المنبرالحر

رحيم شيخ علي : اقف احتراماً للحركة الاحتجاجية ولمن يسهمون فيها


رفاقي الاحبة في المؤتمر العاشر للحزب الشيوعي العراقي
تحية المحبة والامل الكبير بالنجاح والتقدم
دعوني أؤكد ثقتي بقدرتكم على إحراز نجاحاً اخر، نجاح جديد، نجاح يليق بحزب الكفاح والعمل، حزب الفكر والتأمل والامل.
قناعتي كبيرة بقدرتكم على عرض وقائع الوضع الشائك في العراق، ابتدءا من ازمة نظام الحكم، التي انتجت ازمات تتوالد كل يوم باستمرار. وايماني بإمكانات تحليلكم لذلك، وفق المنهج الماركسي الذي برعتم فيه، سيما في انعكاس الازمة على حياة الناس ومعيشتهم وكرامتهم وحقوقهم بما فيها حقهم في التعبير.
اما تحويل ذلك الى برنامج عمل وكفاح، فانا أقره سلفا، واعترف لكم شاكرا ومبتهجا بكفاحكم المتفاني، وبتضحياتكم العزيزة، وبوقوفكم الى جانب فقراء العراق وكادحيه، ,هذا مصدر ثقتي وقناعتي وايماني.
هذه الثقة التي لم اتبناها من موقف عاطفي، مع ان قلبي يرف فرحا، ويخفق مبتهجا، لكفاحكم اليومي، ولتصديكم للفساد و وقوفكم بصلابة ضد الفاسدين. لم اشعر بالحرج حينما تطفوا عاطفتي التي تعرفونها، وتنزل دموعي فرحا مملوءا بحزن لبعدي عنكم، كلما اشهد عبر وسائل الاعلام تواجدكم في ساحات الاحتجاج واصراركم على الاستمرار في مواجهة المحاصصة والفساد والمطالبة بكرامة الانسان العراقي التي هي اول ما نسعى الى حفظه.
لم يكن موقفي ينطلق من عاطفة عابرة، مع اني ان قلبي لا يعرف غير طريق الصدق في مشاعره لكم ولكل الناس. انطلق في ذلك، لمتابعتي الدقيقة، ومراقبتي الصارمة، لجهدكم المبذول، والذي احسبه في احيان كثيرة، انه فوق الطاقة، واشهد لكم رفاقي حيث تربطني بكم صداقات طويلة وحقيقية وصادقة، انكم لم تدخروا جهدا وانتم تعيدون أمجاد الحزب، وتكتبون في كفاحكم أمجاداً جديدة، تشعرني دائما ان حزبنا هو حزب الحاضر والمستقبل.
وانتم خير من حمل رسالة رفاقنا الذين قدموا أجمل سنوات حياتهم، ومنهم من استشهد في طريقة مواجه سلطات الاستغلال والقمع والاستبداد، وصلابتهم من اجل الحفاظ على مبادئهم شهد بها لهم حتى جلاديهم.
انتم بحق رفيقاتي رفاقي من أراهن رهانا لا شك فيه ولا تردد على حمل نهج تتفردون به، النهج الوطني، بكل ما يعني التنوع والتعدد في اطار المواطنة، التي هي العنوان الاوسع، والتمسك بالدفاع عن العمال والفلاحين والكادحين وفقراء المواطنين والمهمشين، نهجا اثبت جدواه، رغم مناكدة الاوضاع وصعوبتها وخطورتها، نهج تبني خيار الدولة المدنية والعدالة الاجتماعية، لكم الفخر، بتحويل هذا الشعار من شعار حزبيا تم اصطفاؤه في المؤتمر التاسع للحزب، الى شعار وطني واسع، تردده كل القوى المدنية والديمقراطية بل كل مواطن اتخذ موقفا من المحاصصة بعد ان شهد كل هذا الخراب الذي خلفته.
كما وتبنى الحزب نهج التعايش السلمي بين ابناء جميع القوميات في العراق، مرسيا التآخي فيما بينها، مرسخا في الوقت ذاته، الدفاع المشروع عن الحقوق القومية للشعب الكردستاني، بما فيه حقه في تقرير المصير، وحقوق القوميات الاخرى، جاعلا من التنوع القومي والثقافي والفكري ثراء وقوة وجمالا.
لي قناعة ان المؤتمر العاشر، سيتبنى ايضا موضوعة الدولة المدنية الديمقراطية التي تؤمن العدالة الاجتماعية، واجزم ان هذا لا يتحقق الا بالتغيير، هذه المفردة التي رددتها اصوات المحتجين في ساحات التظاهر، والتي تحمل في ثناياها الاصرار والعزيمة والمواصلة لبناء دولة المواطنة، دولة الحقوق والحريات والضمانات الاجتماعية.
رفاقي رفيقاتي الاعزاء:
اذ يحرمني ظرفي الخاص، وامراضي التي تضيّق علي مساحة تحركي، وكما تعرفون بانني لم اغب عن مؤتمرات الحزب وفعالياته، فانا حاضر معكم، مخولا الرفيق العزيز حميد مجيد موسى عني، راجيا قبول ذلك، وهذا ما يمنحني إحساسا بالمشاركة يعوضني عن عدم الاسهام والحضور الفعلي في مؤتمر حزبنا.
اخيراً: لكم مني السلام والعهد على مواصلة الكفاح والذي يتجلى اليوم باشكال عديدة، تأتي الحركة الاحتجاجية في مقدمتها، والتي اقف لها، ولمن اسهم فيها باحترام كبير.
ساواصل العمل معكم بكل ما استطيع، فشوطي مع الحزب الى نهاية العمر، وبكل ايمان وقناعة
وشكرا لكم