارتباك، وابو جليل بالكاد يتنفس. قال ابو سكينة بصوت ممراح « : قلنا نطمئن عليكم» وزاد وجه ابو جليل امتقاعا. خرج صاحب البيت ليجلب شيئا، وبالكاد سحب ابو جليل نفسا وقال محشرجا:»شراح تقول للمرأة لو جاءت ، انت تعرف شنو مرضها؟» . وصفن ابو سكينة، تمنى ان يكون ابو جليل بعمر واحد من احفاده ليلسعه على ظهره بالعكازة، وصاح به:»لا تكون هي نفسها اللي ...» فهز ابو جليل رأسه بالايجاب. في لحظات صارا يتدافعان عند الباب للخروج، وتركا المكان دون ان ينتظرا عودة صاحب الدار.
قبل ايام حكت سكينة لأم جليل،ان هذه المرأة، تشكو من الام في صدرها وضيق في التنفس، وبعد الفحوصات ، نصحها الطبيب للقيام بعملية تصغير لثدييها كبيري الحجم !