المنبرالحر

تعبير حضاري عن الرأي / كفاح محمد مصطفى

شهدت بغداد وبقية المحافظات في يوم السبت 31 آب تظاهرات طالبت بالغاء الرواتب التقاعدية للرئاسات الثلاث والبرلمانيين ومجالس المحافظات والدرجات الخاصة ومطالبة مجلس النواب بتشريع قانون موحد لجميع المتقاعدين يشمل البرلمانيين وكبار المسؤولين بالدولة بدلاً من التشريعات الخاصة التي تساهم في هدر المال العام بعناوين ومسميات مختلفة بالشكل متوافقة بالمضمون. وعكست التظاهرات السلوك الحضاري المتميز الرائع للمشاركين فيها وتعبيرهم الحضاري عن الرأي الذي كفله الدستور العراقي. فتحية والف تحية للمشاركين بهذه الممارسة المدنية ال?ضارية.
وتحية لرئيس الحكومة الاستاذ نوري المالكي الذي اعلن السبت 31 آب مساندته للتظاهرات ودعمه لجميع مطالب المتظاهرين، وكنا نأمل ان تكون مساندته للتظاهرات بدون غلق للجسور التي تربط جانبي بغداد الكرخ والرصافة بالحواجز الكونكريتية وبدون منع المتظاهرين من الوصول الى ساحتي الفردوس والتحرير وبدون لجوء القوات الامنية الى اسلوب التضييق المباشر وغير المباشر على المتظاهرين واستخدام القوة في بعض الاحيان. وكان الاروع ان لا ترافق دعمه لجميع مطالب المتظاهرين دعوة من وزارة الداخلية الى عدم مشاركة المواطنين في التظاهرات. فليس من?واجب الوزارة دعوة المواطنين الى المشاركة او عدم المشاركة بالتظاهرات بل واجبها حماية الممارسات الديمقراطية السلمية الحضارية للمواطنين وتهيئة الاجواء المناسبة لتلك الممارسات لتعكس الوجه الديمقراطي الحضاري للعراق الجديد. ولعل اغرب ما في الامر دعوة رئيس الادعاء العام العراقي غضنفر حمود الجاسم يوم الثلاثاء 27 آب الى تأجيل التظاهرات الى وقت الامان والاستقرار. كما دعا الى معاونة القوات المسلحة والحكومة قبل ان يحترق الاخضر واليابس، فهل خرج المتظاهرون لمهاجمة القوات المسلحة؟ وهل خرجوا لحرق الاخضر واليابس ام لايقاف ?لهدر الهائل بالمال العام برواتب ومخصصات وامتيازات خيالية لكبار المسؤولين، وهي لا دستورية ولا قانونية ولا شرعية. وهذا ما اكدته المرجعيات الدينية والشخصيات الوطنية ومنظمات المجتمع المدني وكل شرفاء واحرار الشعب العراقي.