المنبرالحر

تعالوا نتحاسب مع أعضاء مجلس النواب / زهير كاظم عبود

مهمة عضوية مجلس النواب هي مهمة تشريعية يؤديها من يرشح نفسه لعضوية المجلس ويحصل على مائة الف صوت من اصوات العراقيين على الاقل ، فيصبح عضوا في مجلس النواب ، ومن واجباته الاساسية المسؤولية القانونية التي يجب ان يؤديها بتفان وإخلاص ، وان يسعى بكل ما يمكن من جهد العمل على صيانة الحريات العامة والخاصة التي أكد عليها الدستور العراقي ، وان يكون مثالا للالتزام بالقانون واحترام قرارات القضاء والعمل على تنفيذها ، وان يحافظ على النظام الديمقراطي الاتحادي في العراق ، ويؤمن بالفيدرالية كنظام دستوري وبفصل السلطات ايضا ، وان يسهر على سلامة ارض العراق وسمائه وثرواته ، وان يسهر على مصالح الشعب .
ان عضو مجلس النواب وان يكن قد تم ترشيحه عن قائمة تابعة لحزب عراقي معين او انه تم ترشيحه من قبل مجموعة سياسية إلا انه عند فوزه يصبح ممثلا لكل الشعب العراقي ، ومن بين اهم مهمات عضو مجلس النواب الرقابة على اداء السلطة التنفيذية في الصحة والتعليم والخدمات الاساسية التي يحتاجها المواطن ، ويتابع حالة النمو الاقتصادي وتطوره والمصادقة على المعاهدات والاتفاقيات الدولية واستجواب رئيس الوزراء والوزراء وسحب الثقة من رئاسة الوزراء او احد الوزراء ، والموافقة على اعلان الحرب وحالة الطوارئ وإقرار الميزانية العامة للعراق .
ان النائب يعتبر متطوعا لتقديم مثل تلك الخدمة الوطنية من خلال مؤهلاته وقدراته لتبوؤ هذا المركز القانوني ، وبما يستطيع تقديمه لخدمة العراق وكل شعب العراق ، بالإضافة الى ضرورة ما يتوفر بشخصه من صفات التواضع والحكمة والعقل والثقافة والتاريخ المشرف والتعامل مع جميع العراقيين بالمساواة وبالحرص على حماية حقوقهم وحرياتهم .
كما ان على عضو مجلس النواب ان لايجمع بين عضوية المجلس وعمل آخر او وظيفة اخرى ، وان لايستغل عضويته في المجلس لتمرير صفقات او التوسط او التدخل لمصلحة اهله وأقاربه ومعارفه ، وان لايتعدى على المال العام وان لايثري على حساب العراقيين .
وبالنظر لكون مصلحة المواطن وحقوقه هي الأساس الذي يدفع بالناس لاختيار مرشح معين ليكون عضوا في مجلس النواب فينبغي على المرشح ان يكون أمينا على الوعود التي يقطعها للمواطن حيث يفترض بأن المواطن سيحاسبه عن تلك الوعود اذا خالفها أو تغاضى عنها .
هذه الافتراضات الأساسية التي يتوجب أن يكون عضو مجلس النواب قد عرفها حتما ، وبذلك فأنه امام التزام قانوني وأخلاقي بتحقيقها ، وعند عدم تحققها كليا أو جزئيا فأنه يكون فاشلا وناكلا لتلك الوعود التي قطعها على نفسه .
وقبل انتهاء الدورة الحالية لمجلس النواب ، يكون لزاما على كل صاحب وجدان وضمير حي ان يحاسب الاعضاء الذين انتخبهم مهما كان ارتباطهم السياسي او الديني او الطائفي او القومي ، عن القضايا التي فشلوا في تحقيقها ، وعن القضايا التي اخفقوا في إنجازها ، وعن السلوك الذي تصرف به النائب خلال تلك الفترة ، بالإضافة الى مدى فاعليته وقدرته لأن يكون فاعلا ومتابعا في المجلس .
تعالوا نتحاسب مع اعضاء مجلس النواب عما قدموه للعراقيين ، وعما تجاوزوه عمدا ، وعما اتفقوا على اخفائه عنا ، وعن مشروعات القوانين التي بقيت تدور في ادراجهم وهم يحملون ملفاتها في بيوتهم ولم يتم انجازها عمدا ، وعن المشاريع الوهمية التي تحققت على الورق ، وعن عدد السفرات والايفادات التي قاموا وشاركوا بها ، وعن الخدمات التي بقيت قبلهم وبعدهم غير منجزة ، وعن الخدمات الاساسية التي يحتاجها العراقي ولم يتم تحقيقها او التطرق لها ، وعن اسكان الفقراء ممن بقيت عوائلهم دون سقوف تؤويهم ، وعن حالة الفقر والتسول والعوز التي تجتاح العراق ، وعن فشل الرعاية الاجتماعية وتحقيق الكرامة للمواطن في بلد تعد ميزانيته من اعلى الميزانيات في المنطقة ، وعن حالة الركود الاقتصادي والفشل الاقتصادي والتدهور الزراعي ، وعن تهميش الثقافة والفن والقضاء على المسارح ودور العرض ، والتدهور الحاصل في العلم والتعليم ، وعدم وجود مدارس تليق بالطلبة ومستشفيات تعالج المرضى تتناسب مع تطور الزمن ، والتخلف الذي تعانيه المؤسسة الطبية والافتقار الى الادوية الصالحة للاستعمال . وعن الرشاوى المتفشية في دوائر الدولة ، وتدهور الامن وهروب السجناء الارهابيين ، وعن المحسوبية والحزبية الضيقة في التعيين وفرص العمل ، وعن تردي خدمات السلطة التنفيذية وتدهور القضاء في العراق .
تعالوا نتحاسب عن الامية وأعداد العاطلين عن العمل والهاربين من عراقهم الى بلدان اوروبا ، تعالوا نتحاسب معهم عن معاركهم الشخصية داخل المجلس وعن اتهاماتهم لبعض ، وتعالوا ايضا نحاسبهم عن التفكك الاسري وعن حالات الطلاق وعن ظواهر التشرد والتسول والبغاء التي انتشرت في العراق ، وتعالوا نحاسبهم عن عدم قدرة اجهزة الامن على التصدي بجدارة للإرهاب ، وان يتم اعلامنا عن مصادر اسلحة وأجهزة وأموال الارهابيين .
تعالوا نتحاسب معهم عن الملفات التي اختفت دون ان تتعرف الناس على الحقيقة ، وعن مصير الاموال المنهوبة والمسروقة ، وعن المتهمين الهاربين في دول الجوار والتي عجزنا عن القبض عليهم ومحاكمتهم ، تعالوا نتحاسب معهم عن الخدمات الاساسية التي غابت كليا في العراق ، عن قضية الكهرباء وعن قضية الماء المعقم الصالح للشرب ، وعن قضية المجاري وطفح المياه الآسنة ، وعن حالات خرق القانون والدستور ، وعن الممارسات المخالفة لحقوق الانسان .
تعالوا نتحاسب معهم ونحاسب ضمائرنا: هل كان هؤلاء يستحقون ان يكونوا ممثلين للشعب العراقي؟ فهم مسؤولون امامنا عن كل التعهدات والوعود التي قطعوها لنا .